واشنطن تطلب تطوير برنامج اعتراضي فضائي للصواريخ العابرة للقارات

صورة غير مؤرخة لصاروخ مضاد للصواريخ الباليستية من منظومة "الدفاع الأرضي في منتصف المسار" - Military Watch
صورة غير مؤرخة لصاروخ مضاد للصواريخ الباليستية من منظومة "الدفاع الأرضي في منتصف المسار" - Military Watch
دبي -الشرق

أثار إعلان قوة الفضاء الأميركية عن طرح طلب لتقديم مقترحات أولية لتطوير برنامج اعتراض فضائي، وهو أول نظام صواريخ في المدار حول الأرض مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية المعادية، تساؤلات جدّية بشأن تأثيره على ميزان القوى الاستراتيجي العالمي.

وتمتلك 3 دول هي الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية حالياً ترسانات من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات القادرة على ضرب مدن داخل البر الرئيسي الأميركي، وجميعها طوّرت مركبات انزلاقية فرط صوتية ضمن ترساناتها، وإن كان ذلك يقتصر في حالة بيونج يانج على صواريخها قصيرة ومتوسطة المدى، وفق مجلة Military Watch.

وبينما تُعد هذه المركبات شبه مستحيلة الاعتراض بعد دخولها الغلاف الجوي، فإن برنامج الاعتراض الفضائي يهدف إلى إسقاطها في مرحلة الإقلاع فوق الأراضي المعادية، حين تكون أبطأ وأقل قدرة على المناورة، ومع ذلك، تبقى تساؤلات كثيرة بشأن مدى واقعية هذا المشروع.

وتكتسب خطط البرنامج أهمية مضاعفة في ضوء القصور الكبير في أنظمة الدفاع الأميركية الحالية ضد الصواريخ العابرة للقارات، فالنظام الوحيد القادر على اعتراضها -نظام الدفاع الأرضي في منتصف المسار (GMD)- يضم 44 صاروخاً اعتراضياً فقط، فيما يتطلب تحييد كل رأس نووي وارد 3 منها على الأقل.

ويحمل الصاروخ الكوري الشمالي Hwasong-17 ما لا يقل عن 4 رؤوس حربية مستقلة، بينما تحمل نظيراته الصينية والروسية أكثر من 12 رأساً، ما يجعل حتى عدداً محدوداً من الصواريخ كفيلاً بإغراق النظام الدفاعي الأميركي.

وأثارت ظروف الاختبارات السابقة شكوكاً جدية بشأن موثوقية النظام، أما الجيل القادم من الصواريخ الاعتراضية قيد التطوير ضمن برنامج الجيل الجديد من الاعتراضات (NGI)، فتبلغ تكلفة الصاروخ الواحد منه نحو 498 مليون دولار، ما يجعل الدفاع ضد الصواريخ العابرة للقارات باهظ التكلفة.

ورغم أن نظامي (GMD) و(NGI) غير كافيين لاعتراض الصواريخ المزودة بمركبات انزلاقية فرط صوتية، وهو ما يجعل برنامج الاعتراض الفضائي ذا طابع ثوري محتمل، إلا أنه يواجه أيضاً تحديات مالية ضخمة.

نقاط قوة النظام الجديد

ومن مزايا هذا النظام أنه يستطيع تدمير الصاروخ في مرحلة الإقلاع قبل انفصال الرؤوس المتعددة، ما يعني أن ضربة واحدة من الفضاء ربما تعادل فاعلية ما بين 4 و12 صاروخاً اعتراضياً من الأرض.

إلا أن تكلفة نقل المواد والمعدات إلى المدار ستشكّل عبئاً مالياً هائلاً، في وقت تُعد فيه ترسانتا روسيا والصين من أكبر الترسانات في العالم، وتواصل كوريا الشمالية توسيع قدراتها الصاروخية بسرعة، ما يجعل من شبه المستحيل بناء منظومة دفاع قادرة على صدّ هجوم شامل بكلفة معقولة.

كما أن تركيز عدد كبير من الصواريخ الاعتراضية على الأقمار الاصطناعية ربما يعرّضها لخطر التدمير باستخدام أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية، التي تتزايد فاعليتها بسرعة.

ورغم أن الولايات المتحدة جعلت تعزيز دفاعاتها ضد هجمات محتملة من قوى كبرى أولوية استراتيجية، إلا أن إنشاء درع فعالة ضد هجوم واسع بصواريخ عابرة للقارات متقدمة لا يزال هدفاً بعيد المنال. وبذلك تبقى جدوى برنامج الاعتراض الفضائي الأميركي محل شكّ كبير.

تصنيفات

قصص قد تهمك