أعراض الاضطراب ثنائي القطب.. تقلبات مزاجية خطرة

الاضطراب ثنائي القطب يسبب تقلبات مزاجية حادة تشمل الانفعالات العاطفية الشديدة - Getty Images
الاضطراب ثنائي القطب يسبب تقلبات مزاجية حادة تشمل الانفعالات العاطفية الشديدة - Getty Images
بالتعاون مع "مايو كلينك"-الشرق

الاضطراب ثنائي القطب، الذي كان يُعرف في السابق باسم الاكتئاب الهوسي، عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن الارتفاعات (الهوس أو الهوس الخفيف)، والانخفاضات (الاكتئاب) العاطفية.

عندما تصاب بالاكتئاب، ربما تشعر بالحزن أو اليأس وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بمعظم الأنشطة، وعند تحول حالتك المزاجية إلى الهوس أو الهوس الخفيف (الأقل حدة من الهوس)، ربما تشعر بالابتهاج، أو الامتلاء بالطاقة أو سرعة الغضب على نحو غير معتاد، ومن الممكن أن تؤثر التقلبات المزاجية المذكورة على النوم، والطاقة، والنشاط، والقدرة على اتخاذ القرارات، والسلوك والقدرة على التفكير بوضوح.

ربما تحدث مجموعة من التقلبات المزاجية بصورة نادرة أو عدة مرات في العام، في حين سيعاني معظم الأفراد بعض الأعراض الانفعالية بين المجموعات، إلا أن بعضهم قد لا يعاني أياً منها.

بالرغم من أن الاضطراب ثنائي القطب يمثل حالة مزمنة مدى الحياة، فإنه يمكنك السيطرة على التقلبات المزاجية وغيرها من الأعراض من خلال اتباع إحدى الخطط العلاجية، وفي معظم الحالات، يتم علاج الاضطراب ثنائي القطب بالأدوية، والاستشارات النفسية (العلاج النفسي).

أعراض الاضطراب ثنائي القطب

ثمة عدة أنواع من الاضطرابات ثنائية القطب وما يرتبط بها من اضطرابات، وقد تشمل الإصابة بالهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب، ويمكن أن تتسبب الأعراض في تغيرات غير متوقعة في الحالة المزاجية والسلوك، مما يؤدي إلى الشعور بالضيق الشديد، وصعوبة في الحياة.

اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول.. أن تكون أُصبت بنوبة هوس واحدة على الأقل قد تسبقها أو تليها نوبات الهوس الخفيف أو نوبات اكتئاب عظمى، وفي بعض الحالات، قد تؤدي الإصابة بالهوس إلى الانفصال عن الواقع (الذهان).

اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.. أن تكون قد أُصبت بنوبة اكتئاب عظمى واحدة على الأقل، ونوبة هوس خفيف واحدة على الأقل، ولكنك لم تصب مُطلقًا بنوبة هوس.

اضطراب دورية المزاج.. أن تكون قد عانيت نوبات عديدة من أعراض الهوس الخفيف على مدار عامين على الأقل، أو عام واحد عند الأطفال والمراهقين، أو نوبات من أعراض الاكتئاب (إلا أنه يكون أقل شدة من الاكتئاب الشديد).

أنواع أخرى.. تشمل هذه الأنواع، على سبيل المثال، الاضطرابات ثنائية القطب وما يرتبط بها من اضطرابات ناجمة عن تعاطي بعض المخدرات أو تناول الكحول أو جراء الإصابة بحالة طبية، مثل مرض كوشينج أو التصلب المتعدد أو السكتة الدماغية.

لا يعتبر اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني شكلاً أخف من اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، ولكن تشخيصه منفصل، في حين أنه يمكن لنوبات الهوس من الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أن تكون حادة وخطيرة، يمكن أن يصاب الأفراد الذين يعانون اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني بالاكتئاب لفترات أطول، مما يمكن أن يسفر عن الإصابة بإعاقة كبيرة.

على الرغم من أن الاضطراب ثنائي القطب يمكن أن يحدث في أي عمر، فهو عادة ما يتم تشخيصه في أثناء سنوات المراهقة أو أوائل العشرينيات، وقد تختلف الأعراض من شخص لآخر، وقد تختلف بمرور الوقت.

الهوس والهوس الخفيف

الهوس والهوس الخفيف هما نوعان مختلفان من النوبات، ولكن لهما نفس الأعراض، الهوس أشدّ من الهوس الخفيف ويسبب مشاكل أكثر وضوحاً في العمل والمدرسة والأنشطة الاجتماعية، فضلاً عن صعوبات في العلاقات مع الغير، والهوس قد يؤدي أيضاً إلى الانفصال عن الواقع (الذهان) ويتطلب دخول المستشفى للعلاج.

وتشمل نوبات الهوس والهوس الخفيف ثلاثة أو أكثر من هذه الأعراض، وهي:
  • متفائل، أو وثّاب أو مثير بشكل غير طبيعي.
  • زيادة النشاط، والطاقة أو الإثارة.
  • الشعور المبالغ فيه بالرفاه والثقة بالنفس (النشوة).
  • انخفاض الحاجة إلى النوم.
  • ثرثرة غير عادية.
  • تسارع الأفكار.
  • التشتت.
  • سوء اتخاذ القرار، على سبيل المثال، الإسراف في الشراء بشكل مستمر، التعرض للمخاطر الجنسية، أو القيام باستثمارات حمقاء.

نوبة الاكتئاب الحاد

تتضمن نوبة الاكتئاب الحاد أعراضاً بالغة الشدة بحيث تسبب صعوبة ملحوظة في أداء الأنشطة اليومية، مثل العمل أو المدرسة أو الأنشطة الاجتماعية أو العلاقات.

 تتضمن النوبة خمسة أعراض مما يلي أو أكثر:

  • حالة مزاج مكتئب، مثل الشعور بالحزن أو الفراغ أو اليأس أو الرغبة في البكاء (يمكن أن يظهر المزاج المكتئب لدى الأطفال والمراهقين على هيئة الحساسية للتهيج).
  • فقدان ملحوظ في الاهتمام أو الشعور بعدم السعادة بجميع أو ربما معظم الأنشطة.
  • فقدان كبير في الوزن عند عدم اتّباع نظامٍ غذائي جيد، أو الزيادة في الوزن، أو انخفاض الشّهية أو ارتفاعها (ربما تعدّ عدم زيادة الوزن لدى الأطفال بالصورة المتوقعة علامةً للاكتئاب).
  • إما كثرة الأرق وإما كثرة النوم.
  • إما الضجر وإما بطء السلوك.
  • الإعياء أو فقدان الطاقة.
  • الشعور بانعدام القيمة أو الذنب الشديد أو غير الملائم.
  • انخفاض القدرة على التفكير أو التركيز، أو التردّد.
  • التفكير في الانتحار أو التخطيط له.

قد تتضمن علامات الاضطرابين ثنائيي القطب الأول والثاني خصائص أخرى، مثل ضائقة القلق، أو السوداوية، أو الذهان أو غير ذلك. قد يتضمن توقيت الأعراض وسومًا تشخيصية مثل التدوير المختلط أو السريع.. كذلك، فقد تحدث الأعراض ثنائية القطب خلال الحمل أو تتغير بتغير المواسم.

أعراض الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال والمراهقين

يمكن أن يكون من الصعب التعرف على أعراض الاضطراب ثنائي القطب في الأطفال والمراهقين، ويكون من الصعب غالباً التحقق إن كانت تلك تقلبات طبيعية، أو نتائج للإجهاد، أو علامات على مشكلة بالصحة العقلية بخلاف الاضطراب ثنائي القطب.

قد يصاب الأطفال والمراهقون بنوبات اكتئاب كبرى أو نوبات هوس أو هوس خفيف واضحة، ولكن يمكن أن يتباين النمط عن تلك التي تصيب البالغين الذين يعانون الاضطراب ثنائي القطب. ويمكن للأمزجة أن تتبدل سريعاً خلال النوبات، وقد يمر بعض الأطفال بفترات دون أعراض مزاجية بين النوبات.

قد تتضمن العلامات الأكثر بروزاً للاضطراب ثنائي القطب في الأطفال والمراهقين التقلبات المزاجية الشديدة المختلفة عن تقلباتهم المزاجية المعتادة.

