"استفزاز متعمد".. إرسال مقاتلات F-16 بقدرات نووية لأوكرانيا يثير مخاوف روسيا

مقاتلات أميركية من طراز "F-16" في قاعدة عسكرية بولاية فلوريدا الأميركية. 12 سبتمبر 2018 - REUTERS
مقاتلات أميركية من طراز "F-16" في قاعدة عسكرية بولاية فلوريدا الأميركية. 12 سبتمبر 2018 - REUTERS
دبي-الشرق

حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن مقاتلات F-16 التي تصل إلى أوكرانيا من أعضاء الناتو، ستعتبرها موسكو حاملة للأسلحة النووية.

وتمثل طائرات F-16، ترقية بالغة الأهمية لأسطول أوكرانيا القديم الذي يتكون في أغلبه من الطائرات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي تكبدت خسائر كبيرة أثناء الصراع، وفقاً لموقع EurAsian Times.

وعارضت موسكو بشدة نشر المقاتلة الأميركية الصنع، مشيرة إلى مخاوف بشأن القدرة المزدوجة للطائرة F-16 على حمل أسلحة تقليدية ونووية.

ولفتت الخارجية الروسية إلى أن المشاركة "التاريخية" لمثل هذه الطائرات، في ما وصفته بـ"المهام النووية المشتركة" التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي.

وشددت على أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن هذه الطائرات تنتمي إلى منصات مزدوجة التجهيز، مؤكدة أنه بغض النظر عن تعديل هذه الطائرات، فإن موسكو ستعتبرها حاملة للأسلحة النووية، وهو ما يعتبر "استفزاز متعمد" من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

ويعكس هذا الإعلان الأخير للخارجية الروسية المشاعر التي أعرب عنها قبل حين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد في السابق على القدرة النووية لطائرات F-16، محذراً من أن روسيا ستعاملها كأهداف مشروعة.

وقال بوتين في أواخر مارس الماضي، إنه سيتم تدمير الطائرات مثلما تدمر موسكو الدبابات والعربات المدرعة وغيرها من المعدات، بما في ذلك قاذفات الصواريخ المتعددة.

ويتزامن التحذير الأخير مع إعلان روسيا تدريبات مرتقبة تركز على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، في رد فعلي ضمني على التهديدات المتصورة من الغرب.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، قبل أيام، أن الرئيس بوتين أمر بإجراء تدريبات عسكرية لاختبار جاهزية القوات النووية التكتيكية للمهام القتالية.

وقالت الخارجية الروسية إن التدريبات العسكرية ستكون بمثابة رادع "للمتهورين" الغربيين، وتثنيهم عن دعم "الأعمال الإرهابية لنظام كييف".

قدرات مزدوجة

ويعمل الناتو، كجزء من استراتيجيته الدفاعية، على إجراء تدريبات توجيهية لضربات نووية تكتيكية بشكل روتيني، مستفيداً من قدرات طائرات الدول الأعضاء، بما في ذلك مقاتلات F-16. 

وتتضمن هذه التدريبات تمريناً على نشر قنابل الجاذبية النووية الأميركية من سلسلة B61، بواسطة طائرات تكتيكية مختلفة تديرها دول أعضاء متعددة.

ويُسمح حالياً لبعض طائرات F-16 Vipers داخل الناتو باستخدام إصدارات أقدم من قنابل B61 ، بموجب اتفاقيات المشاركة النووية للحلف. ويتوقع أن هذه الطائرات سيتم تسليحها مستقبلاً بأحدث قنبلة نووية من طراز B61-12.

وتم نشر صورة في ديسمبر الماضي، تظهر مقاتلة من طراز F-16 Viper متمركزة في قاعدة فولكل الجوية في هولندا، مسلحة بنسخة تدريبية خاملة من قنبلة الجاذبية النووية B61-12.

وينتظر معظم أعضاء الناتو حالياً المشمولين باتفاقيات المشاركة النووية الحصول على طائرات F-35، لتحل محل طائراتهم من طراز F-16  أو Tornado.

وحصلت الطائرات الشبحية طراز F-35A في مارس الماضي، على شهادة رسمية لنشر قنبلة الجاذبية النووية الحرارية B61-12.

وجعل هذا التطوير الطائرة F-35 أول طائرة من الجيل الخامس مؤهلة لتحميل مثل هذه القنابل، ما يشير إلى الانتقال نحو منصات أكثر تقدماً للمهام النووية المحتملة.

وفي الوقت نفسه، أعربت بولندا عن اهتمامها باحتمال استضافة الأسلحة النووية الأميركية في المستقبل، نظراً لقربها من بيلاروس وجيب كالينينجراد الروسي.

وتعتبر مخاوف روسيا بشأن امتلاك أوكرانيا لقدرات نووية لا أساس لها إلى حد كبير، إذ أن كييف لا تمتلك ترسانة نووية، ولم تكن هناك أي علامات على أن أي من حلفائها الذين لديهم قدرات نووية يخططون لتقديم قنابل نووية إليها.

وقلل الخبراء الروس من أهمية دمج طائرات F-16 في الأسطول الأوكراني. وقال العسكري الروسي المتقاعد أناتولي ماتفيتشوك، إن نشر أوكرانيا لطائرات F-16 لن يغير المعادلة العسكرية بشكل كبير بسبب قيود البنية التحتية وضعف الطائرة أمام النيران الروسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك