دراسة: الفقراء أكثر عرضة لأمراض الشيخوخة مقارنة بالأغنياء

ممارسة الرياضة بأثقال خشبية خلال فعالية لتعزيز الصحة بمناسبة ‘يوم احترام كبار السن’ باليابان في منطقة سوغامو بطوكيو ذات الشعبية بين كبار السن اليابانيين. 18 سبتمبر  2017 - REUTERS
ممارسة الرياضة بأثقال خشبية خلال فعالية لتعزيز الصحة بمناسبة ‘يوم احترام كبار السن’ باليابان في منطقة سوغامو بطوكيو ذات الشعبية بين كبار السن اليابانيين. 18 سبتمبر 2017 - REUTERS
القاهرة -محمد منصور

كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يتمتعون بظروف اجتماعية واقتصادية جيدة، مثل مستويات التعليم المرتفعة أو الدخل العالي، لديهم معدل أبطأ للشيخوخة البيولوجية، ومخاطر أقل للإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مقارنةً بأقرانهم الأقل حظاً من الناحية الاجتماعية.

وبحسب الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر ميديسن" (Nature Medicine) فإن الفوارق الاجتماعية تؤثر بشكل مباشر على عملية الشيخوخة البيولوجية، وذلك من خلال تحليل مستويات بعض البروتينات في الدم المرتبطة بالشيخوخة والالتهابات والجهاز المناعي.

وجد الباحثون أن 66 مرضاً مرتبطاً بالشيخوخة تتأثر بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي للفرد، وبالمقارنة مع الأشخاص من الفئات الاجتماعية الميسورة، كان لدى الأشخاص من الفئات الأقل حظاً خطراً أعلى بنسبة 20% للإصابة بهذه الأمراض.

أمراض الشيخوخة

كما أن الأشخاص من الفئات الأكثر فقراً تطورت لديهم الأمراض المرتبطة بالعمر بعد 15 عاماً فقط، في حين أن الفئات الأكثر ثراءً لم تصل لنفس المستوى من الأمراض إلا بعد 20 عاماً.

وبالنسبة لبعض الأمراض، مثل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، والسكتات الدماغية، كان خطر الإصابة أكثر من الضعف لدى الفئات الأكثر حرماناً مقارنةً بالفئات الأكثر رخاءً.

وحلَّلت الدراسة مستويات 14 بروتيناً بلازمياً مرتبطة بالشيخوخة، والتي تبين أنها تتأثر بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، توني ويس-كوراي، الباحث في جامعة ستانفورد إن عملية الشيخوخة تنعكس على تكوين البروتينات في دمنا، والتي تشمل آلاف البروتينات المرتبطة بالشيخوخة البيولوجية عبر أجهزة الجسم المختلفة.

وهذه المؤشرات الحيوية تساعدنا في فهم كيف يمكن للاختلافات الاجتماعية أن تحدد سرعة الشيخوخة.

وكان لهذه البروتينات دور في تنظيم الاستجابات الالتهابية والإجهاد الخلوي، وقدّر الباحثون أن ما يصل إلى 39% من انخفاض خطر الأمراض المرتبطة بالعمر لدى الأشخاص ذوي الظروف المعيشية الجيدة قد يكون ناتجاً عن هذه البروتينات.

كشفت الدراسة أيضاً أن التحسن في الوضع الاجتماعي قد يكون له تأثير إيجابي على الشيخوخة البيولوجية؛ فالأشخاص الذين انتقلوا من مستويات تعليم منخفضة في طفولتهم، إلى وضع اجتماعي واقتصادي أفضل في مرحلة البلوغ كان لديهم تركيزات بروتينية أكثر صحة، مقارنةً بمن بقوا في أوضاع معيشية متدنية طوال حياتهم.

الرفاهية والشيخوخة

ومع ذلك، يؤكد الباحثون الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآلية الدقيقة التي تربط العوامل الاجتماعية بعملية الشيخوخة البيولوجية.

ولم تحدد الدراسة السبب المباشر لكون الرفاهية الاجتماعية تبطئ الشيخوخة، ولكن هناك دراسات سابقة أشارت إلى دور العوامل مثل التوتر المزمن، والصحة النفسية، والتعرض للتلوث والسموم، والعادات الصحية كالتدخين، وتعاطي المخدرات، والنظام الغذائي، وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الوصول إلى الفحوصات الطبية والتطعيمات والعلاجات الوقائية.

في دراسة سابقة، نُشرت الشهر الماضي، وجد نفس الفريق البحثي أن اختبارات الدم التي تحدد مدى شيخوخة أعضاء الجسم يمكنها التنبؤ بخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر قبل عقود من ظهورها، مما قد يساعد في تطوير استراتيجيات وقائية تستهدف الأشخاص الأكثر عرضةً للشيخوخة المبكرة.

أكد الباحثون أن تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية يمكن أن يكون مفتاحاً لإبطاء عملية الشيخوخة، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.

كما أن التقدم في أبحاث البروتينات والشيخوخة البيولوجية قد يساعد في تصميم اختبارات دم متطورة لرصد الشيخوخة المبكرة، وتقديم التدخلات الوقائية للفئات الأكثر عرضةً للخطر.

تصنيفات

قصص قد تهمك