أسباب الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب

يعتبر السبب الدقيق للاضطراب ثنائي القطب مجهولاً، ولكن قد تتضمن بعض العوامل ما يلي:

  • الاختلافات البيولوجية.. يبدو أن للأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب تغيرات عضوية في الدماغ، لا تزال أهمية هذه التغيرات غير مؤكدة ولكنها قد تساعد في النهاية في تحديد الأسباب.
  • العوامل الوراثية.. يعتبر الاضطراب ثنائي القطب أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بهذا المرض مثل الأشقاء أو الوالدين، ويحاول الباحثون العثور على الجينات التي قد تسبب الاضطراب ثنائي القطب.

عوامل خطر الاضطراب ثنائي القطب

تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب الثنائي القطب أو العوامل التي قد تحفز حدوث النوبة الأولى:

  • إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى، مثل الوالدين أو الأشقاء، يعاني اضطراب ثنائي القطب.
  • فترات الضغط النفسي الشديد، مثل موت شخص عزيز عليك أو الأحداث الصادمة الأخرى.
  • الإفراط في تناول المخدرات، أو الكحول.

مضاعفات الاضطراب ثنائي القطب

إذا تُرك الاضطراب ثنائي القطب دون علاج، يمكنه أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة تؤثر على كل مجال من مجالات حياتك، مثل:

  • مشكلات متعلقة بإدمان المخدرات، والكحول.
  • الانتحار، أو محاولات الانتحار.
  • مشكلات قانونية، أو مالية.
  • العلاقات المدمرة.
  • ضعف الأداء في العمل، أو المدرسة.

علاج الاضطراب ثنائي القطب

من الأفضل أن يتولى الإشراف على العلاج طبيب متخصص في تشخيص وعلاج الحالات المتعلقة بالصحة النفسية (الطبيب النفسي) ويكون ماهراً في علاج الاضطرابات ثنائية القطب والاضطرابات ذات الصلة، وقد يكون لديك فريق علاج يضم أيضاً طبيباً نفسياً وأخصائياً اجتماعياً وممرضة نفسية.

يُعتبر الاضطراب ثنائي القطب من الحالات التي تبقى مدى الحياة. يُركز العلاج على إدارة الأعراض، وبناءً على احتياجاتك، قد يتضمن العلاج ما يلي:

الأدوية.. ستحتاج في كثير من الأحيان إلى بدء تناول الأدوية من أجل موازنة حالتك المزاجية على الفور.

العلاج المتواصل.. يتطلب الاضطراب ثنائي القطب علاجاً مدى الحياة باستخدام الأدوية، حتى خلال الفترات التي تشعر فيها بالتحسن. إذ يكون الأشخاص الذين يتخطون علاج المداومة معرضون بشكل كبير لخطر انتكاس الأعراض أو لحدوث تغيرات مزاجية بسيطة تتحول إلى هوس كامل أو اكتئاب.

برامج علاج يومية.. قد يُوصي الطبيب ببرنامج علاج يومي. توفر هذه البرامج الدعم والمشورة التي تحتاج إليها أثناء تحكمك في الأعراض.

علاج تعاطي المخدرات.. إذا كنت تعاني من مشكلات في تعاطي الكحول أو المخدرات، فستحتاج أيضاً إلى علاج تعاطي المخدرات، وعند عدم القيام بذلك، قد يكون من الصعب جداً إدارة الاضطراب ثنائي القطب.

دخول المستشفى.. قد يوصي طبيبك بدخول المستشفى إذا كانت تصرفاتك خطيرة، كأن تشعر برغبة في الانتحار أو تصبح منفصلاً عن الواقع (الذهاني)، وقد يساعدك الحصول على العلاج النفسي في المستشفى على إبقائك هادئاً وآمناً وتحقيق الاستقرار في مزاجك، سواء كنت تعاني من نوبة هوس أو اكتاب شديد.

تتضمن العلاجات الأساسية للاضطراب ثنائي القطب الأدوية والاستشارة النفسية (العلاج النفسي) للسيطرة على الأعراض، ويمكن أن تشمل أيضًا مجموعات التثقيف والدعم.

تصنيفات

قصص قد تهمك