ارتفع عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا المستجد، الجمعة، لتتجاوز 150 مليون شخص حول العالم، بينما يبلغ عدد الإصابات اليومية الجديدة مستويات غير مسبوقة منذ بداية تفشي الوباء في ديسمبر 2019، بحسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
وسجلت الجامعة رسمياً، 150 مليوناً و337 ألفاً و583 إصابة حول في العالم منذ اكتشاف الفيروس في الصين في ديسمبر 2019، بما في ذلك 6 ملايين إصابة، تم تسجيلها خلال أسبوع واحد، في عدد عززه تفاقم انتشار الفيروس في الهند، حيث أصيب 2.5 مليون شخص بالفيروس في الأيام السبعة الماضية.
وتأتي الهند في ترتيب ثاني دول العالم تضرراً من وباء فيروس كورونا، بعد الولايات المتحدة، التي تشهد تقدماً كبيراً في حملات التطعيم ضد الفيروس، فيما لا تزال البرازيل في ثالث ترتيب تلك الدول المتضررة.
أما على صعيد معدل الإصابات، مقارنة بعدد السكان، فأكثر الدول تضرراً هي مونتينيغرو، وجمهورية التشيك وسلوفينيا.
مأساة الهند
وتشهد الهند كارثة صحية ضخمة، مع تزايد أعداد الإصابات، وضعف الإمكانات الطبية اللازمة لمواجهة المرض في البلاد، فيما سجلت السلطات الصحية، الجمعة، زيادة يومية قياسية في إصابات كورونا بلغت أكثر من 386 ألف حالة، في الوقت الذي قفز فيه عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس إلى 3498 خلال الـ24 ساعة الماضية.
وذكرت إحصاءات وزارة الهندية، أن الهند أضافت 7.7 مليون إصابة إلى إجمالي عدد الحالات منذ نهاية فبراير الماضي، عندما اكتسبت الموجة الثانية زخماً. في المقابل، استغرقت الهند ما يقرب من ستة أشهر لإضافة 7.7 مليون إصابة سابقة.
ووصلت الشحنات الأولى من المساعدات الطبية الأميركية، إلى الهند، الجمعة، حيث حطت طائرة الشحن العسكرية "سوبر غالاكسي"، في مطار نيودلهي الدولي، حاملة أكثر من 400 أسطوانة أكسجين، إلى جانب معدات المستشفيات الأخرى، ونحو مليون من معدات الفحص السريع لفيروس كورونا، بينما تواجه العاصمة الهندية أزمة صحية غير مسبوقة.
وجاء تسليم المعدات الطبية الأميركية على متن الطائرة التي أقلعت من قاعدة تريفيس العسكرية في كاليفورنيا، بعد محادثات خلال الأسبوع الجاري بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الخميس، إن "الولايات المتحدة تسلم شحنات تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار من أجل تقديم مساعدات عاجلة في الأيام المقبلة لشركائنا في الهند".
وأكد مسؤولون أميركيون، أن الرحلات الخاصة التي ستنقل معدات تبرع بها أفراد وشركات، ستستمر الأسبوع المقبل.
إزالة الكمامات في الولايات المتحدة
أما في الولايات المتحدة، صاحبة أكبر حصيلة إصابات في العالم، فسجلت وفيات إجمالية، بحسب "جونز هوبكنز" تجاوزت أكثر من 574 ألف حالة، منذ بدء تفشي الوباء، بينما تجاوزت الإصابات 32 مليون حالة.
يأتي ذلك بعد أن أعلن مسؤولو الصحة الفيدراليون الأميركيون، الثلاثاء الماضي، السماح للأشخاص ممن تلقوا الجرعتين المضادتين لفيروس كورونا بعدم ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، ضمن إجراءات جديدة لتخفيف بعض القيود على الاختلاط الاجتماعي.
وأصدر المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها توجيهات جديدة، تمنح الأميركيين الذين حصلوا على جرعتي اللقاح مزيداً من حرية التواصل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة اليومية الروتينية.
وقرر المركز السماح بعدم ارتداء الكمامة في الأماكن العامة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل، خاصة عند المشي أو المشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات أو الركض بمفردهم أو التجمعات الصغيرة في الهواء الطلق.
وفي البرازيل، تجاوزت الحصيلة الإجمالية لضحايا فيروس كورونا، الخميس، 400 ألف وفاة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، في ثاني أعلى حصيلة وفيات إجمالية في العالم بعد الولايات المتّحدة.
وقالت الوزارة إنّ البلاد سجّلت في الساعات الـ24 الماضية، وفاة 3 آلاف مريض بالفيروس ونحو 70 ألف إصابة جديدة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للضحايا إلى 401 ألفاً و176 وفاة.
والبرازيل البالغ عدد سكّانها 212 مليون نسمة، تعاني واحداً من أعلى معدّلات الوفيات الناجمة عن كورونا، إذ يبلغ هذا المعدّل 189 وفاة لكلّ 100 ألف نسمة، وهو أعلى معدّل على الإطلاق في الأميركيتين والمعدّل الرابع عشر عالمياً.
قمة اللقاحات
وقالت بريطانيا، الجمعة، إنها ستستضيف قمة في 2022 لجمع الأموال لأبحاث اللقاحات وتطويرها لدعم تحالف دولي يسعى لتسريع إنتاج لقاحات للأمراض في المستقبل، وفقاً لوكالة رويترز.
وتستغل بريطانيا رئاستها لمجموعة الدول السبع، لتسليط الضوء على ضرورة الاستعداد للأوبئة في المستقبل، في ضوء العواقب المدمرة لأزمة فيروس كورونا.
وقالت بريطانيا، إن القمة مع تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة والتي ستعقد العام المقبل، ستدعم هدف التحالف المتمثل في تقليص وقت تطوير لقاحات جديدة إلى 100 يوم في الأوبئة المستقبلية.
وأوضح وزير الصحة مات هانكوك: "نتطلع للعمل مع تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة لتسريع تطوير اللقاح وتوفير حل عالمي لضمان استعدادنا بشكل أفضل للأوبئة المستقبلية".
وتهدف القمة إلى زيادة الاستثمار من المجتمع الدولي على الرغم من عدم وجود أي أنباء فورية عن الحكومات أو المنظمات التي سيتم دعوتها للحضور.
وأنشئ تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة في 2017 من خلال شراكة بين جماعات عامة وخاصة وخيرية والمجتمع المدني، وقد لعب دوراً بارزاً في تمويل التطوير المبكر لمجموعة من اللقاحات المرشحة ضد (كوفيد-19).
وقالت بريطانيا، إن الصحة العالمية ستكون على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في مايو المقبل، وإنها ستحث الشركاء الدوليين على العمل لتعزيز الأمن الصحي العالمي.
تخفيف القيود
من جانبها، أعلنت فرنسا، تخفيف القيود المفروضة جراء تفشي الوباء، ومعاودة نشاط المتاجر والمطاعم والعديد من القطاعات، اعتباراً من 19 مايو المقبل.
وقال الرئيس إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية، الخميس، إن "المتاجر وشرفات الحانات والمطاعم والمواقع الثقافية مثل دور السينما والمتاحف ستفتح مجدداً في 19 مايو المقبل"، مشيراً إلى أنه "سيتم تأخير ساعة حظر التجول إلى التاسعة مساء".
وسيصبح بإمكان المقاهي والمطاعم استقبال الزبائن في الداخل اعتباراً من 9 يونيو مع تأخير ساعة حظر التجول إلى 11 مساء، قبل رفعه تماماً وإلغاء القيود على عدد الزبائن المسموح به في 30 يونيو، إذا سمح الوضع الصحي بذلك.
وسجلت فرنسا منذ بدء انتشار الوباء قرابة 5.52 مليون إصابة وأكثر من 103 آلاف وفاة، وفق الأرقام التي نشرتها "جونز هوبكنز"، الخميس.
جاء ذلك في أعقاب إعلان الاتحاد الأوروبي، انتهاء مفاوضاته مع شركتي "فايزر" الأميركية و"بيونتيك" الألمانية، لتقديم إمدادات هائلة من اللقاحات المضادة للفيروس، ما يُمهد الطريق أمام إعادة الانفتاح والسفر والانتعاش الاقتصادي.
وأبلغت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد، الأربعاء، الدول الأعضاء بشأن الصفقة التي من المتوقع أن تغطي 1.8 مليار جرعة إضافية من لقاحات كورونا حتى عام 2023، وفقاً لمذكرة دبلوماسية اطلعت وكالة "بلومبرغ" عليها.
كما أبلغت المفوضيةُ السفراءَ بأنها "تأمل في إنهاء المفاوضات مع شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية نوفافاكس الأسبوع المقبل، مع بقاء جدول التسليم فقط في صيغته النهائية"، مؤكدة أن العقود الجديدة ستكون "أقوى عن الاتفاقات السابقة"، وستتضمن بنوداً تسمح بالتبرع بالجرعات وإعادة بيعها، بحسب المذكرة.
اقرأ أيضاً: