دراسة ترصد تأثيرات إيجابية لنظام الغذاء النباتي على إبطاء الشيخوخة

صورة توضيحية لامرأة تسعى لخسارة بعض الوزن عبر اتباع نظام الغذاء النباتي. 19 يناير 2022 - AFP
صورة توضيحية لامرأة تسعى لخسارة بعض الوزن عبر اتباع نظام الغذاء النباتي. 19 يناير 2022 - AFP
القاهرة -محمد منصور

ذكرت عدة دراسات علمية، أن اتباع النظام الغذائي النباتي يحمل العديد من الفوائد، بما في ذلك تحسين صحة القلب، وإدارة الوزن، والحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

وأكد بحث جديد منشور في "دورية الجمعية البريطانية للطب" هذه النتائج، مشيراً إلى أن اتباع النظام الغذائي النباتي، يمكن أن يقلل العمر البيولوجي.

والعمر البيولوجي هو الحالة الفسيولوجية والوظيفية للفرد على عكس عمره الزمني، والذي هو ببساطة عدد السنوات التي عاشها.

ويتم تحديد العمر البيولوجي من خلال العديد من المؤشرات الحيوية والصحية، بما في ذلك أنماط مثيلة الحمض النووي، وطول التيلومير، والوظائف البدنية والإدراكية.

والتيلوميرات هي تسلسلات النوكليوتيدات المتكررة الموجودة في نهايات الكروموسومات، وهي عنصر أساسي في عملية الشيخوخة التي تحدث في الخلايا، وكلما كانت أقصر كانت الشيخوخة أسرع.

مؤشر العمر البيولوجي

وعلى عكس العمر الزمني، يوفر العمر البيولوجي، انعكاساً أكثر دقة لصحة الفرد بشكل عام، وقابليته للإصابة بالأمراض، وطول عمره المحتمل، لأنه يأخذ في الاعتبار التأثيرات التراكمية للعوامل الوراثية وأسلوب الحياة والبيئة على أنظمة الجسم.

وتستكشف الدراسة الكيفية التي يؤثر النظام الغذائي النباتي لمدة ثمانية أسابيع على تقديرات العمر البيولوجي بناء على مستويات مثيلة الحمض النووي، وهو تعديل وراثي حاسم مرتبط بالشيخوخة.

ومثيلة الحمض النووي هي إضافة مجموعة ميثيل إلى الحمض النووي، مما يؤثر غالباً على التعبير الجيني دون تغيير تسلسل الحمض النووي نفسه.

ويلعب هذا التعديل الوراثي دوراً مهماً في تنظيم العمليات البيولوجية المختلفة، وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن المستويات المتزايدة من مثيلة الحمض النووي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعملية الشيخوخة.

وعلى هذا النحو، يوفر قياس أنماط مثيلة الحمض النووي، رؤى بشأن العمر البيولوجي للفرد، والذي قد يختلف عن عمره الزمني.

وأجْرت الدراسة تجربة عشوائية صغيرة محكومة شملت 21 زوجاً من التوائم المتطابقة البالغين.

واستخدام التوائم المتطابقة، جدير بالثقة بشكل خاص، لأنه يسمح للباحثين بالتحكم في التباين الجيني، وعزْل تأثيرات النظام الغذائي النباتي على مثيلة الحمض النووي والعمر البيولوجي.

وتم تكليف أحد التوأمين من كل زوج باتباع نظام مختلف عن الآخر. ووجّه الباحثون واحداً من التوائم لتناول نظام غذائي آكل للحوم لمدة 8 أسابيع، بما في ذلك ما بين 170 و225 جراماً من اللحوم، وبيضة واحدة، وحصة ونصف من منتجات الألبان كل يوم، أما الآخر فطلبوا منه تناول نظام غذائي نباتي للمدة الزمنية نفسها.

وكانت العينة مكونة من 77% من النساء (32)، وكان متوسط أعمار المشاركين 40 عاماً، ومتوسط مؤشر كتلة الجسم لديهم 26 كيلوجراماً لكل متر مربع.

وخلال الأسابيع الأربعة الأولى من الدراسة، تناول المشاركون وجبات تم إعدادها لهم، وخلال الأسابيع الأربعة التالية، تناول المشاركون وجبات أعدّوها بأنفسهم، بعد تلقّي دروس التغذية من معلمين صحيين.

وحقق مؤلفو الدراسة في تأثيرات النظام الغذائي على مستويات مثيلة الحمض النووي من خلال تحليل عينات الدم التي تم جمعها من المشاركين في الأساس، والأسبوع الرابع، والأسبوع الثامن من الدراسة.

واستخدموا مستويات مثيلة الحمض النووي لاستنتاج الأعمار البيولوجية للمشاركين وأنظمتهم العضوية.

إبطاء الشيخوخة

وتكشف نتائج الدراسة أن المشاركين الذين اتبعوا نظاماً غذائياً نباتياً لمدة 8 أسابيع أظهروا انخفاضاً كبيراً في تقديرات العمر البيولوجي بناء على مستويات مثيلة الحمض النووي.

وتشير هذه النتائج إلى أن الاختيارات الغذائية يمكن أن تؤثر على العلامات الجينية المرتبطة بالشيخوخة، ما قد يوفر نهجاً غير دوائي لإبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية.

وبحلول نهاية الدراسة، لاحظ المؤلفون انخفاضاً في تقديرات العمر البيولوجي، المعروفة باسم ساعات الشيخوخة فوق الجينية، لدى المشاركين الذين تناولوا نظاماً غذائياً نباتياً، ولكن ليس بين أولئك الذين تناولوا نظاماً غذائياً آكلاً للحوم.

وتُستخدم ساعات الشيخوخة الجينية لقياس العمر البيولوجي، استناداً إلى أنماط محددة من مثيلة الحمض النووي، وهو تعديل جيني يؤثر على التعبير الجيني دون تغيير تسلسل الحمض النووي الأساسي.

وتوفر دراسة هذه الساعات رؤى حول العمليات البيولوجية للشيخوخة، ويمكنها التنبؤ بالعمر البيولوجي للفرد والذي قد يختلف عن عمره الزمني.

ولاحظ الباحثون انخفاضاً في أعمار القلب والهرمونات والكبد والأنظمة الالتهابية والأيضية للمشاركين الذين تناولوا نظاماً غذائياً نباتياً، ولكن ليس نظاماً غذائياً شاملاً لمدة ثمانية أسابيع.

ويقول الباحثون إن هذا الانخفاض يمكن أن تُعزى فيه الاختلافات الملحوظة بين المشاركين الذين تناولوا أنظمة غذائية مختلفة إلى تركيباتهم الغذائية.

ويشير الباحثون إلى أن المشاركين الذين تناولوا نظاماً غذائياً نباتياً فقدوا كيلوجرامين أكثر في المتوسط من أولئك الذين تناولوا نظاماً غذائياً شاملاً بسبب الاختلافات في محتوى السعرات الحرارية في الوجبات المقدمة خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الدراسة.

وربما تكون هذه الاختلافات في فقدان الوزن، ساهمت في الاختلافات الملحوظة في العمر فوق الجيني بين المجموعتين.

ويقول الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحقيق في العلاقة بين التركيب الغذائي والوزن والشيخوخة، بالإضافة إلى التأثيرات طويلة المدى للأنظمة الغذائية النباتية.

تصنيفات

قصص قد تهمك