أقمار اصطناعية أميركية ترصد موقعاً محتملاً لإطلاق صاروخ نووي روسي "خارق"

أقمار اصطناعية أميركية تلتقط صوراً تظهر موقعاً لنشر صاروخ كروز روسي يعمل بالطاقة النووية في فولوجدا بروسيا. 27 أغسطس 2024 - Reuters
أقمار اصطناعية أميركية تلتقط صوراً تظهر موقعاً لنشر صاروخ كروز روسي يعمل بالطاقة النووية في فولوجدا بروسيا. 27 أغسطس 2024 - Reuters
واشنطن-رويترز

قال باحثان أميركيان إنهما حددا موقعاً محتملاً لإطلاق صاروخ 9M730 Burevestnik في روسيا، وهو صاروخ كروز جديد يعمل بالطاقة النووية، ومزود برأس نووي، والذي يصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "خارق ولا يقهر".

وأوضح الباحثان أن "هناك مشروع بناء يقع بجوار منشأة تستخدم لتخزين الرؤوس الحربية النووية، وهو الموقع المحتمل لإطلاق الصاروخ الجديد". وساعدت في عمليات الاستدلال، صور التقطتها شركة "بلانيت لابز" وهي شركة تجارية للأقمار الاصطناعية. 

وتقع هذه المنشأة على بعد 475 كيلومتراً شمالي موسكو، وتُعرف باسم "فولوجدا 20 أو تشيبسارا".

وكان بوتين ذكر، مؤخراً، أن الصاروخ، الذي يُطلق عليه حلف شمال الأطلسي "الناتو" اسم SSC-X-9 Skyfall، "مداه غير محدود تقريباً، ويمكنه تجنب أنظمة الدفاع الصاروخية الأميركية".

لكن بعض الخبراء الغربيين يشككون في مزاعم بوتين والقيمة الاستراتيجية لصاروخ Burevestnik، قائلين إنه "لن يضيف قدرات جديدة لموسكو، كما أنه يثير مخاوف وقوع حادث إشعاعي".

منصات إطلاق قيد الإنشاء

وتوصل ديكر إيفليث، وهو محلل لدى منظمة "سي إن إيه" للتحليلات والأبحاث، إلى صور الأقمار الاصطناعية، وقال إنه "يعتقد أن هناك 9 منصات إطلاق أفقية قيد الإنشاء".

وأضاف أن "هذه المنصات تقع في 3 مجموعات داخل سواتر مرتفعة لحمايتها من أي هجوم أو لمنع أي انفجار مفاجئ جرّاء إطلاق الصواريخ في المنصات الأخرى". وأشار إلى أن الموقع مخصص "لنظام صاروخي ثابت كبير، والنظام الصاروخي الثابت الكبير الوحيد الذي تطوره (روسيا) حالياً هو Skyfall".

وقال إيفليث والباحث الآخر جيفري لويس من معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية في مونتيري، إن "تحديد موقع الإطلاق المحتمل للصاروخ يشير إلى أن روسيا ماضية في نشره، بعد سلسلة من الاختبارات في السنوات الماضية التي شابتها بعض المشكلات".

واتفق لويس مع تقييم إيفليث بعد مراجعة الصور بناء على طلبه. وقال إن "الصور تشير إلى شيء فريد للغاية ومختلف للغاية. ونعلم بدون شك أن موسكو تعمل على تطوير هذا الصاروخ الذي يعمل بالطاقة النووية".

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية أو سفارة موسكو في واشنطن، على طلب للتعليق على ما توصل إليه إيفليث أو القيمة الاستراتيجية للصاروخ Burevestnik، وسجل اختباراته والمخاطر التي يشكلها.

وقال متحدث باسم الكرملين إن "هذه الأسئلة يجب أن توجه لوزارة الدفاع، إذ رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات".

وبحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أجرت روسيا في السابق 13 اختباراً معروفاً لإطلاق صاروخ مماثل في الفترة بين عامي 2017 و2019، لكن لم ينجح أي منها، وفقاً لتقرير صادر عن مبادرة التهديد النووي، وهي مجموعة غير ربحية تركز عملها على الحد من انتشار الأسلحة.

ويقول مسؤولون أميركيون، إن بعض هذه الاختبارات السابقة كانت مميتة، إذ تحطم صاروخ تم إطلاقه في عام 2019، وانفجر في نهاية المطاف، ما أودى بحياة  7 أشخاص.

وفشل الصاروخ الروسي في الاختبارات السابقة في التحليق لمسافة قريبة من المدى المُحدد له، والذي يُقدر بحوالي 14 ألف ميل (22 ألفاً و530 كيلومتراً)، وقدَّر المسؤولون الأميركيون، أنه خلال أنجح رحلة تجريبية له، والتي استمرت لمدة دقيقتين فقط، حلق الصاروخ لمسافة 22 ميلاً قبل أن يتحطم في البحر.

تصنيفات

قصص قد تهمك