بوتين: "لا فرصة لأحد" عند اقترابها من العدو

هل الدبابة الروسية T-90M الأفضل في العالم؟

استعراض دبابات T-90M الروسية في الميدان الأحمر خلال العرض العسكري ليوم النصر في وسط العاصمة موسكو. 9 مايو 2022 - AFP
استعراض دبابات T-90M الروسية في الميدان الأحمر خلال العرض العسكري ليوم النصر في وسط العاصمة موسكو. 9 مايو 2022 - AFP
دبي-الشرق

في تصريحات سابقة هذا العام، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدبابة "T-90M"، إصدار Breakthrough، إذ وصفها بالمركبة القتالية الأفضل في العالم، مستشهداً بتقارير عن النجاح الكبير الذي حققته داخل ساحة المعركة في الحرب على أوكرانيا.

وذكرت مجلة Military Watch Magazine، يوليو الماضي، مزايا وخصائص الدبابة الحديثة، مشيرة إلى ما ورد على لسان القيادة الروسية عنها، لا سيما بوتين الذي قال إنها "بمجرد اقترابها من مواقع العدو، فلا فرصة (لنجاة) أحد أو شيء، تُطلق النار لمسافة أطول وأكثر دقة، وتتمتع بحماية أفضل".

واستعان الرئيس الروسي بما ورد في تقارير إخبارية عن متانة "T-90M" عند مرورها على قنبلة مزروعة بجانب الطريق في ساحة معركة، على الأرجح في أوكرانيا، قائلاً "يبدو أنها قفزت ببساطة، وأصيب رجل بداخلها، لا بسبب القذيفة، بل جراء الاصطدام بشدة، لكنها ظلت سليمة".

تصريحات بوتين جاءت بعد فترة من تصريح للرئيس الروسي السابق، نائب رئيس مجلس الأمن ديمتري ميدفيديف، مارس الماضي، اعتبر خلاله أن الدبابة ليست فقط الأفضل في العالم، إنما "أفضل من دبابات ليوبارد (الألمانية)، وتشالنجر (البريطانية)، وأبرامز (الأميركية)"، تكتيكاً وفنياً، بل وحتى من حيث المكونات".

ودخلت T-90M الخدمة خلال أبريل 2020، وذلك بعد شهرين من إكمال التجارب الحكومية عليها. وكان الجيش الروسي آنذاك على وشك توفير العشرات منها عبر خط الإنتاج، لكن غزو أوكرانيا أدى إلى زيادة الحاجة للمركبات وتوسيع الاستحواذ إلى آلاف من هذه الدبابات.

وتُقدر معدلات الإنتاج المخطط لها بأكثر من 1300 دبابة سنوياً، إلى جانب أعداد قليلة من دبابات "T-14" الحديثة التي لم تدخل الخدمة في الجيش الروسي رسمياً بعد.

مواصفات الدبابة

أصبحت هذه الدبابات العمود الفقري للأسطول الروسي، إذ تم استخدام درعها في أواخر عام 2022 لتحديث دبابات "T-72" الأقدم، والتي من المقرر أن يُطلق على طرازها الحديث "T-72B4".

وتتميز الدبابة بهيكل أساسي قوي، وتغطية واسعة النطاق باستخدام الجيل الثالث من الدروع التفاعلية المتفجرة، وأدوات متطورة للتحكم في الحرائق والرؤية الحرارية، بالإضافة إلى عارض حراري مستقل وشاشة رقمية لقائد الدبابة، وهو أمر لم يكن موجوداً في التصميمات السابقة للدبابات الروسية.

ومن بين الميزات الجديدة أيضاً تحسّن قوة نيران المدفعية بشكل كبير عن سابقاتها، مع مُلقم آلي جديد لتعبئة الذخيرة، ومدفع رئيسي، يسمحان باستخدام ذخيرة "APFSDS" المضادة للدبابات لفترة أطول، مع قدرة اختراق أكبر بكثير لدروع العدو.

بحسب تقرير المجلة المتخصصة بالشؤون العسكرية، أسهم الفصل بين الذخيرة وطاقم الدبابة، من خلال الحماية الجديدة لدائرة المُلقم الآلي، إلى زيادة قدرة الدبابة على البقاء بشكل كبير، وهو ما يتضح من خلال عدم وجود انفجارات داخلية حين تعرضت للاستهداف في أوكرانيا.

