حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الثلاثاء، من مخاطر تفشي فيروس التهاب الكبد الوبائي بين النازحين في قطاع غزة، مشيرة إلى ارتفاع الحالات إلى 40 ألفاً منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقات المنظمة، في بيان، إن "المزيد من الأطفال في غزة معرضون لخطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي A، ويعزى ذلك إلى النزوح الجماعي للسكان، واكتظاظ الملاجئ، ونقص المياه النظيفة والصابون، وغيرها من مستلزمات النظافة الشخصية".
وأضافت: "بعد 10 أشهر من هذا الصراع الوحشي، أدت القيود الشديدة المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، والافتقار إلى الرعاية الطبية الكافية والتدابير الوقائية، إلى خلق المزيج المثالية لانتشار الأمراض بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي A في قطاع غزة، وخاصة بين الأطفال في الملاجئ المكدسة".
"سئمت هذه الحياة"
ونقلت الوكالة عن محمود (12 عاماً) وهو أحد الأطفال الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم في شمال غزة، ويعيش الآن في ملجأ تابع للأونروا في مخيم "النصيرات" للاجئين، ويشارك المراحيض مع مئات آخرين، قوله: "لقد سئمت من هذه الحياة".
وأضاف محمود: "إذا أردت استخدام المرحاض، عليّ الانتظار في طابور طويل. وينطبق الأمر نفسه على الحصول على الماء".
ووفقاً لبيانات برنامج الصحة التابع للأونروا، يجري الإبلاغ عن 800 إلى 1000 حالة جديدة من التهاب الكبد أسبوعياً من مراكز الأونروا الصحية وملاجئها في جميع أنحاء القطاع.
وأشارت الوكالة إلى "ارتفاع حالات التهاب الكبد الوبائي A من 85 حالة فقط مسجلة قبل الحرب إلى ما يقرب من 40 ألف حالة مسجلة منذ بدء الحرب".
ولفتت الأونروا إلى أنها "استجابت في وقت مبكر، بالتشخيص والتوعية والاستشارة"، موضحة أنه "لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد الوبائي A".
وشددت على أنه منذ بدء العملية العسكرية للقوات الإسرائيلية في رفح في 6 مايو الماضي، أصبح من الصعب بشكل متزايد جلب الإمدادات الأساسية. وفي الوقت نفسه، يستمر انتشار التهاب الكبد الوبائي A، بما في ذلك في ملاجئ الأونروا.
من جهتها، قالت رئيسة برنامج الصحة التابع للأونروا في قطاع غزة، الطبيبة غادة الجدبة، إن "الأسر مشردة وتعيش في ظروف مزرية وغير إنسانية في مخيمات وملاجئ مكدسة. ويفتقرون إلى المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، ومعالجة النفايات والصرف الصحي بشكل ملائم".
وأضافت الجدبة أن "هذه الأزمة تجعل من استمرار برنامج الصحة التابع للأونروا في تلبية احتياجات المرضى أمراً بالغ الصعوبة".
منطقة وباء لشلل الأطفال
كانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت، الاثنين، أن القطاع أصبح منطقة وباء لمرض شلل الأطفال.
وقالت الوزارة، في بيان، إن اكتشاف حالات جديدة مصابة بمرض شلل الأطفال الذي قُضي عليه منذ فترة طويلة في القطاع "يشكل تهديداً صحياً لسكان قطاع غزة والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالمياً".
وأرجعت الوزارة ذلك إلى "الحالة المزرية التي وصل إليها سكان قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي وتكدس آلاف أطنان القمامة وانعدام الأمن الغذائي وتكدس السكان في أماكن النزوح القهري".
وتسببت صعوبة الحصول على المياه في تفاقم المشكلات الصحية الناجمة عن سوء الصرف الصحي. وقال حسام أبو صفية مدير مستشفى "كمال عدوان" في شمال غزة، إن الكثير من النازحين أُصيبوا بأمراض جلدية، ويعاني الأطفال من الحمى ويبكون باستمرار ويرفضون الطعام أو الرضاعة الطبيعية.
وأودت الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية بحياة نحو 39 ألفاً و400 فلسطيني في غزة، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع، التي تقول إن أكثر من نصف الضحايا من النساء والأطفال.