قدرات فائقة بتكلفة منخفضة.. كيف تهدد المسيرّات البحرية الأميركية أسطول الصين؟

سفينة سطحية (USV) نشرتها القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) في الخليج العربي قبالة ساحل البحرين بعد أن بدأت اختبارها عملياً في 2022. - AFP
سفينة سطحية (USV) نشرتها القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) في الخليج العربي قبالة ساحل البحرين بعد أن بدأت اختبارها عملياً في 2022. - AFP
دبي-الشرق

تراقب الصين تطورات الحرب في أوكرانيا، خاصة استخدام كييف المكثف للسفن الأميركية السطحية المسيّرة التي كان لها دور بارز في إحداث أضرار كبيرة لأسطول البحر الأسود الروسي المتمركز في شبه جزيرة القرم. 

وأجبرت الضربات الأوكرانية، روسيا، على نقل أسطولها بعيداً عن متناول الصواريخ الأوكرانية، والسفن السطحية الأميركية المعدّلة، وفقاً لما ذكره موقع EurAsian Times.

واعترف خبراء عسكريون ومسؤولون غربيون بتأثير الضربات الأوكرانية على أسطول البحر الأسود الروسي، واعتبروه "انتصاراً تكتيكياً" لأوكرانيا، على الرغم من عدم امتلاك كييف لبحرية نموذجية خاصة بها.

ويعتقد المحللون العسكريون، أن استخدام أوكرانيا للسفن الأميركية قدّم صورة واقعية للحرب البحرية واسعة النطاق للقوات البحرية في جميع أنحاء العالم.  

ويبدو أن أوكرانيا ليست الوحيدة التي حصلت على سفن سطحية أميركية، وطوروها ونشروها في القتال ضد عدو قوي.

وتشير الأدلة إلى أن تايوان تحصل أيضاً على مركبات سطحية مسيّرة USV وتنتجها بكميات كبيرة كجزء من تعزيز قدراتها القتالية ضد الغزو الصيني المحتمل.

5 مزايا للسفن السطحية

وأشارت مؤسسة RAND البحثية المتخصصة في السياسة العالمية ومقرها الولايات المتحدة، إلى مقال صيني في مجلة الدفاع البحرية والسفن التجارية، نُشِر في يناير الماضي، يقدم نظرة ثاقبة حول كيفية مراقبة الصين لحرب المركبات السطحية المسيّرة الأوكرانية ضد روسيا.

وأشار المقال الذي كتبه 3 محللين من بحرية الجيش الصيني، بعنوان "كيف ندافع عن الموانئ ضد السفن الأميركية؟" إلى أن التطبيق واسع النطاق لأنواع مختلفة من السفن السطحية المسيّرة يمثل بالفعل تهديداً جديداً للحرب البحرية الحديثة.

وحذر المقال من أن المركبات السطحية المسيّرة تشكل بالفعل مخاطر على تقدم المذاهب العسكرية التقليدية والأسلحة والمعدات والهياكل التنظيمية والتكتيكات القتالية وفلسفات الحرب.

وقال المحللون الصينيون: "هناك 5 مزايا تتمتع بها السفن السطحية المسيرة مقارنة بالمركبات العسكرية الأخرى في القتال: الإخفاء الجيد، والتصنيع غير المكلف، وتكاليف التشغيل المنخفضة، والقوة التدميرية الكبيرة، وأنماط التحكم الذكية، والقدرة على العمل بشكل مستقل".

وأشار المحللون إلى أن السفن السطحية المسيرة تدمج "أوضاع الهجوم المتنوعة" باستخدام البناء المعياري ودمج أنظمة التسليح المتنوعة. 

وأكدوا أن السفن السطحية المسيرة الأميركية أكثر خطورة من الضربات الجوية، لافتين إلى أن الرؤوس الحربية لتلك السفن لديها قوة تفجيرية أكبر مقارنة بالصواريخ.

ويمكن إنتاج مركبات USV واستخدامها على نطاق واسع، ما يتيح تسخير تكتيكات "مجموعة الذئاب" لتحقيق قوة تدميرية أكبر. 

وأشار المقال الصيني إلى أن هناك صعوبة كبيرة في حماية السفن والبنية التحتية للموانئ من هجمات USV، لافتاً إلى أن "الأهداف واضحة" أمام المركبات المسيرة، وهو ما يكشف السهولة التي يمكن بها تحديد البنية التحتية البحرية ومهاجمتها، بما في ذلك المباني والأرصفة والسفن الراسية. 

كما يصعب إخفاء الموانئ الكبيرة، فضلاً عن سهولة تحديد الأهداف داخل الموانئ بواسطة معدات المراقبة الحديثة.

خطة مكافحة التهديد 

ولمواجهة تهديدات USV للموانئ، اقترح خبراء الجيش الصيني تنفيذ نظام دفاع ثلاثي الأبعاد متعدد المجالات للاستشعار والدفاع والهجوم.

وأكد الخبراء أن مركبات USV عرضة للتداخل والكشف، خاصة عندما يتعلق الأمر بروابط الاتصال والملاحة الخاصة بها. 

وأشار الخبراء إلى أهمية بناء نظام دفاعي حديث ينتقل من كونه مجرد نقطة دفاع إلى محيط ثلاثي الأبعاد ودفاع سطحي لأمن السواحل.

وأوضح الخبراء الصينيون أن مجموعة متنوعة من اللاعبين، بما في ذلك "الحكومات المحلية، والأمن العام، والشؤون البحرية"، يمكنها تنسيق تدفق المعلومات لهذه الاستراتيجية. 

وأكد الخبراء أهمية الحواجز الدفاعية العائمة كعنصر من عناصر هذا النظام الدفاعي، على غرار تلك التي تنشرها الولايات المتحدة وروسيا وسنغافورة، ودول أخرى لحماية الموانئ والقواعد البحرية وغير ذلك من البنية التحتية.

وأضاف: "أن هناك أهمية لاستخدام نظام الضربات الموحد متعدد المجالات لمكافحة تهديدات USV، فضلاً عن استخدام نوع جديد من شبكات القتل المتسلسلة مع المزيد من مزايا المواجهة".

واقترح الخبراء الصينيون تعظيم الفعالية القتالية مع تقليل تكلفة الأسلحة الموجهة بدقة، واستخدام "نظام هجوم متعدد الطبقات وشبكة نيران متشابكة متعددة المجالات من الأسلحة الكهرومغناطيسية والتقليدية" لتحقيق ذلك.

وتتضمن القدرة الأطول، مدى مهاجمة النظام لقواعد العمليات الأمامية ومناطق التجميع ومواقع إنتاج السفن السطحية المسيرة بأسلحة موجهة بدقة وحتى صواريخ فرط صوتية، كما يمكن توظيف مركبات USV للقيام بدوريات بحث عن السفن السطحية المسيرة المعادية والعثور عليها وشن هجمات ضدها، لتكون وسيلة لنقل الحرب إلى مجال الحكم الذاتي الكامل.

خطر تايوان

ووفقاً لتقرير EurAsian Times، يفكر الجيش التايواني في شراء 200 سفينة سطحية غير مأهولة يمكن استخدامها لأغراض متعددة. 

وتشمل القائمة مسيرات هجومية مجهزة بوحدات قابلة للفصل للاستخبارات الإلكترونية (ELINT)، والاستطلاع والمراقبة، بالإضافة إلى رؤوس حربية موجهة للهجوم.

ويتوقع المخططون العسكريون في تايوان بدء الإنتاج الضخم بحلول 2026، مع تطوير التكنولوجيا من قبل معهد Chung-Shan الوطني للعلوم والتكنولوجيا (NCSIST). 

وأدى استخدام أوكرانيا الفعال لمركبات الكاميكازي "الانتحارية" الأميركية في البحر الأسود ضد السفن الحربية الروسية التابعة لأسطول البحر الأسود إلى إحداث تأثير كبير على وقائع المعارك. 

ويتوافق استخدام السفن السطحية الأميركية المسيرة مع نظرية رئيس أركان الدفاع التايواني السابق، لي هسي مينج، والمعروفة باسم مفهوم الدفاع الشامل (ODF). 

وتشير النظرية بشكل أساسي إلى أنه لخوض حرب طويلة الأمد على المستوى الاستراتيجي في حملة استنزاف متعددة الطبقات، يجب الحصول على آلاف الطائرات بدون طيار الرخيصة القابلة للاستهلاك، والصواريخ، والأنظمة البحرية غير المأهولة، وسفن الهجوم السريع، وزوارق الصواريخ، والألغام.

ويشكل الإنتاج المتسلسل لمركبة USV معيارية ومتعددة الوظائف أول تهديد كبير للسفن الحربية التابعة لبحرية الجيش الصيني، وسفن الإنزال البرمائية التي من المتوقع أن تحيط بالجزيرة وتفرض حصاراً. 

ووفقاً للتقرير، على الرغم من أنه ليس متوقعاً أن تدمر السفن المسيرة الأميركية خطة الجيش الصيني أو إلحاق هزيمة ساحقة بها، إلّا أن هدفها الأساسي سيكون إعاقة وتعقيد الأنشطة البحرية الصينية، لكسب الوقت لوصول المساعدة من حلفاء مثل الولايات المتحدة أو اليابان، والتي بدورها قد تغيّر قواعد اللعبة.

وقال مسؤول تايواني، إنه يمكن للمركبات المسيرة المسلحة أن تواجه أو تردع بشكل فعال، السفن الحربية التابعة للبحرية الصينية ومراكب الإنزال بالقرب من تايوان.

وأضاف المسؤول، أنه لتنفيذ غارات ضد سفن البحرية الصينية، يمكن تحسين النطاق المحدود للمركبات المائية المستقلة من خلال إطلاقها من السفن البحرية الأكبر حجماً.

تصنيفات

قصص قد تهمك