تسعى لاستخدام النظام ضد تهديدات صواريخ كروز والمسيرات

البحرية الأميركية تقترب من شراء نظام القبة الحديدية الإسرائيلي

جندي إسرائيلي يقف إلى جانب إحدى بطاريات نظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قرب الحدود اللبنانية. 27 يوليو 2020 - REUTERS
جندي إسرائيلي يقف إلى جانب إحدى بطاريات نظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قرب الحدود اللبنانية. 27 يوليو 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

تخطط قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز"، لشراء 3 بطاريات من منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية"، والتي تضم 44 منصة إطلاق، و1840 صاروخاً اعتراضياً من طراز Tamir، في صفقة لم يتم الكشف عن قيمتها، إلا أن الثمن المتوقع للصواريخ وحدها قد يتجاوز 200 مليون دولار.

ونقل موقع "ذا وور زون" المتخصص في الشؤون العسكرية، عن قوات "المارينز" قولها إنها بحاجة إلى "القبة الحديدية" لحماية وحداتها من هجمات صواريخ "كروز" بالأساس، ولكنها قد تساعد أيضاً في توفير الحماية من الطائرات المسيّرة وأنواع أخرى من الصواريخ وقذائف المدفعية.

وتقيم شركة "رافائيل" الإسرائيلية المصنعة لمنظومة "القبة الحديدية" شراكة مع نظيرتها الأميركية "رايثيون"، لترويج المنظومة في الولايات المتحدة، المعروفة أيضاً باسم SkyHunter، حيث تسعى قوات مشاة البحرية لامتلاك "قبة حديدية" خاصة بها تطلق عليها منذ عام 2020 اسم "قدرة الاعتراض متوسطة المدى" (MRIC).

وتُظهر بيانات التعاقد المنشورة على موقع "نظام إدارة العقود الممنوحة" التابع للحكومة الأميركية، أن قوات "المارينز" تخطط لشراء 3 بطاريات MRIC، و1840 صاروخ Tamir، و44 منصة إطلاق مزودة بإلكترونيات تحكم في إطلاق الصواريخ LEC، و11 نظام تحكم وإدارة معركة mBMC إلى جانب وصلات متوافقة مع إلكترونيات التحكم في إطلاق الصواريخ ونظام القيادة والسيطرة.

 كما تسعى قوات "المارينز" لشراء 80 صاروخ Tamir إضافية لدمجها مع نموذج أولي للمنظومة المشار إليها تشغّله حالياً.

ويتألف النموذج الأولي لمنظومة "القبة الحديدية" لدى "المارينز" من منصة إطلاق عبارة عن قاذف مثبت على مقطورة، حيث تتسع كل منصة إطلاق لـ20 صاروخ Tamir، وكل صاروخ مزود بجهاز تعقب راداري ووصلة بيانات ثنائية الاتجاه تسمح للصاروخ باستقبال بيانات استهداف محدّثة من نظام التحكم وإدارة المعركة، من أجل تحسين دقة إصابة الهدف، ومزود أيضاً برأس حربي شديد الانفجار مع صاعق تفجير بالليزر.

جانب من عملية اختبار لنظام
جانب من اختبار نظام "القبة الدفاعية" البحري التابع لمنظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية. 21 فبراير 2022. Twitter@IDF

وتختلف تقديرات قيمة صاروخ Tamir الواحد من مصدر إلى آخر، حيث تتراوح بين 40 ألفاً، و100 ألف دولار، وهو رقم حتى في حده الأقصى ضئيل للغاية، مقارنة بثمن صواريخ الدفاع الجوي الأخرى.

وفي يونيو الماضي، أعلنت "المارينز" أنها أجرت اختبارين ناجحين بصواريخ حية لمنظومة قبتها الحديدية ضد أهداف محاكاة تمثل صواريخ "كروز"، كما جاء في "خطة الطيران لقوات المارينز لعام 2022" أن "منظومة MRIC توفر الحماية في المقام الأول ضد صواريخ كروز الأسرع من الصوت ودون سرعة الصوت.. وبالمقام الثاني ضد أي تهديدات جوية أخرى تدخل نطاق اشتباكها"، وهي أيضاً قابلة للتشغيل المتبادل مع أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة بين أفرع القوات المسلحة، على نحو يوفر الحماية من "كروز"، ليس لقوات "المارينز" وحدها، وإنما لبقية أفرع القوات المسلحة.

بالإضافة إلى ذلك، تضم منظومة "القبة الحديدية" راداراً لرصد وتتبع التهديدات وتغذية صواريخ Tamir بإحداثياتها. وكانت "المارينز"، أعلنت في وقت سابق، أنها ستدمج راداراتها من طراز AN/TPS-80 مع المنظومة.

