أفادت دراسة نُشرت في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي، الأربعاء، بأن حياة الأطفال بالقرب من المساحات الخضراء أثناء نموهم يمكن أن يحسّن من صحة الرئة، في حين لم يجدوا أي صلة بين الإقامة بجانب الأنهار و البحار وصحة رئة الأطفال.
وأوضحت الدراسة أن تعرض الأطفال للنباتات القريبة من منازلهم في السنوات العشر الأولى من العمر يُمكن أن يحسّن من وظائف التنفس، لذا رأى الباحثون أن النتائج تدعم فكرة انتقال العائلات إلى مناطق أكثر اخضراراً، وتُبرز أيضاً الحاجة إلى إنشاء المزيد من المساحات الخضراء في المناطق الحضرية.
واستخدم الفريق بيانات وخرائط الأقمار الصناعية لتقييم حجم الغطاء النباتي في محيط منازل أكثر من 3 آلاف طفل، كما استخدموا أيضاً تقنية لمقارنة المواقع الجغرافية لتحديد المسافة بين عناوين منازل الأطفال وأقرب حديقة لهم عند ولادتهم، وفي عمر 4 سنوات، و10 سنوات.
جودة الرئتين
وبعد قياس وظائف الرئة للأطفال وفقاً لـ"قدرتهم الحيوية القسرية" (الحد الأقصى من الهواء الذي يمكن أن يزفره الشخص بعد أن يأخذ نفساً عميقاً)، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من أماكن خضراء في الفترة بين الولادة وعيد ميلادهم العاشر يميلون إلى ظهور تحسّن في وظائف الرئة لديهم.
ويمكن أن توفر القدرة الحيوية القسرية مؤشراً على مدى جودة عمل الرئتين كما تساعد في تشخيص حالات الرئة مثل الربو.
وذكر البحث أنه كلما كانت البيئة أكثر اخضراراً، كان ذلك أفضل. ونظر الباحثون إلى عوامل مثل النشاط البدني وتلوث الهواء، ولكن العلاقة بين وظائف الرئة والعيش بالقرب من المساحات الخضراء ظلت قائمة، حتى بعد وضع تلك العوامل في الاعتبار.
ولا يعرف الباحثون السبب، إلّا أنهم يعتقدون أن العيش بالقرب من المناطق الخضراء يُمكن أن يقلل الإجهاد الذي يحسن بدوره الصحة البدنية، أو له تأثير إيجابي في "ميكروبيوم" الأطفال الذي يُمثل مجتمع البكتيريا النافعة المختلفة التي تعيش في أجسامنا.
وتؤكد هذه الدراسة أن تربية الأطفال بالقرب من المتنزهات والحدائق والمساحات الخضراء، يمكن أن يساعد في تحسين صحة الرئة، على الرغم من أن المؤلفين قالوا إن آليات ذلك غير معروفة وقد تكون معقدة.