"تقوّض الطب الحديث".. مؤشرات على تزايد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية

مجموعة من المضادات الحيوية في مركز فرز مساعدات أوكرانية في بروكسل. 9 مارس 2022 - Bloomberg
مجموعة من المضادات الحيوية في مركز فرز مساعدات أوكرانية في بروكسل. 9 مارس 2022 - Bloomberg
القاهرة - محمد منصور

كشفت منظمة الصحة العالمية عن مؤشرات على مستويات عالية من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، فضلاً عن زيادة مقاومة العلاج في العديد من البكتيريا المسببة للعدوى الشائعة، وذلك بناءً على بيانات أبلغت عنها 87 دولة في عام 2020.

وحذّرت المنظمة منذ سنوات من تفاقم ارتفاع مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا الصدد، قال مدير المنظمة العام، تيدروس أدهانوم جبريسوس، في بيان تلقت "الشرق" نسخة منه، إن "مقاومة مضادات الميكروبات تقوّض الطب الحديث وتعرّض حياة الملايين للخطر".

وأضاف: "لفهم مدى التهديد العالمي حقاً وتنفيذ استجابة فعالة للصحة العامة لمقاومة مضادات الميكروبات، يجب علينا توسيع نطاق اختبار علم الأحياء الدقيقة وتوفير بيانات مضمونة الجودة في جميع البلدان وليس فقط البلدان الأكثر ثراءً".

مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تعني أن تلك العلاجات تفشل في مقاومة العدوى البكتيرية، مثل الالتهاب الرئوي وتسمم الدم والسيلان، ما يعني في كثير من الأحيان موت المصاب بالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

مقاومة متزايدة

لأول مرة يقدم "تقرير النظام العالمي لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات واستخداماتها" تحليلات لمعدلات مقاومة مضادات الميكروبات في سياق تغطية الاختبارات الوطنية، واتجاهات مقاومة مضادات الميكروبات منذ عام 2017، وبيانات عن استهلاك مضادات الميكروبات لدى البشر في 27 دولة. 

وأظهر تقرير منظمة الصحة العالمية مستويات عالية بأكثر من 50% من المقاومة والتي تم الإبلاغ عنها في البكتيريا التي تسبب عدوى مجرى الدم، وتحدث في كثير من الأحيان داخل المستشفيات. 

تتطلب هذه العدوى المهددة للحياة علاجاً بالمضادات الحيوية القوية التي تُحدث آثاراً جانبية صعبة ويتم اللجوء إليها كملاذ أخير، مثل "الكاربابينيمات".

ومع ذلك، تم الإبلاغ عن 8% من حالات عدوى مجرى الدم التي تسببها بكتيريا "الكلبسيلة الرئوية" على أنها مقاومة للكاربابينيمات، ما يزيد من خطر الوفاة بسبب العدوى التي لا يمكن السيطرة عليها.

وأصبحت الالتهابات البكتيرية الشائعة مقاومة بشكل متزايد للعلاجات، إذ أظهر أكثر من 60% من مرضى السيلان الشائع الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي مقاومة لـ"سيبروفلوكساسين"، وهو واحد من أكثر مضادات الجراثيم الفموية استخداماً.

كما أن أكثر من 20% من عزلات الإشريكية القولونية، المُمْرِض الأكثر شيوعاً في التهابات المسالك البولية، كانت مقاومة لكل من أدوية الخط الأول مثل "الأمبيسلين" و"كوتريموكسازول" وعلاجات الخط الثاني مثل "الفلوروكينولونات".

ورغم أن معظم اتجاهات المقاومة ظلت مستقرة خلال السنوات الأربع الماضية، إلا أن عدوى مجرى الدم بسبب مقاومة الإشريكية القولونية والسالمونيلا المقاومة زادت، كما زادت عدوى السيلان المقاومة بنسبة 15% على الأقل مقارنة بمعدلات عام 2017. 

وتُظهر التحليلات الجديدة أن البلدان ذات التغطية الاختبارية المنخفضة، ومعظمها منخفضة ومتوسطة الدخل، من المرجح أن تبلّغ عن معدلات مقاومة مضادات الميكروبات أعلى بكثير بالنسبة لمعظم مجموعات المضادات الحيوية.

ولا يزال من الصعب تفسير معدلات مقاومة مضادات الميكروبات لعدم كفاية تغطية الاختبارات وضعف القدرات المختبرية، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات