يواجه جسم الإنسان بعد تعرضه للارتجاج أعراض إصابة رضحية خفيفة في الدماغ، تستمر عادةً لمدة تزيد على 3 أشهر. وتسمى هذه الأعراض أيضاً متلازمة ما بعد الارتجاج.
تشمل الأعراض الصداع، والدوخة، وصعوبة التركيز، واضطرابات في الذاكرة. وتستمر من بضعة أسابيع إلى أشهر.
تُعرف إصابة الدماغ الرضحية الخفيفة باسم الارتجاج. قد يحدث الارتجاج بسبب السقوط، أو حادث سيارة، أو إصابة أثناء ممارسة الرياضات التلاحمية. وتتضمن الأسباب الأخرى الاهتزاز، والحركات العنيفة للرأس، أو الجسم.
ليس من الضروري أن يفقد الشخص وعيه ليصاب بالارتجاج. ولا يُسبب الارتجاج دائماً أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة. ولا يبدو أن خطر الإصابة بأعراض ما بعد الارتجاج المستمرة مرتبط بمدى خطورة الإصابة.
تظهر أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة لدى معظم الأشخاص خلال الأيام السبعة إلى العشرة الأولى بعد الإصابة، وعادةً ما تستمر لمدة تزيد على 3 أشهر. لكن تستمر أحياناً لمدة عام، أو أكثر. يهدف العلاج إلى التحكم في الأعراض وتحسين الوظائف وجودة الحياة.
أعراض ما بعد الارتجاج
يمكن أن تختلف أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة من شخص إلى آخر. وقد تشمل ما يأتي:
- الصداع.
- الدوخة.
- الإرهاق.
- التهيج.
- القلق.
- الاكتئاب.
- صعوبة النوم أو كثرة النوم.
- ضعف التركيز والذاكرة.
- طنين في الأذن.
- الرؤية المشوشة.
- الحساسية للضوضاء والضوء.
- غثيان أو قيء.
- ألم في الرقبة.
غالباً ما تكون حالات الصداع بعد الارتجاج مشابهة للصداع النصفي. قد يبدو الصداع أيضاً مثل الصداع الناتج عن التوتر، والذي قد يكون مرتبطاً بإصابة في الرقبة حدثت في الوقت نفسه أثناء إصابة الرأس.
أسباب متلازمة ما بعد الارتجاج
قد تنتج أعراض ما بعد الارتجاج المستمرة مباشرةً من تأثير الإصابة نفسها، أو قد تؤدي الأعراض إلى ظهور حالات مرَضية أخرى، مثل الصداع النصفي.
قد ترتبط الأعراض أيضاً بعوامل أخرى، وتشمل صعوبة في النوم، والدوخة، والتوتر، ومشكلات في الصحة العقلية.
الوقاية من الارتجاج
الطريقة الوحيدة المعروفة لمنع تفاقم الأعراض المستمرة لمتلازمة ما بعد الارتجاج هي تجنب إصابة الدماغ في المقام الأول.
لا يمكن دائماً تفادي إصابات الرأس، لكن تتضمن بعض النصائح لتفاديها ما يأتي:
- ارتداء حزام الأمان في كل مرة تركب فيها سيارة أو مركبة أخرى.
- الحرص على وضع الأطفال في مقاعد السلامة المناسبة لأعمارهم.
- الحرص على إجراء فحوص سنوية للعين؛ لأن المشكلات في الرؤية قد تزيد من خطر السقوط.
- جعل المنزل أكثر أمناً، عبر إزالة السجاد الصغير، وتحسين الإضاءة، وتركيب الدرابزين واستخدم بوابات السلامة للأطفال.
تشخيص متلازمة ما بعد الارتجاج
ليس هناك اختبار واحد يمكنه إثبات الإصابة بأعراض ما بعد الارتجاج المستمرة، قد يبدأ اختصاصي الرعاية الصحية بدراسة السيرة المرضية للمصاب كاملة، وقد يستخدم هذه الاختبارات للمساعدة على تحديد التشخيص:
- الفحص العصبي، عبر اختبار التفكير والذاكرة والحواس وردود الأفعال اللا إرادية.
- الاختبار العصبي، عبر فحص مهارات التركيز والذاكرة واللغة والتفكير والتخطيط.
- الاختبارات التصويرية للدماغ.
- الاختصاصيون الآخرون مثل العلاج الطبيعي أو العلاج المهني أو معالجة النطق أو اختصاصي علم النفس لعلاج القلق أو مشكلات الذاكرة.
علاج متلازمة ما بعد الارتجاج
لا يوجد علاج معيَّن لأعراض ما بعد الارتجاج المستمرة، حيث يُعالج اختصاصي الرعاية الصحية الأعراض التي يشعر بها المصاب. مع العلم أن حدة الأعراض ومعدل ظهورها يختلفان عادةً من شخص لآخر.
- الصداع:
قد تكون الأدوية التي تستخدم عادةً لعلاج الصداع النصفي، أو الصداع الناتج عن التوتر فعالة. وقد تتضمن أدوية علاج الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم ونوبات الصرع. عادةً ما توصف الأدوية بحسب كل حالة على حدة؛ لذلك يجب استشارة اختصاصي الرعاية الصحية حول الخيار الأفضل.
- مشكات بالذاكرة والتفكير:
قد يكون الوقت أفضل علاج لمشكلات الذاكرة والتفكير بعد إصابات الدماغ الرضحية الخفيفة. حيث تزول معظم هذه الأعراض من تلقاء نفسها في الأسابيع أو الأشهر التي تلي الإصابة.
قد تكون بعض أشكال العلاج الإدراكي مفيدة، بما في ذلك التأهيل الذي يركّز على الجوانب التي يجب تقويتها.
- الدوخة أو الدوار:
يمكن علاج أعراض الدوخة والدوار على يد اختصاصي علاج طبيعي مدرَّب.
- أعراض النوم:
صعوبة النوم وأعراض النوم الأخرى شائعة بعد الارتجاج. من المفيد التعرف على عادات النوم الجيدة، والمعروفة أيضاً بعادات النوم الصحية. تشمل هذه العادات الخلود إلى النوم والاستيقاظ وفقاً لجدول منتظم. في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى الأدوية لتحسين النوم.
- الإبصار:
من الشائع أيضاً الإصابة بتغيرات في الرؤية بعد الارتجاج. تتحسن التغيرات في الرؤية عادةً من تلقاء نفسها. قد يحتاج بعض الأشخاص المصابين بأعراض مستمرة بعد الارتجاج إلى العرض على اختصاصي يعالج الأعراض البصرية المرتبطة بإصابات الدماغ الرضحية، ويُعرف باسم مصحح البصر المعني بالأعصاب.
- الحساسية للضوء والصوت:
يسبب الضوء والصوت إزعاجاً لبعض الأشخاص المصابين بأعراض مستمرة بعد الارتجاج. تميل هذه الأعراض إلى التحسن مع الوقت. لكن العلاج بالتعرض مع اختصاصي معالجة طبيعي، أو وظيفي، قد يساعد في تخفيف هذه الأعراض.
- سهولة الاستثارة والاكتئاب والقلق:
غالباً ما تتحسن الأعراض بمجرد معرفة أسبابها وفهم أن الأعراض ستتحسن على الأرجح بمرور الوقت. يمكن أن يساعد التعرف على الأعراض المستمرة بعد الارتجاج على تخفيف المخاوف وتوفير راحة البال.
إذا كان المريض مصاباً بقلق أو اكتئاب جديد، أو متزايد، بعد الإصابة بارتجاج، فقد تتضمن خيارات العلاج المتاحة ما يلي:
- العلاج النفسي: قد يكون التحدث إلى اختصاصي علم النفس، أو طبيب نفسي، أو اختصاصي اجتماعي مختص بالتعامل مع المصابين بإصابة في الدماغ مفيداً.
- الأدوية: يمكن أن تعالج الأدوية الاكتئاب والقلق.
- الأنشطة البدنية: قد تساعد ممارسة التمارين المبكرة التدريجية، والتي تراعي عدم الإصابة مرة أخرى، على الشعور بتحسن.