بدأ اللواء الجوي 125 بالقوات الجوية الصينية في تشغيل مقاتلات الوزن الثقيل J-16 من "الجيل الرابع+"، لتحل مكان مقاتلات الجيل الثالث خفيفة الوزن J-7E التي كانت تعمل سابقاً.
ويعتبر اللواء الجوي 125 الوحدة الـ15 التي تنشر مقاتلات J-16، والتي يتم إنتاجها، بخلاف مقاتلة الجيل الخامس J-20، على نطاق أوسع بكثير من أي مقاتلة أخرى من الوزن الثقيل في العالم، حسب ما ذكرته مجلة "مليتري ووتش".
ويقدر أنه تم إنتاج ما يقرب من 300 مقاتلة من طراز J-16 على مدار العقد الماضي.
وتعتبر J-16 نسخة محسنة بشكل كبير من مقاتلة التفوق الجوي السوفيتية Su-27 من الجيل الرابع، والتي تم تسليمها لأول مرة إلى الصين في عام 1991.
وبالرغم من أنها تشترك في نفس تصميم Su-27، تعتبر المقاتلة الصينية الجديدة المشتقة الأكثر تطوراً للتصميم التشغيلي في أي مكان بالعالم، إلى جانب J-15B التي أرسلتها البحرية الصينية، مع هيكل طائرتها الذي يصل إلى ارتفاعات عالية.
واستفادت الصين من تطوير المقاتلة J-16 في البحث والتطوير للطائرة J-20، التي دخلت الخدمة لأول مرة في عام 2017، وتعتبر واحدة من المقاتلات الأكثر تطوراً في العالم إلى جانب الطائرة الأميركية F-35.
حماية المنشآت النووية
تعتبر J-16 منافساً شرساً على لقب مقاتلة "الجيل الرابع +" الأكثر قدرة، والتي يمكن تشغيلها في أي مكان بالعالم، مع مدى طويل للغاية ورادار كبير متطور يكمله نشر أطول فئة من صواريخ جو-جو في العالم.
ويوفر الصاروخ PL-XX، الذي يتم دمجه مع طائرات من طراز J-16، نطاق اشتباك يتراوح بين 500 و600 كيلومتر.
ويتم تسهيل الاشتباكات في مثل هذه النطاقات، إما عن طريق الحصول على البيانات من الأصول المنتشرة إلى الأمام مثل مقاتلات J-20، والتي يمكن أن تعمل بالقرب من مواقع العدو باستخدام قدراتها الشبحية، أو عن طريق طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً KJ-500، أو أحدث نسخة منها KJ -500A التي تعتبر الأكثر تقدماً في العالم.
ويعتبر التسلح الأساسي الأكثر استخداماً للطائرة J-16 الصينية صاروخ PL-15، الذي يستخدم أيضاً بواسطة الطائرة J-20، ويقدر مداه بما بين 200 و300 كيلومتر.
وتتمركز طائرات J-16 تحت قيادة اللواء الجوي 125، في قاعدة ناننينج الجوية، ما يضع الطائرة في وضع مثالي لحراسة المراكز الاقتصادية الرئيسية في شنتشن وهونج كونج، وكذلك لتوفير الدفاع الجوي لقاعدة لونجبو البحرية في جزيرة هاينان.
وتضم المنشأة العمود الفقري للترسانة النووية الاستراتيجية للبحرية، وبالتالي من المتوقع أن تكون هدفاً ذا أولوية للضربات الجوية والصاروخية الغربية في حالة نشوب حرب كبرى.
ومع دخول J-7 الخدمة في عام 1965، أي قبل نصف قرن تقريباً من J-16، يمثل الانتقال بين الطائرتين تحولاً جذرياً للغاية بالنسبة للواء الجوي 125، على الرغم من أن طراز J-7E يحتوي على إلكترونيات الطيران والأسلحة والعتاد.
وأصبح التحول في هيكل الطائرة أكثر جذرية، بسبب حجم J-16 الأكبر بـ3 أضعاف من سابقتها، ما يعني أن احتياجات الصيانة وتكاليف التشغيل ستكون أعلى بكثير.
ويشير نطاق أسلحة J-16 الأكبر بكثير، والرادار الذي يزيد حجمه عن 10 أضعاف، والقدرة على التحمل الأعلى بكثير، إلى أنها يمكن أن توفر دفاعاً جوياً عبر منطقة أكبر بعشرات المرات.
ويرتبط انتقال اللواء الجوي 125 من تشغيل طائرات J-7 إلى طائرات J-20، بانتقال اللواء الجوي 131 القريب المتمركز في قاعدة لوليانج الجوية من تشغيل طائرات J-10C إلى طائرات J-20 في عام 2023.
وجرى نشر طائرات J-20 في ديسمبر الماضي بقاعدة فوشان الجوية لتحل محل مقاتلات J-11 التابعة للواء الجوي الرابع.
ويشير نشر فئتي المقاتلات العليا في القوات الجوية في وحدات متعددة بالمنطقة المجاورة إلى أنه تم تخصيص أولوية عالية لتعزيز الدفاعات الجوية في المنطقة.
وتم الإبلاغ عن مشاركة طائرات J-16 في التدريبات جنباً إلى جنب مع طائرات J-20 أكثر من أي فئة مقاتلة أخرى، إذ تتمتع الطائرتان بنطاقات مماثلة ومتكاملة إلى حد كبير.
وتعتبر الميزة المهمة التي تحتفظ بها J-16 هي متطلبات الصيانة المنخفضة، وقدرتها على نشر صواريخ PL-XX.
وتسمح الطائرات ذات المدى الأطول بكثير والمزودة بأجهزة استشعار أكبر، لكل من اللواءين الجويين 125 و131 بتقديم مساهمات أكثر أهمية في واجبات الدفاع الجوي عبر جزء كبير من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وكذلك في العمليات في مضيق تايوان.
ويأتي تحويل كلتا الوحدتين كجزء من اتجاه أوسع نحو القوات الجوية لصالح المقاتلات الأثقل والأطول مدى، والتي شكلت نسبة سريعة النمو من الأسطول منذ التسعينيات.
وأتاح نشر طائرات J-16 للوحدات الجوية الصينية أن تكون أكثر حزماً في الدفاع عن المصالح الإقليمية للبلاد، في وقت يشهد توترات شديدة مع الولايات المتحدة والعديد من الدول المتحالفة معها مثل اليابان.