"تفوق ملحوظ"

قوة نيران وأجهزة الاستشعار وحماية الدروع للدبابة "T-90M"، تضعها في تصنيف مختلف عند مقارنتها بالدبابات الأخرى في ترسانة روسيا، إذ سجلت تفوقاً ملحوظاً على قدرات دبابات غربية منافسة لها.

ولعلّ من أكبر مزايا هذه الدبابة الروسية أنها لا تزيد عن ثلثي حجم الدبابات الغربية، والتي قد تصل إلى 70 أو 80 طناً في المركبات الأميركية والألمانية، مع استهلاك أقل للوقود، واحتياج أقل للصيانة، وسهولة نقل أكبر بكثير. كما يسمح الحجم الأصغر بالسير على الطرق والجسور التي لا تستطيع سوى القليل من الدبابات الغربية السير خلالها.

وعلى عكس الدبابات الألمانية والأميركية والبريطانية، التي تتطلب وجود 4 أفراد، تحتاج الدبابة الروسية طاقماً مكوناً من 3 أفراد فقط، وترجع هذه الميزة إلى نظام التلقيم أو التحميل الآلي في الدبابة الروسية، ما يوفر كذلك معدل إطلاق أعلى.

دبابة كورية منافسة

على الرغم من المزايا التي تتمتع بها الدبابة الروسية مقارنة بالمركبات الغربية، إلا أن مكانتها قد تتضاءل عند مقارنتها بأحدث الدبابات التي صنعتها الصين وكوريا الجنوبية، كالدبابات 99A وK2 Black Panther.

وأشارت المجلة إلى أن القدرات الفائقة التي تتمتع بها K2 تنعكس على المصالح الأمنية الروسية بشكل كبير، إذ تُخطط كل من بولندا وتركيا العضوين في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لنشر ما يقرب من 1000 دبابة كورية من هذا الطراز، لا سيما أن لها قدرات أكثر، ويسهل الحصول عليها بشكل أسرع بكثير من المركبات الغربية.

وجرى تطوير الدبابة "K2" جزئياً بناءً على التجربة الكورية في تشغيل دبابات T-80U وT-80UK روسية الصنع، التي تم الحصول عليها في التسعينيات، وكانت في ذلك الوقت الأفضل في الخدمة.

علاوة على ذلك، تتميز الدبابة الكورية بقدرتها على الغطس تحت الماء مع نظام تلقيم آلي وطاقم من 3 أفراد، وهي من السمات المميزة للتصميمات السوفيتية والروسية.

وتتشابه الدبابة الكورية مع "T-90" الروسية في أنها خفيفة نسبياً، وتتطلب قليلاً من الصيانة، ويمكنها السير على الطرق والجسور المدنية.

وعلى الرغم من أنها أقل قدرة على استخدام الذخيرة "APFSDS" بالمقارنة بمنافستها الروسية، إلا أن دبابة "K2" قادرة على دمج مظلات فريدة وطويلة المدى، واستخدام الرادارات، لزيادة الوعي بالموقف في ساحة المعركة.

ومع ذلك، فإن تكلفة الدبابة الكورية أعلى بـ3 أو 4 أضعاف من تكلفة "T-90M"، مع حجم إنتاج أقل بكثير. وإلى أن تتوافر بأعداد كبيرة في أوروبا، من المتوقع أن تصطدم بالجيل القادم من الدبابة الروسية "T-14"، وذلك رغم التأخيرات الكبيرة التي واجهتها موسكو في تشغيلها.

أفضلية نسبية

في نهاية المطاف، يعتمد وصف الدبابة بـ"الأفضل'' إلى حد كبير، وفقاً للتقرير، على المهمة الحالية المكلفة بها، فالطراز الأحدث للدبابة السوفيتية الأبسط T-55، لا يزال النوع المفضل لعمليات مكافحة التمرد، في حين تعد الدبابتان Pokpung Ho الكورية الشمالية وType 15 الصينية، مثاليتين لاستخدامهما في المعارك التي تدور بالمناطق الجبلية. 

مع ذلك، فإن "T-90M" تُحقق توازناً بين القدرات المضادة للأفراد والدروع والحركة والنقل والحماية، كما تتطلب خدمات لوجستية قليلة. وهذا يجعلها منافساً رائداً على لقب "أفضل" دبابة في جميع سيناريوهات المعارك، حتى لو لم تكن الرابح المطلق كما أشار القادة الروس.

تصنيفات

قصص قد تهمك