الضربات الأميركية على إيران.. إدانات عربية ودعوات دولية للعودة للمفاوضات

تصاعد الدخان عقب هجوم إسرائيلي على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في طهران، إيران. 16 يونيو 2025 - Reuters
تصاعد الدخان عقب هجوم إسرائيلي على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في طهران، إيران. 16 يونيو 2025 - Reuters
دبي-الشرق

أثارت الضربات الأميركية على المنشآت النووية في إيران، موجة من الاستنكار لدى العديد من الدول في الشرق الأوسط والعالم، فيما دعم الاتحاد الأوروبي هجمات واشنطن، ولكنه دعى إلى خفض التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وتدخلت الولايات المتحدة بشكل حاسم في حرب إيران وإسرائيل، بعدما أمر الرئيس دونالد ترمب، بقصف 3 مواقع نووية إيرانية، بقنابل "خارقة للتحصينات" وصواريخ، ما أقحم واشنطن بشكل مباشر في الصراع المتصاعد، رغم تمسك الرئيس الأميركي بالأمل في تسوية دبلوماسية.

وأعربت السعودية، عن إدانتها واستنكارها لـ"انتهاك سيادة إيران"، وأشارت إلى ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد.

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، قالت المملكة، إنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في إيران المتمثلة في استهداف المنشآت النووية من جانب الولايات المتحدة.

كما دعت الرياض في البيان، المجتمع الدولي، إلى "مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

تحذير من عواقب التصعيد

كذلك، أعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران. وأدانت، في بيان "التصعيد المتسارع الذي ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي".

وأكدت مصر رفضها لأي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي، وشددت على ضرورة احترام سيادة الدول. كما حذرت مجدداً من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر". 

ودعت القاهرة إلى "وقف التصعيد وضبط النفس، وتغليب لغة الحوار والحلول السياسية باعتبارها السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة وتحقيق التسوية الدائمة".

وطالبت بضرورة الوقف الفوري للتصعيد لتجنب انزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار، معربة عن "قلقها البالغ" إزاء استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الإيرانية.

 

بدورها، قالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، إنه ينبغي "تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات"، وحثت كل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على "الاضطلاع بمسؤولياتهما من خلال العمل الجاد على حل القضايا المزمنة في المنطقة التي باتت على المحك وتُشكل تهديداً متزايداً للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".

وفي الدوحة، قالت وزارة الخارجية القطرية، إن هناك ضرورة لوقف العمليات العسكرية والعودة فوراً للحوار والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة.

وأعربت قطر عن أسفها "للتدهور الذي بلغته الأمور" بقصف المنشآت النووية الإيرانية، وحذرت من أن "التوتر الخطير" الذي تشهده المنطقة سيقود لتداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي.

تنديد روسي صيني

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين تدين بشدة الهجوم الأميركي على إيران، وعلى منشآت نووية تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن هذه الخطوة تنتهك بشكل خطير ميثاق الأمم المتحدة، وتزيد من حدة التوتر في الشرق الأوسط.

وأوضحت الوزارة أن الصين تحث أطراف الصراع، وخاصة إسرائيل، على وقف الهجمات في أسرع وقت ممكن وبدء حوار ومفاوضات.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن روسيا تندد بشدة بالهجمات الأميركية على المواقع النووية في إيران.

وأضافت الوزارة في بيان: "هذا القرار غير المسؤول بتعريض أراضي دولة ذات سيادة لهجمات صاروخية وقنابل، مهما كانت المبررات التي قد تُساق، ينتهك بشكل صارخ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي".

ودعت الوزارة إلى "وقف العدوان وتكثيف الجهود لتهيئة الظروف لإعادة الوضع إلى المسار السياسي والدبلوماسي".

توسيع رقعة الحرب

كما أعربت سلطنة عمان عن بالغ القلق والاستنكار والإدانة للتصعيد الناجم عن القصف الجوّي المباشر الذي شنّته الولايات المتحدة على إيران، داعية لخفض التصعيد الفوري والشامل.

وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء العمانية بأن "ما أقدمت عليه الولايات المتحدة يهدّد بتوسيع رقعة الحرب ويشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقّها المشروع في تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية".

من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية التركية إن القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية "زاد من خطر تحول الصراع الإقليمي إلى عالمي"، مضيفة أن أنقرة تشعر بقلق بالغ إزاء التداعيات المحتملة لهذه الهجمات.

أوروبا تدعو للتفاوض

على الصعيد الأوروبي، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في الشرق الأوسط، مضيفة أنه يجب إلا تملك إيران أسلحة نووية تحت أي ظرف من الظروف.

وكتبت فون دير لاين، عبر منصة "إكس": "يجب ألا تملك إيران قنبلة نووية أبداً".

وأضافت: "مع بلوغ التوتر في الشرق الأوسط ذروته، يجب أن يكون الاستقرار هو الأولوية.. واحترام القانون الدولي أمر بالغ الأهمية".

وتابعت: "الآن الوقت المناسب لانخراط إيران في حل دبلوماسي ذي مصداقية.. طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة".

كذلك، حثت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات. وقالت كالاس عبر منصة "إكس": "يجب ألا يُسمح لإيران بتطوير سلاح نووي".

وأضافت: "أحث جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات ومنع المزيد من التصعيد"، مشيرة إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون الوضع، الاثنين.

من جهته، حث رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً في بيان صادر عن الحكومة البريطانية، عقب الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية، أن الأولوية لا تزال "تحقيق الاستقرار في المنطقة".

وقال ستارمر في البيان: "يُشكل البرنامج النووي الإيراني تهديداً خطيراً للأمن الدولي. لا يُمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، واتخذت الولايات المتحدة إجراءات للحد من هذا التهديد".

كما دعا رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى "العودة فوراً للمفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء أزمة الشرق الأوسط".

وقال كارني عبر منصة "إكس": "يمثل البرنامج النووي الإيراني تهديداً خطيراً للأمن الدولي، وكانت كندا دائماً واضحة في موقفها بأنه لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي".

وأضاف: "تدعو كندا جميع الأطراف إلى العودة فوراً لطاولة المفاوضات والتوصل لحل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة. وكما اتفق قادة مجموعة السبع في قمة كاناناسكيس، ينبغي أن يؤدي حل الأزمة الإيرانية إلى تهدئة أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، بما يشمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".

 

وأكدت إيران، عدم وجود "أي علامات تلوث" في مواقعها النووية في "أصفهان" و"فوردو" و"نطنز" بعد أن استهدفت الضربات الجوية الأميركية المنشآت.

وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل مهاجمة إيران إلى جانب حليفتها إسرائيل التي تخوض حرباً منذ 9 أيام مع إيران.

تصنيفات

قصص قد تهمك