أعلنت القوات الجوية الصينية، في منتصف عام 2010، دخول ثلاث فئات جديدة من المقاتلات إلى الخدمة بشكل موسع، لإحداث "ثورة" في قدرات الحرب الجوية بالبلاد.
وقالت مجلة Military Watch، إن الفئات الثلاث من المقاتلات الصينية تم نشرها عبر أكثر من 40 فوجاً عسكرياً، لافتة إلى أن أبرز تلك الطائرات العسكرية Chengdu J-20 باعتبارها الفئة الوحيدة في العالم من مقاتلات الجيل الخامس التي تم تطويرها ونشرها على نطاق واسع خارج الولايات المتحدة، فضلاً عن أنه تم تصميمها على أنها مقاتلة تفوق جوي ثقيلة الوزن بعيدة المدى مع إلكترونيات طيران متطورة وقدرات تخفي.
وتمكنت الصين أيضاً من تطوير مقاتلة عالية الأداء تحت مسمى J-16، وهي مشتقة بشكل كبير من طائرة الجيل الرابع الروسية Su-27 Flanker، والتي تأتي من نطاق وزن مماثل لـ J-20 وتحمل بالمثل راداراً كبيراً جداً، فضلاً عن تميزها بقدرة عالية على التحمل.
وتم دعم الاثنين بطائرة J-10C، وهي مقاتلة خفيفة الوزن ذات محرك واحد من الجيل الرابع.
وأثبتت الطائرة J-10C قوتها العالية في كل من الأدوار الهجومية وفي القتال الجوي أثناء التدريبات، فضلاً عن تفوقها على طائرات Su-35 الروسية بما يقرب من ضعف حجمها، وأثبتت تطابقاً وثيقاً مع الطائرة J-16.
وتتمتع J-20 كمقاتلة من الجيل الخامس بميزة متأصلة تتمثل في هيكل الطائرة المتطور الذي يقلل المقطع العرضي للرادار ما يجعلها قابلة للبقاء بشكل كبير في الاشتباكات خارج النطاق البصري، بالإضافة إلى توقيع حراري منخفض جداً لتقليل الضعف داخل النطاقات الأقرب.
قدرة على ضرب أهداف عالية القيمة
وقالت Military Watch، إنه بالرغم من أن الطائرة J-20 دخلت الخدمة لأول مرة في عام 2017 بنطاق مماثل للمقاتلة J-16، إلا أن دمج محركات WS-10C المتفوقة في النماذج التي تدخل الخدمة اعتباراً من عام 2021 فصاعداً، أدى إلى تحسين قدرتها على التحمل بشكل كبير.
ويتوقع أن تزداد القدرة في المدى والأداء بشكل كبير مع دمج محركات الجيل التالي من WS-15، والتي ستسمح برحلة أسرع من الصوت بدون احتراق لاحق بسرعات أعلى بكثير مع تسهيل مستويات أكبر للمناورة.
وتقدم J-20 أيضاً عدداً من ميزات إلكترونيات الطيران التي لم يتم دمجها في J-16، بما في ذلك نظام الفتحة الموزعة الذي يعد ذا قيمة خاصة لارتباطات النطاق البصري.
وتتمتع J-20 بعدد كبير من المزايا عند مقارنتها بـ J-16، لكن الأخيرة لا تعيقها الحاجة إلى حمل الأسلحة داخلياً للحفاظ على مقطع عرضي راداري منخفض، وهو ما يسمح بنشر حمولات أكبر حجماً وصواريخ وقنابل ذات قطر أكبر لا يمكن استيعابها في مستودعات أسلحة J-20.
وتعتبر الصواريخ جو-جو طويلة المدى PL-XX، هي أبرز أنواع الذخيرة التي تستطيع J-16 حملها.
ويتراوح مدى الصاروخ بين 500 إلى 600 كيلومتر، ما يجعله الأطول مدى بين الصواريخ المعروفة عالمياً. ويستخدم الصاروخ توجيهاً مزدوجاً بالأشعة تحت الحمراء والرادار، وقد تم تحسينه لتحييد الطائرات ذات القيمة العالية مثل القاذفات الاستراتيجية ومنصات الدعم مثل طائرات المراقبة والتحكم AEW&C.
ومع الكشف عن متغير J-16D يمكن لتلك المقاتلات القيام بمهام إضافية تتفوق بها عن J-20، بينها العمل كمنصة مخصصة للهجوم الإلكتروني والدفاع الجوي.
تكاليف التشغيل
ويعتقد على نطاق واسع أن الطائرة J-20 لا تحتاج إلى مصاريف تشغيلية مرتفعة، مثل مقاتلات الجيل الخامس الأميركية F-35، عند مقارنتها بنظيراتها من الجيل الرابع.
ويمكن اعتبار الطائرة J-16 أقل فعالية من J-20، إلا أن صاروخها PL-XX يجعلها مكملاً فعالاً للغاية للمقاتلة الشبحية لقدرتها على تهديد الأهداف ذات القيمة العالية.
وفي حين أن J-20 دخلت الخدمة بتكوين مقعد واحد فقط، فإن تكوين المقعد المزدوج لـ J-16 يعد أيضاً مثالياً للعمل كمركز قيادة محمول جواً أو إطلاق ضربات صاروخية أكثر تعقيداً، مع استيعاب المقعد الثاني لضابط أنظمة الأسلحة.
وقد تؤدي الزيادة في إنتاج طائرات J-20 منذ عام 2022، والذي من المتوقع أن يصل إلى ما يقرب من 120 طائرة في عام 2025، إلى انخفاض في عمليات الاستحواذ على طائرات J-16، بالرغم من أنه يتوقع أن تحتفظ مقاتلة الجيل الرابع بمكانة قيمة في الترسانة العسكرية الصينية.
واستغرقت مقاتلة J-20 كتصميم نظيف تماماً وقتاً أطول بعد دخول الخدمة لتصبح جاهزة للعمل بكامل طاقتها.
ودخلت الخدمة بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من J-16، والتي كانت تعتبر أفضل مقاتلة جوية في الصين.
وفي حين لعبت J-16، دوراً تشغيلياً أكثر أهمية في الأسطول خلال العقد الأول من القرن الحالي وحتى عام 2023 تقريباً، فإن المزيد من التحسين للطائرة J-20 وعمليات الاستحواذ المتسارعة ستقودها تدريجياً إلى أن تحل محل نظيرتها غير الشبحية من حيث الأهمية.