تسود حالة من الانقسام بين أعضاء فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية بشأن ما إذا كان تفشي "جدري القرود"، يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، حسبما ذكر مصدران مطلعان لوكالة "رويترز".
ومع ذلك قد يحسم المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الأمر الأحد، بإعلان حالة الطوارئ التي تشكل أعلى درجات التأهب لدى المنظمة، بحسب الوكالة.
والخميس، خلال اجتماع طويل للجنة الخبراء التي يجب أن تُوجهه في قراره وتوصياته، أوضح جبريسوس أنه "لا يزال قلقاً" من انتشار المرض، حتى لو انخفضت نسبة الانتشار في بعض الأماكن.
وترجع إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مسؤولية احتمال إعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً، وهو أعلى مستوى من التنبيه لدى منظمة الصحة، ويتم ذلك بناء على توصيات لجنة الطوارئ.
وفي الماضي، كان جبريسوس يتبع دائماً توصيات اللجنة، لكن المصدرين المطلعين على عملية صناعة القرار، اللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، قالا إنه يفكر بجدية في إعلان حالة الطوارئ رغم عدم وجود أغلبية مؤيدة لأي الخيارين بسبب شعوره بالحاجة الملحة للتصدي للمرض.
إعلان مرتقب
تعقد منظمة الصحة العالمية السبت مؤتمراً افتراضياً للإعلان عن قرارها النهائي بشأن إعلان حالة الطوارئ.
ويُنتظر أن يعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ما إذا كان يجب على المنظمة إطلاق أعلى مستوى من التأهب لديها في مواجهة تفشي مرض جدري القرود، وفق ما أعلنت المنظمة في بيان.
ولم يذكر البيان شيئاً عن طبيعة الإعلان الذي سيقوم به جبريسوس، لكن ذلك يأتي في وقتٍ سُجلت أكثر من 15 ألفاً و300 إصابة بجدري القرود في 72 دولة، وفقاً لأرقام المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) حتى تاريخ 20 يوليو.
وكتب أستاذ قانون الصحة الأميركي ومدير مركز منظمة الصحة العالمية لقانون الصحة لورنس جوستن الجمعة عبر حسابه على تويتر: "جدري القرود خرج عن السيطرة، ولا يوجد سبب قانوني أو علمي أو صحي لعدم إعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً".
زيادة غير عادية
واكتُشفت الزيادة غير العادية في حالات الإصابة بمرض "جدري القرود" في أوائل مايو خارج بلدان وسط وغرب إفريقيا، حيث يتوطن الفيروس عادةً، وانتشر مذاك في كل أنحاء العالم، وشكلت أوروبا بؤرته.
يُعتبر جدري القرود الذي اكتُشف لدى البشر عام 1970، أقل خطورة وعدوى من الجدري الذي تم القضاء عليه عام 1980.
وذكرت دراسة نُشرت الخميس في مجلة "نيو إنجلند جورنال أوف ميديسين"، هي الكبرى عن هذا الموضوع، وتستند إلى بيانات من 16 دولة مختلفة، أن الأغلبية العظمى (95%) من الحالات الحديثة تم نقلها أثناء اتصال جنسي، وأن 98% من الحالات سُجلت لدى رجال مثليين وثنائيي الجنس.
وقال جبريسوس: "يُمثل أسلوب الانتقال هذا في الوقت ذاته فرصةً لتنفيذ تدخلات صحية عامة مُستهدِفَة، كما أنه يمثل تحدياً، لأنه في بعض البلدان، تواجه المجتمعات المتضررة (من جدري القرود) تمييزاً يهدد حياة" أفرادها.
اقرأ أيضاً: