يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى مجموعة متنوعة من المشكلات العاطفية والجسدية

الاكتئاب 4 نصائح لكبح اضطراب مزاجي يؤثر على التفكير والسلوك

يمكن معالجة الاكتئاب، حتى لو كان شديداً، سواء بالأدوية أو الاستشارة النفسية   - Getty Images
يمكن معالجة الاكتئاب، حتى لو كان شديداً، سواء بالأدوية أو الاستشارة النفسية - Getty Images
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب شعوراً دائماً بالحزن وفقدان الاهتمام، ويسمى أيضاً اضطراب اكتئابي رئيسي، أو اكتئاب سريري، ويؤثر على الشعور والتفكير والسلوك.

ويمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى مجموعة متنوعة من المشكلات العاطفية والجسدية، وأحياناً يواجه المصاب بالاكتئاب صعوبة في أداء الأنشطة اليومية العادية، وأحياناً يشعر كما لو أن الحياة لا تستحق.

ويعتبر الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة؛ فهو ليس نقطة ضعف، وربما يتطلب الاكتئاب العلاج على المدى الطويل، ولكن يجب ألا يثبط المصاب به عزيمته، ويتحسَّن معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب بالأدوية، أو العلاج النفسي، أو كليهما.

أعراض الاكتئاب

على الرغم من أن الاكتئاب ربما يحدث مرة واحدة فقط في العمر، إلا أن المصابين به عادة ما يواجهون نوبات متعددة منه، وفي أثناء هذه النوبات، تحدث الأعراض أغلب اليوم، وكل يوم تقريباً، وقد تتضمن ما يلي:

  • مشاعر الحزن، أو البكاء، أو الخواء، أو اليأس.
  • نوبات غضب أو التهيج أو الإحباط حتى من الأمور البسيطة.
  • فقدان الاهتمام، أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو جميعها، مثل الجماع، أو الهوايات، أو الرياضة.
  • اضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق، أو النوم أكثر من اللازم.
  • الإرهاق والافتقار إلى الطاقة، فحتى المهام الصغيرة تستغرق مزيداً من المجهود.
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن، أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن.
  • القلق أو الإثارة أو التململ.
  • تباطؤ التفكير أو التحدث أو حركات الجسم.
  • الشعور بانعدام القيمة أو الذنب، مع التركيز على إخفاقات الماضي أو لوم النفس.
  • مواجهة مشكلة في التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكّر الأشياء.
  • أفكار متكررة أو مستمرة عن الموت، أو أفكار عن الانتحار، أو محاولات الانتحار، أو الانتحار.
  • المشكلات الجسدية غير المبررة، مثل ألم الظهر أو حالات الصداع.

عادة ما تكون الأعراض لدى العديد من المصابين بالاكتئاب حادة بما يكفي لإحداث مشكلات ملحوظة في الأنشطة اليومية، مثل العمل، أو المدرسة، أو الأنشطة الاجتماعية، أو العلاقات مع الآخرين.

وربما يشعر بعض الأفراد بالبؤس وعدم السعادة بشكل عام دون معرفة السبب.

أسباب الاكتئاب

لا يُعرف سبب للاكتئاب على وجه التحديد، كما هي الحال مع العديد من الاضطرابات النفسية، يمكن أن تشترك العديد من العوامل، مثل:

  • الاختلافات البيولوجية: يبدو أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم اختلافات فيزيائية في أدمغتهم، لكن لا يزال تأثير هذه الاختلافات غير مؤكد.
  • كيمياء الدماغ: الناقلات العصبية هي مواد كيميائية متواجدة بشكل طبيعي في الدماغ، والتي من المرجح أن تلعب دوراً في الإصابة بالاكتئاب، وتشير البحوث الأخيرة إلى أن التغيُّرات في وظيفة هذه الناقلات العصبية، وتأثيرها، وكيفية تفاعلها مع الدوائر العصبية المشاركة في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية ربما تلعب دوراً مهماً في الاكتئاب وعلاجه.
  • الهرمونات: ربما تكون التغييرات في توازن الهرمونات في الجسم لها علاقة بالتسبب في الإصابة بالاكتئاب، أو تحفيزه، يمكن أن تحدث التغيّرات الهرمونية نتيجة الحمل، وخلال الأسابيع أو الأشهر التالية للولادة، ومن المشكلات في الغدة الدرقية، أو انقطاع الطمث، أو عدد من الحالات الأخرى.
  • الصفات الموروثة: يشيع الاكتئاب أكثر بين الأشخاص الذين يعاني أقاربهم بالدم هذه الحالة، ويحاول الباحثون العثور على الجينات التي قد تتسبب في الاكتئاب.

الوقاية من الاكتئاب

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من الاكتئاب. ومع ذلك، يمكن للنصائح التالية أن تكون مفيدة:

  • اتخاذ الخطوات اللازمة للتحكم في الضغط النفسي، لزيادة المرونة، ولرفع درجة تقدير الذات.
  • التواصل مع العائلة والأصدقاء، لا سيما في أوقات الأزمات، للمساعدة على الصمود أمام الصعوبات.
  • الحصول على علاج عند ظهور أول علامة على وجود مشكلة، وذلك للمساعدة في منع الاكتئاب من التدهور.
  • الحصول على علاج طويل المدى للمساعدة على منع انتكاس الأعراض.