ولفت الموقع إلى المفارقة الكامنة في أن الجيش الأميركي (القوات البرية) ألغى خططه للحصول على منظومة القبة الحديدية عام 2020، بسبب مشكلات تتعلق بصعوبة دمجها مع بقية منظومات الدفاع الجوي والصاروخي في الخدمة، بجانب مخاوف تتعلق بالأمن السيبراني، بخلاف الوضع مع "المارينز"، حيث يمكن لمنظومة MRIC استخدام طيف متنوع من الرادارات وأجهزة الاستشعار التي تشغلها "المارينز" وأفرع أخرى من القوات المسلحة الأميركية، وحتى تلك التي تستخدمها جيوش دول حليفة للولايات المتحدة.

الدفاع الجوي لـ"المارينز"

وعرضت قوات "المارينز"، خلال فعالية أقيمت في يوليو الماضي، في قاعدة "كوانتيكو" بولاية فرجينيا، مركبة Humvee على متنها رادار من طراز  exMHR الذي تنتجه شركة "ليوناردو دي آر إس"، إلى جانب منصة إطلاق خاصة بمنظومة MRIC، كما عُرضت أنظمة دفاع جوي على متن مركبات خفيفة تكتيكية رباعية الدفع من طراز JLTV، وأنظمة مخصصة لاعتراض المسيّرات على متن مركبات رباعية الدفع من طراز" MRZR، وكل هذه الأنظمة جزء من جهود "المارينز" لتوسيع نطاق وتنويع قدرات دفاعها الجوي.

وأضاف الموقع أنه "ليس سراً أن لدى المؤسسة العسكرية الأميركية مخاوف جدية بشأن تهديدات صواريخ كروز، حيث يعكف خصوم واشنطن، وبينهم الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران، على تطوير ونشر صواريخ كروز متزايدة التطور، مضادة لأهداف أرضية أو للسفن، بل ويسهلون حصول فاعلين من غير الدول على تلك الصواريخ".

وليست قوات "المارينز" وحدها التي تسعى للحصول على قدرات أرضية مضادة لصواريخ "كروز"، فعلى الرغم من أن الجيش الأميركي لم يعد يخطط لشراء منظومة القبة الحديدية، فإنه ماض في خططه للحصول على منظومة دفاع جوي شبيهة بها تحمل اسم "الدرع الدائم" (Enduring Shield)، والتي ستكون قادرة على إطلاق صواريخ من طراز AIM-9X Sidewinder وطرز أخرى في المستقبل، كما تدرس القوات الجوية الأميركية خططاً لتوسيع قدرتها على حماية قواعدها من الضربات بصواريخ "كروز"، بما في ذلك نشر مدافع ذاتية الحركة تطلق قذائف كبيرة العيار وعالية السرعة.

وبالنسبة لقوات "المارينز"، تقدم منظومة القبة الحديدية ميزة إضافية مهمة، تتمثل في اعتراض الطائرات المسيرة وأنواع عدة من الصواريخ المهاجمة وقذائف المدفعية، حيث باتت الطائرات المسيرة تشكل تهديداً متزايد الخطورة، ولا سيما مع تضاؤل الفوارق بين صواريخ "كروز" والطائرات المسيّرة الانتحارية (كاميكازي).

ويُعد امتلاك قدرات دفاع جوي متقدمة أمراً على جانب كبير من الأهمية لقوات "المارينز"، بالنظر إلى أساليب عملياتها القائمة على الانتشار السريع في مواقع متقدمة قد تدخل في نطاق أسلحة معادية، وعلى الرغم من لجوؤها إلى إجراءات لتقليل التعرض لنيران معادية، مثل التحرك على طرق غير متوقعة، فإن العمليات المستقبلية المتوقع أن تُكلف بها "المارينز" تتطلب إضافة طبقة قوية من الدفاع الجوي والمضاد للصواريخ، لضمان أمن ونجاح العمليات. 

وتتطلع قوات المارينز إلى إدخال النماذج الأولية التي تملكها حالياً من منظومة MRIC الخدمة العملياتية بحلول العام المالي 2025، ثم نشر بطارية كاملة سنوياً خلال الأعوام المالية 2026 و2027 و2028، وإن لم تكشف عن جدول زمني مفصل لتسلم صواريخ Tamir الـ1840 المقرر دمجها مع بطاريات MRIC.

وقال الموقع إن الحجم الإجمالي لقبة المارينز الحديدية قد يتنامى بمرور الوقت، استجابة للتهديدات الناشئة والعقيدة العسكرية الأميركية المتغيرة، حيث تسعى قوات المارينز إلى تعزيز الدفاع الجوي والصاروخي لوحداتها المنتشرة بحلول نهاية العقد الحالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك