دراسة: كورونا لا يقتل الأجنة لكنه قد يؤدي للولادة المبكرة

امرأة حامل تحمل صورة سونار لجنينها - Getty Images
امرأة حامل تحمل صورة سونار لجنينها - Getty Images
القاهرة- محمد منصور

أظهرت دراسة جديدة نُشرت، الثلاثاء، أن الإصابة بفيروس كورونا أثناء الحمل لا تسبب موت الأجنة أو الأطفال حديثي الولادة، ولا تؤدي إلى الإجهاض غير المتعمد، لكن الدراسة أفادت بأن أكثر من 4 آلاف امرأة حامل مصابة بالعدوى المشتبه بها أو المؤكدة، كنّ أكثر عرضة للولادة المبكرة.

لا وفاة لكن ولادة مبكرة

واستخدم البحث، الذي قاده علماء من جامعة "إمبريال كوليدج لندن" البريطانية، ونُشر في مجلة Ultrasound in Obstetrics and Gynecology، بيانات من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية.

وحلل فريق الدراسة بيانات من 4004 نساء حوامل اشتبهن أو أكدن الإصابة بفيروس كورونا، وجميعهن أنجبن بين يناير وأغسطس 2020.

ووجد البحث أنه لا يوجد أطفال ماتوا بسبب إصابة أمهاتهم خلال الدراسة، كما لم تكن هناك زيادة في مخاطر ولادة جنين ميت أو انخفاض الوزن عند الولادة.

ومع ذلك، أشارت كل من بيانات المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إلى وجود مخاطر أعلى للولادة المبكرة، والتي تُعرف بالولادة قبل 37 أسبوعاً.

وفي بيانات المملكة المتحدة، كان لدى 12% من النساء المصابات بكورونا ولادة مبكرة، وهي نسبة أعلى من المعدل الوطني البالغ 7.5%. 

أما في بيانات الولايات المتحدة، فتبين أن 15.7% من النساء أنجبن قبل الأوان، بنسبة أعلى بـ5.7% من المتوسط ​​الوطني البالغ 10%.

ويقول فريق الدراسة، إن جزءاً من هذا الارتباط قد يعود إلى قرار الأطباء بتوليد النساء مبكراً بسبب مخاوف بشأن تأثير عدوى كورونا في الأم والطفل. 

نتائج "مطمئنة"

وقال الأستاذ بقسم التمثيل الغذائي والتكاثر في "إمبريال كوليدج لندن"، كريستوف ليس، وهو كبير باحثي الدراسة، إن اكتشاف أن عدوى كورونا لا تزيد خطر ولادة جنين ميت أو موت الأطفال حديثي الولادة، أمر مطمئن. 

لكنه رأى أن وجود العدوى "يرتبط بالولادة المبكرة"، مشيراً إلى أن علاقة العدوى بالولادة المبكرة "أمر غير معروف السبب".

وتدعم هذه الدراسة، إعطاء أولوية التطعيم للنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل، مع اتخاذ تدابير تحمي النساء أثناء الحمل من العدوى، من أجل الحد من الولادة المبكرة.

ولم تكن غالبية النساء في الدراسة يعانين من أمراض كامنة، كالسكري، أو الحالات التنفسية، كالربو.

الحمل لا يزيد نسبة وفاة الأم بكورونا

وفي دراسة المملكة المتحدة، توفيت 8 نساء، بينما توفيت 4 نساء في الدراسة الأميركية.

ويقول فريق الدراسة، إنه على الرغم من أن معدلات الوفيات هذه أعلى من المتوقع للنساء اللواتي يلدن، إلا أنها مماثلة لمعدلات الوفيات المتوقعة بين البالغين المصابين بعدوى كورونا المؤكدة، ويشير هذا الأمر إلى أن النساء في فترة الحمل لَسنَ أكثر عرضة للوفاة من النساء غير الحوامل.

ومن بين النساء المشمولات في دراسة المملكة المتحدة، كانت 66.5% من الأوروبيات أو من أميركا الشمالية، و1.9% من الشرق الأوسط، و1.1% من شمال إفريقيا، و4.2% من إفريقيا جنوب الصحراء أو الكاريبي، و 7.5% من شبه القارة الهندية و 9.2% من جنوب شرقي آسيا. 

وفي دراسة الولايات المتحدة، كانت 37% من النساء من العرق الأبيض، و25% من العرق الأسود أو الأفارقة، و4.1% من الآسيويين، و0.4% من الهنود الأميركيين أو الأميركيين من ألاسكا الأصليين.

تطوير البحث

وقالت الرئيسة التنفيذية لمجلس البحوث الطبية، فيونا وات، وهي المؤسسة التي ساعدت في تمويل الدراسة، إن فهم كيفية تأثير العدوى في مجموعة مختلفة من النساء الحوامل "أمر مهم"، مشيرة إلى أن نتائج الدراسة "مطمئنة"، إلا أنها تؤكد في الوقت ذاته على الحاجة لمزيد من الأبحاث لفهم سبب الولادة المبكرة.