"مجمع أصفهان".. قلب برنامج إيران النووي في مرمى الغارات الأميركية

صورة بالأقمار الاصطناعية لمجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية في إيران. 17 مايو 2025 - via REUTERS
صورة بالأقمار الاصطناعية لمجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية في إيران. 17 مايو 2025 - via REUTERS
دبي-الشرق

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، شن هجوم وصفه بـ"ناجح للغاية"، استهدف بشكل أساسي موقع "فوردو" شديد التحصين لتخصيب اليورانيوم، إلى جانب منشآت نووية أخرى في إيران، من بينها مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية.

ترمب، أكد في أعقاب الهجمات "غير المسبوقة"، القضاء على قدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية، محذراً طهران من "رد انتقامي"، فيما قالت طهران، إن الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية، نتيجة الضربات، "محدودة"، نافية أي مؤشرات على حدوث تسرب إشعاعي. 

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو الجاري، شنت تل أبيب غارات جوية على هذه المواقع، وألحقت بها أضراراً متفاوتة، وتتوزع المنشآت على العديد من المناطق، وتلعب أدواراً مختلفة ومتكاملة ضمن البرنامج النووي الإيراني.

الضربات الأميركية التي تنوعت بين غارة جوية وقصف صاروخي، 3 منشآت نووية محورية هي "فوردو"، و"نطنز"، و"مجمع أصفهان"، وتمثل هذه المواقع مراحل متقدمة في دورة الوقود النووي الإيراني، بدءاً من تحويل اليورانيوم الخام، مروراً بتخصيبه، وانتهاءً بإنتاج الوقود والمكونات التقنية لمفاعلات الأبحاث.

مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية

تضم مدينة أصفهان التي تقع في وسط إيران، وتعد أكبر مدنها، عدداً من المنشآت العسكرية المهمة، بما في ذلك منشآت نووية، وقاعدة جوية رئيسية، ومصانع مرتبطة بالطائرات المسيرة الإيرانية، وغيرها من المنتجات العسكرية.

ويعتبر مجمع أصفهان، قلب البنية التحتية لأبحاث والتصنيع النووي في إيران، إذ يوفر المواد الأساسية لكل من منشأتي "نطنز" و"فوردو".

بُني مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية INTC بدعم من الصين، وافتُتح في عام 1984، وفق مبادرة التهديد النووي، وهي منظمة أمنية عالمية غير ربحية تركز على الحد من التهديدات النووية والبيولوجية والتكنولوجية الناشئة التي تهدد البشرية.

وبحسب المبادرة، فإن "مجمع أصفهان" يضم نحو 3 آلاف عالم، ويُعتقد أن الموقع "يُمثل مركزاً" لبرنامج إيران النووي.

ما هي المنشآت التي يضمها مجمع أصفهان؟

يُشغل الموقع ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة تم بناؤها بدعم من الصين في عام 1999، وكما يضم المجمع، منشأة تحويل، ومصنع لإنتاج الوقود، ومصنع لتكسية الزركونيوم، ومرافق ومختبرات أخرى.

ويضم هذا المجمع أيضاً، مصنعاً لإنتاج ألواح الوقود ومنشأة معالجة اليورانيوم التي يمكنها تحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي. ويقول دبلوماسيون، إن إيران تخزن أيضاً اليورانيوم المخصب في أصفهان.

وتوجد في مجمع أصفهان، معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية بالغة الحساسية فيما يتعلق بالانتشار النووي، إذ يمكن استخدامها في تصميم نواة القنبلة النووية.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن المجمع يضم أيضاً، آلات لصنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي، ووصفتها في عام 2022 بأنها "موقع جديد".

هل تعرض المجمع لأضرار؟

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، السبت، إن مجمع أصفهان استُهدف مرتين في 9 أيام، عبر الهجمات الإسرائيلية على إيران، لكن لم يتضح بعد حجم الأضرار التي تعرض لها المجمع في الضربات الأميركية. 

وكان المجمع قد تعرض للقصف لأول مرة في 13 يونيو الجاري، حيث تضررت أربعة مبانٍ، المختبر الكيميائي المركزي، ومنشأة تحويل اليورانيوم، ومصنع لتصنيع وقود المفاعلات، ومنشأة لمعالجة معادن اليورانيوم المخصب قيد الإنشاء. ولم يُبلغ عن أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع.

وبناءً على المعلومات المتاحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعرضت ستة مبانٍ أخرى في الموقع نفسه للهجوم أيضاً.

منشآت مجمع أصفهان المتضررة من هجمات إسرائيل

  • منشأة لإنتاج معادن اليورانيوم الطبيعي واليورانيوم المنضب لم تبدأ عملياتها بعد. 

  • منشأة لإنتاج قضبان الوقود. 

  • مبنى لإنتاج حبيبات اليورانيوم منخفض التخصيب ويضم مختبراً ومنشأة لتخزين المواد النووية.

  • مختبر.

  • ورشة لمعالجة المعدات الملوثة.

  • مبنى يضم مكاتب لا يحتوي على مواد نووية.

ويضم مجمع أصفهان ورشةً لتصنيع أجهزة الطرد المركزي، حسبما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي أشارت إلى تعرضها أيضاً لقصف إسرائيلي.

وأوضحت الوكالة الأممية، إلى أن البنايات التي تم استهدافها مؤخراً، لا تحتوي على أي مواد نووية، أو أنها تحتوي كميات ضئيلة من اليورانيوم الطبيعي أو منخفض التخصيب، مما يعني أن أي تلوث إشعاعي يقتصر على المباني المتضررة أو المدمرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك