لـ"تأكيد الهيمنة".. الصين تسابق الزمن لتطوير طائرات بمواصفات خاصة

time reading iconدقائق القراءة - 11
مقاتلة أقلعت من حاملة طائرات شاندونج الصينية فوق مياه المحيط الهادئ، جنوب محافظة أوكيناوا باليابان، 10 أبريل 2023. - Reuters
مقاتلة أقلعت من حاملة طائرات شاندونج الصينية فوق مياه المحيط الهادئ، جنوب محافظة أوكيناوا باليابان، 10 أبريل 2023. - Reuters
دبي-الشرق

تعمل القوات الجوية والبحرية الصينية على تطوير أنواع جديدة من الأصول الجوية التي تقوم بمهام خاصة، مثل طائرات تزويد الوقود (FRA)، والإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً (AEW&C)، وطائرات الحرب الإلكترونية (EW)، ويفترض أن يلعب بعضها دوراً مهماً في فرض الهيمنة ببحر الصين الجنوبي، وأن تكون حاسمة لـ"غزو تايوان".

ويمكن لهذه الأصول القيام بمهام استخبارات الإشارات والاستخبارات الإلكترونية (SIGINT/ELINT) أو مهام الهجوم الإلكتروني، وذلك بحسب ما ذكره موقع "أوراسيان تايمز".

وتعمل هذه الأصول التي تلقب بـ"مضاعفات القوة" المحمولة جواً على تعزيز القدرات التشغيلية بشكل كبير، وتعزيز فرص التفوق على الخصوم. 

ويمكن لمنصات المراقبة والقيادة والسيطرة والاتصالات المتنوعة جواً العمل مع طائرات التزود بالوقود على تعزيز وعي الجيش الصيني بفضاء المعركة واشتباكاته.

وتُظهر الصين إلحاحاً في تطوير ونشر هذه الأصول ذات المهام الخاصة، للحاق بركب منافستها الولايات المتحدة.

وتتخلف الهند بشكل كبير عن الصين والولايات المتحدة في هذا المجال، ما يستوجب عليها الإسراع في اتخاذ إجراءات أكثر جدية للحاق بركب منافستها بكين.

طائرات KJ-2000

وهي طائرة صينية من الجيل الثاني من طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً، والتي طورتها شركة Shaanxi Aircraft Corporation لتصبح أول نظام AEW&C في الخدمة مع الجيش الصيني. 

وتعتبر KJ-2000 مبنية على هيكل طائرة روسي معدل من طراز Ilyushin Il-76 باستخدام إلكترونيات الطيران المصممة محلياً، وقبة رادارية ثابتة تضم 3 رادارات نشطة ممسوحة ضوئياً إلكترونياً (AESA)، يغطي كل منها قطاعاً بزاوية 120 درجة.

وحاولت الصين تطوير طائرة AEW&C محلية الصنع في أواخر السبعينيات، وأطلق عليها اسم KJ-1، لكن تم إلغاء المشروع بسبب قيود التمويل. 

وأصبحت مثل هذه المنصات أولوية بالنسبة للصين، بعد استخدامها الناجح في حرب الخليج.

وبدأ برنامج تطوير KJ-2000 بعد إلغاء صفقة A-50I مع روسيا وإسرائيل في يوليو 2000، بسبب الضغط الأميركي القوي ضد تصدير رادار EL/M-2075 Phalcon الإسرائيلي.

ومع رفض خيارات الاستيراد، واصلت الصين تطوير طائرة AEW&C محلية، وقامت الطائرة الأولى برحلتها الأولى في عام 2003.

وعمل معهد أبحاث "نانجينج" لتكنولوجيا الإلكترونيات (NRIET)، وهو فرع تابع لشركة مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية (CETC)، على تطوير رادار "دوبلر" النبضي متعدد الوظائف وثلاثي الأبعاد.

وتعتبر الطائرة KJ-2000 مصممة لكشف وتتبع الأهداف المحمولة جواً والسطحية. وتعمل في نطاق تردد 1200-1400 ميجاهرتز، ويبلغ أقصى مدى للكشف الجوي 470 كيلومتر.

وتتشابه خصائص طيرانها مع خصائص الطائرة الهندية A-50I AEW&C، التي يصل مداها إلى 5500 كيلومتر وتتمتع بـ12 ساعة من تحمل الطيران.

وتمكنت الصين من بناء 5 طائرات فقط من طراز Shaanxi KJ-2000 AEW&C. ولم تكن هياكل الطائرات الإضافية من طراز IL-76 متاحة. 

وواجهت الهند القيد نفسه. وتخلت الصين عن محاولة بناء نماذج مختلفة من الطائرة Il-76 محلياً بسبب ديناميكيات سلسلة التوريد المعقدة.

طائرة KJ-200

تعتبر طائرة Shaanxi KJ-200 للإنذار المبكر والتحكم الجوي بمثابة نسخة احتياطية لـKJ-2000. 

وعملت الصين على تثبيت نظام مبسط على متن هيكل الطائرة الأصغر Shaanxi Y-8، وهو البديل المحلي الصيني لطائرة النقل الجوي التكتيكية Antonov An-12.

وتم تركيب مجموعة مسح جانبي مشابهة لـSaab Erieye. وتعتبر المنصة مبنية على الطائرة Shaanxi Y-8F-600. وجرى دمج المحركات التوربينية Pratt & Whitney Canada PW150B وإلكترونيات الطيران من Honeywell في الطائرة. 

وأنتجت القوات البحرية والجوية في الجيش الصيني نحو 11 طائرة من KJ-200.

طائرة KJ-500

واصلت الصين تطوير Shaanxi Y-9، وهي ترقية موسعة للطائرة Y-8 التي كانت في ما بعد بمثابة الأساس للجيل الثالث من طائرات KJ-500 AEW&C، وXian Y-20، وهي طائرة نقل جوية استراتيجية كبيرة يجري تعديلها للقيام بمهام الإنذار المبكر والتحكم.

وتعتبر KJ-500 طائرة AEW&C من الجيل الثالث تستخدمها القوات الجوية والبحرية الصينية. وبدأ تطويرها في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بـ4 أهداف تقنية رئيسية: التواصل بين الشبكات، وتعدد الوظائف، والتكامل العالي، والوزن الخفيف. 

وتحمل الطائرة قبة ظهرية ثابتة تحتوي على 3 مصفوفات رادارية AESA لتغطية 360 درجة. 

ويقال إنها أكثر كفاءة من تصميم مصفوفة "شعاع التوازن" ثنائي المستوى المستخدم في الطائرة KJ-200 السابقة.

وظهر طراز KJ-500A لأول مرة في عام 2022، ويتضمن مسباراً للتزود بالوقود الجوي. 

وجرى تطوير 34 طائرة من KJ-500 وهي جميعها في الخدمة مع القوات الجوية والبحرية الصينية. ويجري إنتاج المزيد. 

ويبلغ مدى الطائرة 5 آلاف و700 كيلومتر، وقدرتها على التحمل تصل إلى 12 ساعة. ويمكنها اكتشاف أهداف بحجم مقاتلة على مسافة 470 كيلومتر.

طائرة KJ-3000 

تم تصميمها بناء على طائرة النقل العسكرية الكبيرة Xi'an Y-20 بهدف اكتشاف المقاتلات الشبحية.

وأعلنت وسائل الإعلام الصينية أن Y-20 ستحتوي قريباً على متغيرات AEW&C وFRA. 

وسيتمتع الجيل القادم من أنظمة الإنذار والمراقبة الجوية والتحكم (AEW&C) بـ4 قدرات: إمكانية كشف عالية، وقدرة عالية على مكافحة التداخل، وقدرة عالية على التعرف، وقدرة عالية على إدارة ساحة المعركة. 

طائرات AEW&C الأخرى

تعتبر Xi'an KJ-600 طائرة عسكرية صينية ذات مروحتين وعالية الجناح مصممة للشحن وAEW&C.

وتقرر أن يتم نشرها على حاملات الطائرات طراز Type 003 التابعة للبحرية الصينية، اعتباراً من أواخر عام 2024. وأجرت الطائرة KJ-600 أول رحلة في أغسطس 2020. وتمكنت الصين حتى الآن من تطوير 4 طائرات.

طائرات تزويد الوقود

تمتلك الصين أسطولاً صغيراً نسبياً من طائرات تزويد الوقود - FRA، نظراً لحجمها الضخم. 

ويشتمل الأسطول الصيني على 3 طائرات روسية فقط من طراز IL-78، و10 طائرات Xian H-6U، و8 طائرات Xian YY-20A التي تم إدخالها حديثاً.

ويمكن للطائرة YY-20A، المشابهة للطائرة Il-78، حمل حوالي 90 طناً من الوقود. ويتميز طراز الناقلة، المعروف سابقاً باسم Y-20U، بمعدات الهبوط المعاد تصميمها. 

وستعمل الطائرة YY-20 على تعزيز "قدرة المناورة بعيدة المدى" لدى القوات الجوية الصينية، مع الاحتفاظ بقدرتها على النقل الجوي.

وتقرر إدخال أعداد كبيرة من YY-20 الأصلية في السنوات القادمة. ويفترض أن تلعب الطائرات دوراً مهماً في فرض الهيمنة ببحر الصين الجنوبي، وستكون حاسمة لـ"غزو تايوان"، وذلك وفقاً لـ"أوراسيان تايمز".

طائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية

لا يزال لدى القوات الجوية الصينية نحو 5 طائرات Bombardier Challenger 850، وطائرة Shaanxi Y-8 منفردة للمراقبة. 

وتشمل هذه الطائرات 14 طائرة من طراز Shaanxi Y-8، و5 طائرات من طراز Shaanxi Y-9، و3 طائرات أنتونوف An-30 الأوكرانية. 

كما تمتلك القوات الجوية الصينية أيضاً 13 طائرة ELINT صينية من طراز Y-8/Y-9.

مقارنات مع واشنطن

تتخلف الصين كثيراً عن الولايات المتحدة وشركائها في مجال مضاعفة القوة. 

وعملت الولايات المتحدة على بناء 68 طائرة من طراز Boeing E-3 Sentry AWACS، والتي لا يزال معظمها يحلق مع القوات الجوية الأميركية أو القوات الجوية الأجنبية الصديقة.

وشهدت تلك الطائرات عمليات انتشار عملياتية في جميع الحروب الكبرى، بما في ذلك من قبل حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا. 

وتمتلك اليابان 4 طائرات AWACS من طراز E-767. وتم بناء أكثر من 300 طائرة من طراز Northrop Grumman E-2 Hawkeye AEW&C. 

ويمكن لهذه المنصات العمل من حاملات طائرات كبيرة، ويتم تشغيلها من قبل العديد من حلفاء الولايات المتحدة.

كما تتقدم القوات المسلحة الأميركية كثيراً في مجال تطوير طائرات تزويد الوقود، بعد أن قامت ببناء أكثر من 60 طائرة من طراز KC-10A Extenders، و78 طائرة من طراز KC-46A Pegasus، وأكثر من 800 طائرة من طراز Boeing 707. 

وتمتلك الولايات المتحدة أسطولاً أكبر بكثير من طائرات الحرب الإلكترونية المخصصة. 

ويتم استخدام EC-130H للحرب الإلكترونية والتشويش، وEC-130J للعمليات النفسية والاتصالات.

ويحتفظ البنتاجون أيضاً بطائرات متخصصة لمهام العمليات الخاصة العالمية، إذ تعمل طائرات MC-130J على التسلل والإخراج وإعادة الإمداد والتزود بالوقود لفرق قوات العمليات الخاصة من مدارج مرتجلة أو قصيرة.

وتعتبر Boeing EA-18G Growler طائرة حربية إلكترونية أميركية تعتمد على حاملات الطائرات. 

صراع تسلح محموم

ستعمل الصين مع دخول المزيد من طائرات AEW&C وFRA المستندة على Y-20 على إشراكها في الخدمة.

كما ستحسن جودة الأجهزة الإلكترونية والرادارات ومعدات التشويش. 

ويمكن لهذه الطائرات أن تعمل من العديد من المطارات الجزرية التي تم إنشاؤها في بحر الصين الجنوبي، ولكن لا تزال بكين تتخذ خطوات بدائية.

وأجرت الصين تدريبات مع قوات جوية صغيرة من باكستان، ولكن لم يتم رؤية الأصول ذات المهام الخاصة في العروض الجوية.

وتنتج الصين أيضاً طائرات بدون طيار من طراز CH-series HALE/MALE، وهي طائرات بدون طيار من نوع Predator. 

وتعمل الصين على تصميم الجناح الطائر GJ-11، والذي يشبه إلى حد كبير الطائرة بدون طيار التابعة للبحرية الأميركية X-47B. 

وتحتفظ الصين بتفوق كبير على منافستها الهند في الطائرات بدون طيار، على الرغم من أن نيودلهي تحاول اللحاق بركب بكين.

ويشغّل سلاح الجو الهندي حالياً 3 طائرات من طراز DRDO Netra Embraer ERJ 145I AEW&C، و3 طائرات EL/W-2090 Phalcon AEW&C مدمجة في منصة Beriev A-50.

وطلبت القوات الجوية الهندية 6 طائرات إضافية من طراز ERJ 145I Netra. 

وتستثمر الهند أيضاً في مشروع DRDO لتطوير 6 طائرات AEW&C جديدة كترقية لأنظمة Netra. وقد تكون هذه الطائرات الإضافية متاحة بحلول عام 2028 تقريباً.

ويشغل سلاح الجو الهندي حالياً 6 طائرات من طراز إليوشن Il-78MKIs لتزويد الطائرات بالوقود. 

وكانت محاولات الهند للحصول على المزيد من طائرات التزويد بالوقود خلال العقدين الماضيين قد فشلت لأسباب فنية وإجرائية.

وقررت الهند تحويل 6 طائرات من طراز A-320 المستخدمة مسبقاً إلى طائرات لتزويد الوقود، من خلال التعديلات المحلية أو المدعومة من قبل OEM.

وأكد موقع "أوراسيان تايمز"، أن الهند ستحتاج إلى أصول خاصة لتغطية حدودها، ما يجعل "مضاعفات القوة" الحالية غير كافية إلى حد كبير.

تصنيفات

قصص قد تهمك