تشوهات الصمام التاجي الخلقية مشكلات في الصمام الواقع بين غرفتي القلب اليسرتين، ويسمى بالصمام التاجي. ويشير مصطلح التشوه الخلقي إلى وجود الإصابة منذ الولادة.
تشمل تشوهات الصمام التاجي ما يلي:
- زيادة سمك سدائل الصمام أو تصلبها، وتسمى أيضاً بالوريقات.
- تشوه الوريقات أو التحامها، وقد يبلغك الطبيب بالتحامها.
- مشكلات في الأوتار الداعمة للصمام، وقد تشمل هذه المشكلات غياب الأوتار، أو قِصرها، أو زيادة سمكها، أو التحامها بعضلة القلب بالقرب من الصمام التاجي.
- مشكلات في أنسجة القلب أو عضلته بالقرب من الصمام التاجي.
- وجود أكثر من فتحة في حيز الصمام التاجي. ويُطلق على هذه الحالة الصمام مزدوج الفتحات.
من أنواع اعتلال صمامات القلب الناتجة عن تشوهات الصمام التاجي ما يلي:
- تضيّق الصمام التاجي: تتيبس سدائل الصمام، وقد تضيق فتحة الصمام. وتقلل هذه الحالة تدفق الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر.
- تسريب الصمام التاجي: يُسمى أيضاً بارتجاع الصمام التاجي. لا تنغلق سدائل الصمام بإحكام. وفي بعض الأحيان، تُدفع إلى الخلف في الحجرة العلوية اليسرى للقلب تزامناً مع انقباض القلب. ونتيجة لذلك، يسرب الصمام التاجي الدم.
يمكن أن يُصاب المريض بكل من تضيق الصمام التاجي وارتجاعه في آنٍ واحد، وعادةً ما تكون لدى الأشخاص المصابين بتشوهات الصمام التاجي أيضاً مشكلات أخرى في القلب عند الولادة.
تشخيص الشذوذ الخلقية للصمام التاجي
يُجري الطبيب فحصاً بدنياً، ويطرح أسئلة عن الأعراض والتاريخ المرَضي والعائلي. ويستمع إلى صوت القلب باستخدام السماعة الطبية. قد يسمع الطبيب صوت نفخة قلبية. وهذه النفخة القلبية أحد أعراض اعتلال الصمام التاجي.
الاختبار الرئيسي المستخدم في تشخيص تشوهات الصمام التاجي الخلقية هو مخطط صدى القلب. وتكون الموجات الصوتية في مخطط صدى القلب صوراً بالفيديو للقلب أثناء نبضه. وبإمكان مخطط صدى القلب إظهار بنية القلب وصماماته وتدفق الدم من خلاله.
هناك نوعان من مخططات صدى القلب. في النوع القياسي منهما، يضغط الطبيب بجهاز يسمى محول الطاقة بقوة على الجلد، وتخترق الموجات الصوتية التي يصدرها الجهاز الصدر وصولاً إلى القلب، ثم يسجل الجهاز أصداء الموجات الصوتية المنعكسة من القلب. ومن ثم يحولها جهاز الكمبيوتر إلى صور متحركة. ويُطلق على هذا الاختبار اسم التصوير عبر الصدر بالموجات فوق الصوتية.
في بعض الأحيان لا يعطي مخطط صدى القلب معلومات كافية. وعندئذٍ قد يوصي الطبيب بإجراء فحص آخر يطلق عليه مخطط صدى القلب عبر المريء. وفي هذا الاختبار، يمرّ مسبار مرن يحتوي على محول طاقة عبر الحلق ومنه إلى المريء.
يمكن إجراء اختبارات أخرى مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية أو تخطيط كهربية القلب.
علاج الشذوذ الخلقية للصمام التاجي
يعتمد العلاج على الأعراض ومدى حدة الحالة. إذا كانت لديك تشوهات خلقية في الصمام التاجي، فيجب عليك إجراء الفحوصات الصحية بانتظام.
وفي النهاية، قد يحتاج بعض الأشخاص إلى إجراء جراحة لترميم الصمام التاجي أو استبداله.
ترميم الصمام التاجي
يُجرَى ترميم الصمام التاجي متى أمكن ذلك؛ إذ يحافظ هذا الإجراء على سلامة صمام القلب. وقد يجري الجراحون واحداً أو أكثر من الإجراءات التالية:
- رتق الثقوب في الصمام.
- إعادة توصيل سدائل الصمام.
- فصل سدائل الصمام المُلتحمة.
- فصل العضلة القريبة من الصمام أو استئصالها أو إعادة تشكيلها.
- فصل الأحبال الداعمة للصمام أو تقصيرها أو إطالتها أو استبدالها.
- استئصال أنسجة الصمام الزائدة بحيث يمكن للسدائل الانغلاق بإحكام.
- تضييق الحلقة المحيطة بالصمام أو تدعيمها باستخدام حلقة اصطناعية.
استبدال الصمام التاجي
إذا تعذر ترميم الصمام التاجي، فقد تكون هناك حاجة إلى استبداله. وعند استبدال الصمام التاجي، يزيل الجرَّاح الصمام التالف. ويُستبدَل بصمام ميكانيكي أو صمام مصنوع من أنسجة قلب حيوانية تؤخذ من البقر، أو الخنازير، أو أنسجة قلب بشرية. يسمى الصمام النسيجي أيضاً بالصمام النسيجي البيولوجي.
تتحلل الصمامات النسيجية البيولوجية بمرور الوقت. وقد يلزم استبدالها في نهاية المطاف. أما إذا كان لديك صمام ميكانيكي، فستحتاج إلى تناول أدوية مميعة للدم مدى الحياة للوقاية من تكوُّن الجلطات. لذا، استشر الطبيب بشأن فوائد ومخاطر كل نوع من أنواع الصمامات. ويتعاون كل من طبيب القلب، والجراح، والأسرة لاختيار الصمام المناسب بعد تقييم المخاطر والفوائد.
يحتاج البعض أحياناً إلى تكرار جراحة ترميم الصمام، أو جراحة استبدال الصمام الذي توقف عن العمل.
الرعاية التفقدية
يحتاج الأشخاص المولودون بتشوهات خلقية في الصمام التاجي إلى إجراء فحوص صحية مدى الحياة. ويُستحسن أن يقدم لهم الرعاية طبيباً مدرباً على حالات القلب الخلقية. ويُطلق على هذا النوع من الأطباء أطباء القلب المتخصصين في علاج الأطفال والبالغين.
