بعد استهداف "اتفاقية أوكوس" تزويد أستراليا بالغواصات النووية، كركيزة أولى لشراكتها الثلاثية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، و، يبدو أن التوجه الآن يتحوَّل ليركز على التكنولوجيا المتقدمة كالصواريخ فرط الصوتية، والحوسبة الكمومية، التي تعد الركيزة الثانية لتلك الشراكة.
لكن هذا التوجه الجديد سيكون أمام تحديات مرتبطة بـ"قواعد تنظيمية"، وعوامل أخرى، وفق تقرير لموقع Defense News.
تناول الموقع مخرجات "قمة أوكوس" الأخيرة بين وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مع نظيريه الأسترالي والبريطاني، الجمعة. وقال إن القمة تقترب من تحقيق "الرؤية المشتركة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة".
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارلز، إن الاجتماع يعد "نقطة تحول في تقدم الركيزة الثانية من اتفاقية أوكوس".
إجراءات لتعزيز التكنولوجيا المتقدمة
تمثل الركيزة الثانية للدول الثلاث أكثر من مجرد تطلعات مستقبلية، وظهر ذلك في اجتماع لوحدة "الابتكار الدفاعي"، التابعة للبنتاجون بولاية كاليفورنيا؛ إذ أعلنت الدول الثلاث، جهوداً تهدف إلى تعزيز قدرات التكنولوجيا المتقدمة، وتتلخص في ثلاث نقاط:
أولاً، ستعقد دول أوكوس سلسلة من التدريبات البحرية المشتركة للطائرات المسيَّرة، تهدف إلى التعجيل باستخدام مثل هذه المنصات، والمزامنة بين أنظمتها بشكل أفضل، والسماح للشركات المشاركة في صناعتها بتقديم عروضها.
ولم يحدد مسؤول عسكري كبير عدد ونوع الأنظمة التي ستشارك، لكنه صرَّح بأن الفرقة 59 التابعة للقيادة المركزية الأميركية، هي التي ستجري التجارب على المسيرات البحرية.
ثانياً، ستعلن دول أوكوس عن مسابقة بين الشركات الأميركية والأسترالية والبريطانية، وذلك في مجال "الحرب الإلكترونية" بقيادة وحدة الابتكار الدفاعي، على أن تبدأ المنافسة بين تلك الشركات في أوائل العام المقبل.
وقد تم اختيار "الحرب الإلكترونية"، لأنها تتوافق مع استراتيجيات الدفاع للدول الثلاث، التي ستستضيف "منتدى صناعة أوكوس" في النصف الأول من العام المقبل، والذي يركز على الركيزة الثانية من الاتفاقية.
ثالثاً، ناقش وزير الدفاع الأميركي مع نظيريه، الأسترالي والبريطاني، التقدم الذي تم إحرازه في قدرات معينة، مثل اختبار واستخدام الذكاء الاصطناعي المشترك.
وضرب المسؤول العسكري مثالاً بالعوَّامات التي تطفو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتي تديرها دول "أوكوس"؛ إذ تقوم المستشعرات الخاصة بتلك العوَّامات بالمسح تحت سطح البحر بحثاً عن أنظمة العدو، وتقوم هذه المستشعرات بنقل البيانات إلى الطائرات التي تحلَّق فوقها، مثل طائرات الدوريات البحرية P-8.
وتجري الولايات المتحدة، وأستراليا، وبريطانيا اختبارات لاستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تسمح لكل دولة منها بمعالجة البيانات المرسلة من عوامات الدولتين الأخريين، ما يسمح لها بتعقب الغوَّاصات المعادية بشكل أفضل. ولم يذكر المسؤول إطاراً زمنياً محدداً لبدء تشغيل العوَّامات.
احتياجات أسترالية
في المؤتمر الصحافي الذي عُقد عقب الاجتماع، أكد وزير الدفاع الأسترالي أهمية تمكين بلاده تكنولوجياً في إطار "أوكوس"، نظراً لوضعها كجزيرة بعيدة عن باقي أجزاء العالم.
ويشمل التقدم التكنولوجي الذي تأمل الدول الثلاث في تحقيقه في إطار هذا التعاون: الاستهداف الدقيق المرن، والمسيرات البحرية، والتكنولوجيا التي تسمح باتخاذ قرارات أسرع في ساحة المعركة.
وقال مارلز: "احتياجاتنا تكمن في القدرات البحرية، بعيدة المدى، التي تسمح لنا بالتخطيط"، موضحاً أن التقنيات، التي تعمل عليها الدول الثلاث، تتعلق بشكل أكبر بالاحتياجات المحددة لقوات الدفاع الأسترالية.
تحديات
بحسب التقرير، صرح مسؤول بأن الركيزة الثانية من "أوكوس" تواجه تحديات، أهمها القواعد التنظيمية التي أقرتها الولايات المتحدة بشأن الاتجار الدولي بالأسلحة المعروفة اختصاراً بـ(ITAR)، والتي تفرض ضوابط صارمة على الصادرات العسكرية الأميركية.
ويدرس الكونجرس الأميركي مقترحات متعددة لإصلاح تلك اللوائح، بما يمكن أن يساعد في تعزيز العرض الذي قدمته أستراليا للاستثمار في القاعدة الصناعية الأميركية للغواصات التي تعاني من الإنهاك، ويتردد أن هذه الاستثمارات تبلغ 3 مليارات دولار.
ولم يشر المسؤول إلى موقف البنتاجون من الاقتراحات التي تناقش في الكونجرس، وقال إن التدريبات على المسيَّرات بين الدول الثلاث يمكن أن تستمر من دون إصلاح تشريعي، لكنه أوضح أن باقي أهداف الركيزة الثانية معرضة للخطر؛ فكلما زاد التوسع في نطاق القدرات، كان لإجراء التعديلات التشريعية، ضرورة أكبر.