تشخيص الاكتئاب

قد يحدد الطبيب تشخيص الاكتئاب بناءً على:

  • الفحص البدني: قد يُجري الطبيب فحصاً بدنياً، ويطرح أسئلة عن صحة المريض. في بعض الحالات، قد يكون الاكتئاب مرتبطاً بمشكلة صحية جسدية كامنة.
  • اختبارات معملية: على سبيل المثال، قد يجري الطبيب اختبار دم، يُطلق عليه فحص تعداد الدم الكامل، أو يختبر الغدة الدرقية ليتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح.
  • التقييم النفسي: قد يطرح اختصاصي الصحة النفسية أسئلة عن الأعراض، والأفكار، والشعور، وأنماط السلوك. قد يُطلب ملء استبيان للمساعدة في الإجابة على هذه الأسئلة.
  • DSM-5: قد يستخدم اختصاصي الصحة النفسية معايير الاكتئاب في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5)، والذي نشرته الجمعية الأميركية للطب النفسي.

علاج الاكتئاب

الأدوية والعلاج النفسي فعال بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب، يمكن لطبيب الرعاية الأولية أو الطبيب النفسي أن يصف أدوية لتخفيف الأعراض. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يستفيدون أيضاً من زيارة طبيب نفسي أو اختصاصي علم النفس أو متخصص متمرس في حالات الصحة العقلية آخر.

وإذا كان المريض يعاني من اكتئاب حاد، فربما يحتاج للبقاء بالمستشفى، أو المشاركة في برامج علاج المرضى بالعيادات الخارجية إلى أن تتحسن الأعراض.

أدوية لعلاج الاكتئاب

تتوفر أنواع عديدة من مضادات الاكتئاب، لكن يجب الحرص على مناقشة الآثار الجانبية الرئيسية المحتملة مع الطبيب أو مع الصيدلي، ومن هذه الأنواع.

  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): يبدأ الأطباء العلاج في الغالب بوصف أحد مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية. وتعتبر هذه الأدوية أكثر أماناً، وتسبب بشكل عام آثاراً جانبية مزعجة أقل من الأنواع الأخرى من مضادات الاكتئاب. ومن أمثلة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية السيتالوبرام (Celexa) وإسيتالوبرام (Lexapro) وفلوكستين (Prozac) وبارواكسيتين (Paxil و Pexeva) والسيرترالين (Zoloft) وفيلازدون (Viibryd).
  • مثبِّطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبينيفرين: من أمثلتها الدولوكسيتين (Cymbalta) والفينلافاكسين (Effexor XR) والديسفينلافاكسين (Pristiq و Khedezla) وليفوميلناسيبران (Fetzima).
  • مضادات الاكتئاب غير النمطية: لا تندرج هذه الأدوية تحت أي فئة من فئات مضادات الاكتئاب الأخرى. ومن أمثلتها بوبروبيون (Wellbutrin XL و Wellbutrin SR و Aplenzin و Forfivo XL) وميرتازابين (Remeron) ونيفازودون وترازودون وفورتيوكسيتين (Trintellix).
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: ربما تكون مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات فعالة للغاية، ومن أمثلتها الإيميبرامين (Tofranil)، والنورتريبتيلين (Pamelor)، والأميتريبتيلين ودوكسيبين، وتريميبرامين (Surmontil)، وديسيبرامين (Norpramin) وبروتريبتيلين (Vivactil)، إلا أنها تسبب آثاراً جانبية أكثر حدة من مضادات الاكتئاب الأحدث. ولذلك، لا توصف في العموم إلا بعد تجربة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية دون تحسن الحالة.
  • مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين: قد يصف الأطباء مثبطات أكسيداز أحادي الأمين -مثل ترانيلسيبرومين (Parnate) وفينيلزين (Nardil) وإيزوكربوكسازيد (Marplan) غالباً عندما تعجز الأدوية الأخرى عن تحسين حالة المريض، وذلك لأنها يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. ويتطلب تناول هذه الأدوية نظاماً غذائياً صارماً بسبب التفاعلات الخطيرة (أو المميتة) مع الأطعمة مثل أنواع معينة من الجبن والمخللات والنبيذ وبعض الأدوية والمكملات الغذائية العشبية. 
    وقد يسبب دواء سيليجلين (Emsam)، وهو أحد مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين الجديدة، أعراضاً جانبية أقل مقارنة بغيره من مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين، ويتوفر على شكل لصيقة جلدية، ولا يمكن الجمع بينه وبين مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
  • أدوية أخرى: يمكن إضافة أدوية أخرى إلى واحد من مضادات الاكتئاب لتعزيز الآثار المضادة للاكتئاب. وقد يوصي الطبيب بالجمع بين نوعين من مضادات الاكتئاب، أو إضافة أدوية أخرى إلى مضاد الاكتئاب الذي يستخدمه المريض، مثل مثبتات الحالة المزاجية أو مضادات الذهان. ويمكن إضافة مضادات القلق والأدوية المنشطة إلى العلاج للاستخدام على المدى القصير.

لا يجب التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب دون استشارة الطبيب أولاً. مضادات الاكتئاب لا تعتبر مسببة للإدمان، ولكن أحياناً يمكن الاعتماد البدني عليها (وهذا يختلف عن الإدمان). إن إيقاف العلاج بغتة أو تفويت جرعات عديدة يمكن أن يسبب أعراضاً شبيهة بالانسحاب، وقد يسبب التوقف المفاجئ تدهوراً مفاجئاً في الاكتئاب. يجب العمل مع الطبيب لتقليل الجرعة بصورة تدريجية وبأمان.

تصنيفات

قصص قد تهمك