"فرقة المهام 59" تجلب الذكاء الاصطناعي لمسيرات البحرية الأميركية

الفرقة تشكلت في سبتمبر 2021 لزيادة قدرة الأسطول الخامس على الردع

time reading iconدقائق القراءة - 6
زورق مسيّر يظهر مع مدمرة أميركية خلال تدريبات عسكرية في الخليج العربي. 7 أكتوبر 2022. - U.S. Navy
زورق مسيّر يظهر مع مدمرة أميركية خلال تدريبات عسكرية في الخليج العربي. 7 أكتوبر 2022. - U.S. Navy
دبي-الشرق

بدأت "فرقة المهام 59" التابعة للبحرية الأميركية قبل عامين مهام البحث والتطوير واستخلاص الأفكار الجديدة لتمريرها إلى الأسطول الخامس المتمركز في منطقة الخليج العربي، ضمن مساعيها للتوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي.

وتعمل الفرقة، التي تشكلت في سبتمبر 2021 لزيادة قدرة الأسطول الخامس الأميركي على الردع ودمج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي بسرعة في نطاق عملياته، على نشر مفاهيمها إلى قيادات أخرى مع الاستمرار في تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى.

وقال قائد "الفرقة 59" كولين كوريدان إن فريقه يعمل بعقلية الشركات الناشئة، ويحاول خلق بيئة يكون فيها الابتكار أمراً أساسياً، لافتاً إلى أن الأفكار الجديدة تأتي من جميع المستويات، وفق موقع "ديفينس ون".

وأضاف كوريدان أن فرقته التي وصلت إلى القدرة التشغيلية الكاملة في يناير الماضي، واحتفلت بعيد ميلادها الثاني في سبتمبر الماضي، أنتجت نحو 15 نوعاً من الطائرات المسيّرة بإجمالي 55 ألف ساعة تشغيلية، كما شاركت في أكثر من 30 مناورة بحرية متعددة الأطراف، و6 مهام لنشر القوات حول شبه الجزيرة العربية.

وفي الآونة الأخيرة أنهت الوحدة التابعة للبحرية الأميركية "عملية معقدة" في مضيق هرمز، وعملت فيها جنباً إلى جنب مع الزوارق المسيّرة، والمسيّرات "تحت الماء"، والمسيرات الجوية، وفق قائد الأسطول الخامس الأميركي براد كوبر.

وقال كوبر في بيان: "بالنظر إلى المستقبل. سنواصل زيادة قدراتنا التشغيلية من خلال مفاهيم الفريق المأهول وغير المأهول".

نهج جديد

وقال قائد "الفرقة 59" كوريدان، إن تأسيس وحدته يهدف لإنشاء وملاحقة التطورات فيما يتعلق بالأنظمة غير المأهولة، حتى يصبح الأسطول الخامس أكثر كفاءة في استخدام الأصول العسكرية، موضحاً أنه بدلاً من تصميم معدات جديدة من الصفر، ركزت الوحدة على المنتجات التجارية المتاحة بسهولة أكبر.

وأشار كوريدان إلى أن فريقه يريد الحصول على المنتجات التجارية المثيرة للاهتمام، لتعديلها وفق بيئة عملهم وبجوار المشغلين الذين سيستخدمونها، ومن ثم اختبارها لمعرفة ما إذا كانت تلبي الاحتياجات التشغيلية أو تحتاج إلى القليل من التعديل.

وتستخدم "فرقة المهام 59" عادة نموذج الاستحواذ بالتعاون مع المتعاقدين الدفاعيين، وهو ما يوفر للمشغلين إمكانية الوصول إلى أنظمة وقدرات جديدة مع تدريب أقل بكثير للبحارة والتعامل مع الخدمات اللوجستية. كما حددت فترات العقود التي تسمح لها بالتخلي عن المنصات التي لم تعد تلبي احتياجاتها.

"دروس غير متوقعة"

وتعتبر شركة "ساليدرون Salidrone" من بين أبرز المؤسسات التي عملت مع "الفرقة 59" منذ البداية. ويمكن للزوارق المسيّرة التي تنتجها الشركة العمل لعدة أشهر في كل مهمة، وإرسال بيانات المراقبة اللاسلكية إلى الأسطول.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ساليدرون ريتشارد جينكينز إن "الفرقة 59" كان لديها بعض الأهداف "الجريئة للغاية" فيما يتعلق بخططها خلال فترة زمنية قصيرة جداً، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للبحرية أو وزارة الدفاع الأميركية للتحرك بهذه السرعة.

وأشار جينكينز إلى أن عمليات "الفرقة 59" الواقعية في بيئة معادية "أنتجت دروساً غير متوقعة".

وفي العام الماضي، حاولت قوات إيرانية مرتين الاستيلاء على عدد من الزوارق المسيّرة، قبل أن تتصدى لها البحرية الأميركية.

وقال جينكينز، إن قيمة "فرقة المهام 59"، تكمن في تنحية الخوف لدى العسكريين عند الخروج إلى الميدان في العالم الحقيقي مع الخصوم الواقعيين، إضافة إلى التعلم بسرعة.

فيما أكد الخبير البحري الأميركي وكبير زملاء معهد هدسون برايان كلارك أن "النجاح الأكبر" الذي حققته "الفرقة 59"، كان إثبات أن الزوارق المسيّرة الأميركية قد تكون مفيدة للعمليات العسكرية مثل المراقبة في "بيئة مليئة بالتحديات".

الارتقاء بالذكاء الاصطناعي

وأكد قائد "الفرقة 59" كوريدان أن العمل جارٍ على الارتقاء بالذكاء الاصطناعي إلى نقطة يمكن من خلالها تحديد العناصر المثيرة للقلق من أجهزة استشعار الطائرات المسيرة ورفع مستوى التنبيه، ما يسمح للبحار بالتحكم في ما يصل إلى 100 مسيّرة.

وأشار إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقلل العبء المعرفي، وتتيح ميزة السرعة والوقت، إضافة إلى أنها تمنح القائد الأفضلية على الخصم، وتكسبه قدرات تنبؤية.

وقال إن الفرقة تسعى لإيجاد طرق للعمل عندما لا يتوفر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ووسائل الاتصالات الحالية.

وبدأ عمل "الفرقة 59" في الانتشار خارج منطقة عمليات الأسطول الخامس مؤخراً. 

وأعلنت البحرية الأميركية في أبريل الماضي، أنها ستطبق دروسها على الأسطول الرابع، وهو ما من شأنه أن يخلق جهداً مشابهاً لمراقبة الصيد غير المشروع ووقف الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات في جميع أنحاء أميركا الجنوبية.

من جانبه، أكد الخبير البحري برايان كلارك أنه كان يأمل أن تتخطى البحرية الأميركية الأسطول الرابع وتجلب تجارب المركبات "غير المأهولة" مباشرة إلى أسطول المحيط الهادئ، نظراً لأن الظروف البيئية تختلف.

وأضح أنه من المرجح أن تركز تطبيقات المحيط الهادئ على المراقبة بشكل أقل من التركيز على التأثيرات مثل الاستهداف، وتحديد الهوية القتالية، والحرب الإلكترونية.

وأعرب عن أمله في أن يرى "تشبعاً" في عمل "الفرقة 59"، لتتحول مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع إلى الشركاء الإقليميين والقوة البحرية المشتركة، وتتولى البحرية تحويل المسيّرات إلى العمليات العسكرية.

تصنيفات

قصص قد تهمك