تعمل وكالة مشاريع الأبحاث الدفاع المتقدمة DARPA التابعة للبنتاجون، مع أربع شركات لتصميم طائرة تجريبية ذات إقلاع وهبوط عمودي، يمكنها التحليق بسرعات تتخطى طائرة 500 كيلومتر في الساعة.
وأفاد موقع "ديفينس نيوز"، بأن هذا التعاون يأتي في وقت يدرس فيه الجيش الأميركي كيفية تشغيل الطائرات في المناطق التي تفتقر إلى المدارج التقليدية.
وتطلق DARPA على برنامجها اسم SPRINT، وهو اختصار للتقنيات المستقلة للسرعة والمدرج.
ومنحت الوكالة التابعة لـ"البنتاجون" في نوفمبر، عقوداً لشركة Aurora Flight Sciences، وBell Textron، وNorthrop Grumman، وPiasecki Aircraft Corp للبدء في صقل أفكارهم.
وقد تتراوح القيمة الإجمالية لهذه الصفقات الأربع، التي تغطي المرحلة الأولية، بين 15 إلى 20 مليون دولار، اعتماداً على الخيارات التي تتخذها الوكالة.
وتسعى DARPA إلى الانتهاء من تصميم طائراتها ونماذجها الأولية، وبنائها، وتنفيذ رحلتها الأولى، بحلول ربيع عام 2027.
وقال إيان هيجينز، مدير برنامج SPRINT، إن السرعة هي إحدى المتطلبات الأساسية لهذه الطائرة، لافتاً إلى أنه عندما تحلق للأمام، يجب أن تصل سرعتها إلى 460 إلى 520 ميلاً في الساعة (740 إلى 837 كيلومتراً في الساعة).
وقال هيجينز، إن DARPA تسعى بشكل مستمر من خلال برنامج SPRINT، إلى القدرة على تحقيق سرعات أعلى.
وأشار إلى أنه يجب على الطائرة ضمن برنامج SPRINT، أن تكون قادرة على التحليق والثبات، والانتقال بين التحليق والطيران الأمامي، وأن يكون لديها نظام طاقة موزع خلال هذا التحول الذي يعمل بشكل فعال على تشغيل جميع أنظمة الدفع.
تنافس الشركات
وأوضح هيجينز أنه عندما يتعلق الأمر بتحقيق تلك الأهداف، فإن DARPA تمنح الشركات المتنافسة مجالاً واسعاً، لافتاً إلى أن تلك الشركات سيكون لها الحرية في تقرير، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب أن تكون طائراتها بطاقم أم بدون طاقم، أو تطير بشكل مستقل أو شبه مستقل.
وأشارت التقارير التي تم إصدارها حتى الآن إلى نطاق الاستراتيجيات التي قد تستخدمها الشركات في عمليات تقديم SPRINT الخاصة بها.
وكشفت شركة Bell Textron الشهر الماضي، رسم فني يُظهر تصميماً لمحرك مائل يشبه Osprey على طائرة غير مأهولة، وتحوم فوق منصة في البحر.
وقالت شركة Bell Textron في بيان، إن تقديم SPRINT الخاص بها سيمزج بين قدرة الطائرة على التحليق مع سرعة ومدى وقابلية على البقاء.
وتخطط الشركة للاستفادة من عملها السابق في مجال تقنية الإقلاع والهبوط العمودي عالية السرعة، فيما أعلنت شركة Aurora Flight Sciences، وهي شركة تابعة لشركة بوينج، في بيان، تصميم طائرة عالية الرفع ومنخفضة السحب ومروحة في الجناح تستخدم هيكل جناح مدمج ومحركات مدمجة للطيران إلى الأمام، بالإضافة إلى مراوح رفع مدمجة مرتبطة بمحركاتها للطيران العمودي.
وتشير شركة Aurora إلى أن هيكل الجناح المختلط المقترح لطائرتها، ليس بعيداً عن تصميم بوينج لطائرة X-48.
وقالت الشركة إنها تستخدم أفكاراً من طائراتها غير المأهولة إكسكاليبور، والتي تستخدم الرفع العمودي المحمول مع مراوح الرفع الكهربائية التي تتراجع إلى الجناح أثناء الرحلة الأمامية.
وتغطي عقود SPRINT الممنوحة حتى الآن مرحلة التصميم الأولية التي تبلغ مدتها ستة أشهر.
وبحلول مايو 2024، سيتعين على الشركات إقناع DARPA بأن مفهومها سينجح ويمكن أن يؤدي إلى أول رحلة في عام 2027، وفقاً لـ"ديفينس نيوز".
وستعمل DARPA على الانتقال إلى المرحلة التالية التي تتراوح مدتها بين 12 و15 شهراً، وتتوقع في تلك المرحلة أن تكون الشركات قد أكملت تصميمها الأولي، وسيتم الاختيار بشكل أفضل.
وقال هيجينز إن الاستخدامات المحتملة لطائرات الرفع العمودي عالية السرعة واسعة النطاق، يمكن أن تشمل الاستخدام من قبل قوات العمليات الخاصة، وفي عمليات التنقل والعمليات اللوجستية، واستعادة الأفراد، والنقل الطبي، ومهام الإخلاء.
وأشار إلى أنه في أي حرب مستقبلية قد يحتاج الجيش إلى طائرات قادرة على الإقلاع والهبوط في الشوارع، أو الحقول المفتوحة، أو خطوط الطيران المليئة بالحفر، أو غيرها من المواقع التي لا يوجد بها مدارج تقليدية، ومن ثم التحليق سريعاً.
وأشار هيجينز إلى أنه في الوقت الحالي لم يتم تخصيص التقنيات التي سيتم استخدامها لـSPRINT لأي مشروع قائم. وأقر بأن المشروع قد لا يتطور، لكنه يأمل في أن يتم دمج التكنولوجيا يوماً ما في برنامج قياسي.