هل فكرت يوماً في الأثر الذي تتركه الرياضة على جسمك وعقلك؟ إن ممارسة الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي مفتاح لحياة صحية وسعيدة، وتمتد أهميتها لتشمل لياقة الجسم وصحة العقل على حد سواء! دعونا نستكشف سوياً فوائد ممارسة الرياضة للجسم والعقل.
أولاً: فوائد ممارسة الرياضة للصحة الجسدية
سنتعرف فيما يلي على أهم فوائد ممارسة الرياضة للجسم:
1- المساعدة على تقليل الوزن:
أظهرت بعض الدراسات أن الخمول يُعد عاملاً رئيسياً في زيادة الوزن والسمنة. ولنتمكن من فهم دور التمارين الرياضية في إنقاص الوزن، لا بدّ أن نفهم العلاقة بين التمارين الرياضية وبذل الطاقة، إذ ينفق جسم الإنسان الطاقة بثلاث طرق، وهي:
● هضم الطعام
● ممارسة التمارين
● الحفاظ على وظائف الجسم مثل ضربات القلب والتنفس
عند اتباع نظام غذائي معيّن، يمكن أن يؤدي خفض السعرات الحرارية إلى تباطؤ معدل الأيض لديك، ما قد يؤدي إلى تأخير فقدان الوزن على نحو مؤقت. ولكن على عكس ذلك، أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تزيد معدل التمثيل الغذائي لديك، والذي يساهم في حرق المزيد من السعرات الحرارية لمساعدتك على إنقاص الوزن.
بالإضافة إلى ما سبق، أظهرت الدراسات أن الجمع بين التمارين الرياضية وتدريبات المقاومة يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدّل حرق الدهون والحفاظ على كتلة العضلات، وهو أمر ضروري للحفاظ على الوزن والحفاظ على الكتلة العضلية.
2- تقوية العضلات والعظام:
من فوائد ممارسة الرياضة للجسم أيضاً أنها تلعب دوراً حيوياً في بناء العضلات والعظام القوية والحفاظ عليها. أظهرت إحدى الدراسات أن بعض الأنشطة مثل رفع الأثقال تحث على بناء العضلات عندما تُرافق بتناول كمية كافية من البروتين. هذا وتعزز ممارسة الرياضة إفراز الهرمونات التي تزيد قدرة العضلات على امتصاص الأحماض الأمينية، مما يساهم في نموها، ويقلل من انهيارها.
مع التقدم في العمر، يصبح الأشخاص أكثر عرضة لخطر فقدان الكتلة العضلية ووظيفتها، مما يزيد خطر التعرض للإصابات. لذا، تُعتبر ممارسة الرياضة بانتظام أمراً ضرورياً لتقليل فقدان العضلات والحفاظ على قوتها مع تقدّم السن.
تساهم التمارين الرياضية أيضاً في تعزيز كثافة العظام بالنسبة لصغار السن، بينما تساعد على الوقاية من هشاشة العظام بالنسبة للأشخاص الأكبر سناً. وفقاً للأبحاث، تُظهر بعض الدراسات أن ممارسة التمارين مثل الجمباز والجري، وكذلك الرياضات مثل كرة القدم وكرة السلة، يمكن أن تكون أكثر فعالية في تعزيز كثافة العظام بالمقارنة مع الرياضات الأُخرى مثل السباحة وركوب الدراجات.
3- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة:
تُعد قلة النشاط البدني المنتظم سبباً رئيسياً للإصابة بالأمراض المزمنة، وقد ثبت أن ممارسة الرياضية بانتظام تعمل على تحسين حساسية الأنسولين وصحة القلب وتكوين الجسم، كما يمكنها أيضاً خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، وفيما يلي قائمة بالأمراض المزمنة التي تلعب الرياضة دوراً مهماً في تقليل خطر الإصابة بها:
● السكري نوع 2: من فوائد ممارسة الرياضة يومياً تأخير أو منع مرض السكري من النوع 2، بالإضافة إلى فوائد الرياضة الصحية الكثيرة للأشخاص الذين يعانون مرض السكري من النوع الأول.
● أمراض القلب: تقلل التمارين الرياضية من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية، وهي أيضاً وسيلة علاج للأشخاص الذين يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية.
● أنواع عديدة من السرطان: تساعد التمارين الرياضية في تقليل خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والمستقيم وبطانة الرحم والمرارة والكلى والرئة والكبد والمبيض والبنكرياس والبروستاتا والغدة الدرقية والمعدة والمريء.
● ارتفاع الدهون: يساهم النشاط البدني المنتظم المعتدل في زيادة نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) مع الحفاظ على أو تعويض الزيادات في نسبة الكوليسترول الضار (LDL). كما تظهر الأبحاث أن ممارسة التمارين الهوائية ضرورية لخفض مستويات LDL.
● ارتفاع ضغط الدم: النشاط البدني المنتظم يساعد على خفض ضغط الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وبذلك نستنتج أن عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام - حتى على المدى القصير - يمكن أن يؤدي إلى زيادة دهون منطقة البطن بشكل كبير، مما قد يزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب. لهذا السبب يوصى بممارسة الرياضة بشكل منتظم لتقليل دهون البطن وتقليل خطر الإصابة بإحدى هذه الأمراض المزمنة.
4- الحفاظ على صحة البشرة:
ندرك جميعنا فوائد ممارسة الرياضة للجسم والدور الحيوي الذي تلعبه في تحسين الصحة العامة، ولكن هل كنت تعلم أن لها تأثيراً إيجابياً أيضاً على بشرتك؟ فقد أثبتت العديد من الدراسات الفوائد العلمية لممارسة الرياضة على صحة البشرة، مثل:
● تحسين تدفق الدم: تعمل التمارين الرياضية على تحسين ضخ الدم في القلب، بالتالي تنشيط الدورة الدموية لتحريك المزيد من الدم والأكسجين في جميع أنحاء الجسم، مما يساهم في تغذية خلايا البشرة، وتزويدها بالعناصر الغذائية الحيوية.
● إزالة السموم من الجلد: زيادة تدفق الدم الذي يجذب العناصر الغذائية المفيدة لخلايا الجلد يعمل أيضاً على إزالة السموم الضارة.
● الحفاظ على شباب البشرة: أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية تقلل من ظهور علامات التقدم في السن على البشرة، وذلك من خلال إصلاح الحمض النووي، وتعزيز البروتينات الواقية، وتحسين مستويات الجلوكوز، والحفاظ على التواصل بين الخلايا.
ثانياً: فوائد ممارسة الرياضة للصحة النفسية والذهنية
لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة على الجسد فقط، بل تمتد إلى تحسين الصحة العقلية والذهنية، والتي تتضمن الآتي:
1- المساعدة على حالات الاكتئاب والقلق
تزيد التمارين الرياضية من مستويات الإندورفين، مما يحسن المزاج، ويقلل من الاكتئاب والقلق. ويمكن أن تكون الرياضة بديلاً فعالاً لأدوية الاكتئاب.
2- تقليل التوتر
يقلل النشاط البدني من التوتر عن طريق تحفيز الهرمونات العصبية، مما يحسن المزاج، ويعزز من القدرة على التعامل مع التحديات.
3- زيادة احترام الذات والثقة بالنفس
تحسين اللياقة البدنية والقوة يعززان من الثقة بالنفس والاحترام الذاتي، مما يؤثر إيجابياً على الصورة الذاتية.
4- المساعدة على النوم بشكل أفضل
تساعد التمارين الرياضية في تنظيم الساعة البيولوجية، وتحسّن من جودة النوم، وتخلق حالة هدوء للعقل.
5- تعزيز وظائف الدماغ
تعزز التمارين الرياضية من القدرات العقلية، ويشمل ذلك تحسين الذاكرة والمهارات الإبداعية، بالإضافة إلى زيادة القدرة على التركيز.
في آخر الأمر، نكتشف أن ممارسة الرياضة تمثل استثماراً لحياة صحية، فهي تساهم في تحقيق التوازن بين الجسد والعقل، مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام. ولذلك، يجب أن يكون النشاط البدني جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد، بغض النظر عن العمر أو مستوى اللياقة البدنية. ابدأ اليوم بتخصيص وقت للنشاط البدني ضمن روتين حياتك اليومي!
