وسط الحرب بين إسرائيل وإيران، يستمر أسطول القوات الجوية الإسرائيلية من طراز F-35 في لعب دور محوري في شن الهجمات على إيران، والتي بدأت الأسبوع الماضي، فقد اكتسبت تقييمات التخصيص الشامل للنسخة الفريدة من الطائرة في إسرائيل أهمية متزايدة.
وبالرغم من أن طائرة F-35 تلقت طلبات من أكثر من 20 دولة حول العالم، فإن سلاح الجو الإسرائيلي هو الخدمة الأجنبية الوحيدة التي حصلت على إذن لتخصيص الطائرة على نطاق واسع ودمج إلكترونيات الطيران المحلية، وذلك وفقا لمجلة Military Watch.
وأصرت وزارة الدفاع الإسرائيلية على السماح بإجراء تعديلات في طائرة الجيل الخامس الأميركية الصنع، بسبب المخاوف من أنه لا يمكن الاعتماد على قدرات التخفي لطائرة F-35 حصرياً لضمان بقاء الطائرة، حيث أن التحسينات في الرادار والتتبع بالأشعة تحت الحمراء وتقنيات مشاركة البيانات من شأنها أن تزيد من قدرة الخصوم على استهدافها على مدار عمر المقاتلة.
وبالرغم من أن مجموعة الحرب الإلكترونية التي تستخدمها طائرة مقاتلة غربية هي الأكثر قوة على الإطلاق، فإن الأجنحة الموجودة في الإصدارات التصديرية من المقاتلة لا يتم تخفيض مستواها فحسب، بل أن القدرة على دمج الأنظمة المحلية تسمح أيضاً بتحديثها بشكل مستمر مع استغلال الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها قطاع الدفاع الإسرائيلي في هذا المجال.
وطلبت وزارة الدفاع الإسرائيلية الدفعة الأولى من 19 طائرة من طراز F-35 في 7 أكتوبر 2010، مع طلبات لاحقة في فبراير 2015 وأغسطس 2017، ليصل العدد إلى 50 طائرة، وهو ما كان كافياً لتجهيز سربين متمركزين في قاعدة نيفاتيم الجوية.
وكانت الطائرات التي تم تسليمها في البداية في عام 2016 أقل تخصيصاً بشكل كبير، حيث تضمنت إلكترونيات الطيران الإسرائيلية الأصلية أنظمة القيادة والتحكم والاتصالات والاستخبارات فقط.
ومع إحجام الولايات المتحدة الشديد عن السماح لإسرائيل بتعديل طائرة F-35 بشكل أعمق، تم تطوير نظام بموجبه سيتم إضافة إلكترونيات الطيران الإسرائيلية فوق إلكترونيات الطيران غير المعدلة للطائرة.
وقال مديرون في صناعات الفضاء الإسرائيلية، إن دمج إلكترونيات الطيران في F-35 جعلها بنية مفتوحة، تُركز على النظام المركزي لطائرة F-35، تماماً مثل تطبيق على جهاز هاتفي، فهي لا تُغير شيئاً في الطائرة نفسها، بل تمنح سلاح الجو الإسرائيلي قدرات معالجة متطورة وقابلة للتكيف مع استقلالية نسبية عن الشركة المُصنعة للطائرة.
وأشاروا إلى أن هذه الخطوة تقدم مستوى جديداً من الحرية لسلاح الجو الإسرائيلي، إذ تمهد الطريق لدمج قدرات متقدمة إضافية في طائرة F-35 في المستقبل.
تعديلات محلية
ولدعم الجهود الإسرائيلية لتخصيص طائرات F-35، عملت شركة Lokcheed Martin، المقاول الرئيسي لبرنامج المقاتلات، ببناء طائرة اختبار فريدة من نوعها تتيح تجربة التعديلات محلياً في إسرائيل.
وقال المقدم شلومي بايندر، من سلاح الجو الإسرائيلي، الذي ترأس جهود الاختبار، بأن منصة الاختبار ستمكن إسرائيل من بدء العمل على تطوير قدرات هذه الطائرة بما يلبي متطلبات إسرائيل التشغيلية الخاصة، بما في ذلك استخدام أنظمة الأسلحة الفريدة التي تصنعها الصناعة الإسرائيلية.
وكانت إحدى أهم الفوائد التي حصلت عليها إسرائيل هي القدرة على صيانة الطائرة دون استخدام نظام اللوجستيات الأميركي ALIS أو خليفته نظام ODIN، والذي لم يتجنب فقط المشكلات الإشكالية الكبيرة مع النظام السابق، بل قدم أيضاً استقلالية تشغيلية أكبر بكثير وجعل أسطول F-35 الإسرائيلي هو الوحيد الذي لا يمكن إيقافه بسهولة بواسطة الولايات المتحدة.
ومع زيادة إسرائيل لطلبات F-35 إلى 75 مقاتلة في يونيو 2024، كانت الفوائد لقطاع الدفاع في البلاد من توفير الإضافات لأجنحة الطيران ودرجة عالية من الخدمة المحلية كبيرة.
وإلى جانب التغييرات في إلكترونيات الطيران، كان من أهم متطلبات إسرائيل لأسطول طائرات F-35 توسيع مدى المقاتلات لتسهيل ضربات الاختراق للأراضي الإيرانية دون الاعتماد على التزود بالوقود جواً.
ولا تزال وسائل تحقيق ذلك، حسبما ورد، غير مؤكدة، ومن بين الاحتمالات الممكنة دمج خزانات وقود مطابقة، وأخرى التخلص من خزانات وقود خارجية غير خفية قبل الاقتراب من المجال الجوي الإيراني، واستهلاك كامل وقود هذه الخزانات في الجزء الأول من الرحلة.