هل تجاوزت مصر ذروة "كورونا".. أم تتجه نحو تفشي الوباء؟

مصريون يرتدون كمامات في أحد شوارع القاهرة  - REUTERS
مصريون يرتدون كمامات في أحد شوارع القاهرة - REUTERS
القاهرة-رامي إبراهيم

تابع الشارع المصري بكثير من الترقّب التصريحات الحكومية حول موعد الوصول إلى ذروة انتشار فيروس "كورونا" المُستجد في البلاد. وزير البحث العلمي خالد عبد الغفار ،صرح بأن "ذروة المرض ستكون في 28 و29 مايو الجاري"، بينما قال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية د. محمد عوض تاج الدين إن ذروة تفشي فيروس "كورونا" في مصر ستكون "بعد أسبوعين ويتجه بعدها المنحنى للانخفاض".

ارتفاع الإصابات

ووسط التخبط في التصريحات الحكومية بين المسؤولين المصريين، سجلت معدلات الإصابة ارتفاعاً ملموساً، لتتجاوز حاجز الألف إصابة في اليوم، إذ بلغ إجمالي عدد الإصابات في مصر 20 ألفاً، وذلك في اليوم الذي حدده وزير البحث العلمي للوصول لذروة انتشار الفيروس في مصر".

مصريون يرتدون الكمامات استجابةً للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس
مصريون يرتدون كمامات استجابةً للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس"كورونا" - REUTERS

تصريحات وزير البحث العلمي، استندت إلى دراسة علمية لمجموعة بحثية تستعين بها الحكومة المصرية لتقييم الموقف، لكن التساؤلات حول مصداقية النصف الثاني من الدراسة مازالت مستمرة، إذ توقع أن تصل مصر إلى (صفر) حالات إصابة بفيروس "كورونا" في يوليو المقبل.

الأعداد الحقيقية

" الأعداد الحقيقة للمصابين في مصر تبلغ 5 أضعاف الأرقام المسجلة"، وفقاً لما صرح به وزير البحث العلمي خالد عبد الغفار في تصريحات صحافية، بينما يرى أطباء عاملون في الخطوط الأمامية في المستشفيات بأن الوضع الحقيقي على الأرض "أسوأ بكثير".

ويقول أستاذ طب الحالات الحرجة في "جامعة القاهرة" د. محمد سعد لـ"الشرق" إن المترددين على مستشفى "قصر العيني" من المشتبه بإصابتهم بفيروس "كورونا" المُستجد لا يقل عددهم عن شخص يومياً.

طبيب مصري يعدل القناع الواقي لطفل مريض في إحدى مستشفيات القاهرة  - AFP
طبيب مصري يعدل القناع الواقي لطفل مصاب في إحدى مستشفيات القاهرة - AFP

وأشار سعد إلى أن "المستشفيات لا تجري مسحات إلا لعدد محدود من المشتبه في إصابتهم، ولا تحتجز من المصابين إلا من يعاني أعراض ضيق التنفس، بينما يُطلب من الآخرين التزام العزل المنزلي"، موضحاً أن "الحالات التي يتم احتجزها هي فقط التي تسجل في الإحصاءات الرسمية".

رئيسة الإدارة المركزية للمختبرات في وزارة الصحة دكتورة نانسي الجندي، كشفت عن ارتفاع أعداد المسحات في مصر لتصل إلى 4 آلاف مسحة يومياً. 

متابعة إلكترونية

وأطلقت وزارة الصحة المصرية تطبيقاً إلكترونياً لمتابعة حالات الإصابة والعزل المنزلي، بعدما أوشكت أسرّة مستشفيات العزل على الامتلاء. وسمحت الوزارة لأعداد من المعزولين "باستكمال فترة العلاج في منازلهم، ماعدا الحالات الحرجة التي ظلّت تتلقى الرعاية في المستشفيات من دون تغيير".

نقص الكادر الطبي

ويوضح د. محمد سعد أن "المنظومة الصحية في مصر ليست عرضة للانهيار تحت وطأة زيادة الحالات"، لافتاً إلى أن الأرقام تؤكد أن "حالات الإصابة بفيروس (كورونا) المُستجد مُتركّزة في (القاهرة الكبرى)، ومحافظة الأقصر التي تعد بؤرة خطيرة، بينما الوضع أفضل نسبياً في بقية محافظات مصر".

ووفقاً للأرقام الرسمية في مصر، تبلغ نسبة الوفيات أقل من 4% من نسبة المصابين، وهي نسبة أقل من المتوسط العالمي. 

أطباء مصريون يفحصون أشعة لمريض في وحدة الأمراض المعدية بإحدى المستشفيات  - AFP
أطباء مصريون يعاينون صورة أشعة لمريض في وحدة الأمراض المعدية في إحدى المستشفيات - AFP

وبالإضافة إلى زيادة الاختلاط خلال شهر رمضان، من دون التزام قواعد التباعد الاجتماعي، يُرجع وزير الصحة السابق دكتور عمرو حلمي الطفرة في أعداد المصابين إلى "العجز الشديد في الكوادر المدربة في مجال الطب الوقائي".

استجابة حكومية

وشهد الحقل الطبي في مصر سجالاً بعد وفاة أحد الأطباء في "مستشفى المنيرة" نتيجة "إهمال علاجه" من فيروس "كورونا" المستجد، وفقاً لبيان نقابة الأطباء.

ووسط مشادات بين النقابة ووزارة الصحة المصرية، تدخل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ليصدر قرارات هامة تؤمن الرعاية الكاملة للأطباء العاملين في المستشفيات، وتساهم في التخفيف من معاناتهم جراء التواجد في الخطوط الأمامية لمواجهة فيروس "كورونا" المُستجد. 

وعلى عكس مطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بفرض حظر شامل للسيطرة على الفيروس، قررت الحكومة تخفيف إجراءات الحظر فور  انتهاء إجازة عيد الفطر ،وسط ترقب شعبي لأرقام الحالات في الأيام المقبلة، والتي ستكشف ما إذا كانت ذروة الوباء مرّت بالفعل أم أن أياماً أكثر صعوبة ما زالت تترصد المصريين.