قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، خلال جلسة أمام مجلس الأمن الدولي، إن "قواتنا المسلحة ستحدد توقيت وطبيعة ونطاق الرد المتناسب على الهجمات الأميركية" التي استهدفت منشآت إيران النووية"، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من خطر انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى "دوامة من الانتقام المتبادل".
واعتبر المندوب الإيراني أن "الولايات المتحدة قررت التضحية بأمنها" من أجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بـ"مجرم الحرب"، مؤكداً أن "إيران التي تسعى دائماً للسلام، تحتفض بحقها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الأميركي والإسرائيلي"، مشيراً إلى أن هذا القرار "ستتخذه القوات المسلحة".
وأضاف: "كل المزاعم الأميركية تجاه طهران لا أساس لها وبلا سند قانوني، ولها دوافع سياسية"، معتبراً أن نتنياهو :جر أميركا لحرب جديدة".
من جهته، قال جوتيريش في الجلسة التي خصصت للأوضاع في إيران: "لا يمكننا، ويجب ألا نستسلم أمام السلام، شعوب المنطقة لا تستطيع تحمّل دورة جديدة من الدمار"، داعياً إلى اتخاذ إجراءات "فورية وحاسمة" لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات "جادة ومستمرة".
وشدد جوتيريش على ضرورة أن تسود الدبلوماسية، وأن يتم حماية أرواح المدنيين، وضمان حرية الملاحة البحرية الآمنة. وأضاف أن "الأمم المتحدة مستعدة لدعم جميع الجهود السلمية، لكن السلام لا يُفرض، بل يُختار".
وفي ما بدا تكراراً لنداء سابق أطلقه قبل يومين، قال جوتيريش: "دعوت في هذه القاعة إلى إعطاء فرصة للسلام، لكن لم يتم الاستجابة لذلك".
وأكد جوتيريش أن "ضرورة التوصل إلى حل موثوق وشامل وقابل للتحقق، بما يتضمن وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع الإيرانية بصورة كاملة".
خطر انهيار نظام عدم الانتشار النووي
من جانبه، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، خلال كلمة بالفيديو أمام الجلسة، من أن "نظام عدم الانتشار النووي على المحك"، معتبراً أن "قصف الليلة الماضية لإيران يزيد من خطورة الوضع، ويهدد بانهيار النظام الأمني الذي استمر لأكثر من نصف قرن".
وقال جروسي إن "لدينا نافذة ضيقة للعودة إلى الحوار، إذا أُغلقت، فإن العنف قد يصل إلى مستويات لا يمكن تصورها، وقد ينهار نظام عدم الانتشار النووي كما نعرفه".
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية القصف الأميركي على المواقع النووية الإيرانية، الذي اعتُبر تصعيداً غير مسبوق يهدد باندلاع نزاع إقليمي واسع.
وقالت القائمة بأعمال الممثل الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، إن واشنطن تحركت لحماية حليفتها إسرائيل ضد تهديدات إيران، و"لا ينبغي لطهران أن تصعد الوضع".
وزعمت خلال جلسة لمجلس الأمن أن "إيران أخفت برنامجها للأسلحة النووية لفترة طويلة، وعرقلت جهودنا الصادقة في المفاوضات الأخيرة".
وتابعت: "يجب على مجلس الأمن أن يدعو إيران لإنهاء سعيها للحصول على أسلحة نووية".
من جهته أدان مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، ما وصفها بـ"الإجراءات الاستفزازية الأميركية ضد إيران".
وأضاف في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي: "واشنطن تخاطر بسلامة البشرية بأكملها بالهجوم على إيران.. وأميركا غير مهتمة بالدبلوماسية، وأظهرت تجاهلاً تاماً لقرارات الأمم المتحدة".
وأشار المبعوث الروسي إلى أن "الوضع بالشرق الأوسط أصبح خطيراً للغاية.. وندعو لوقف فوري للأعمال العدائية من جانب إسرائيل، وأميركا".
وعبّر مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة، عن إدانة بلاده بشدة للهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. وقال إنه "يجب أن يكون هناك التزام بالقانون الدولي بالشرق الأوسط.. والهجمات الأميركية على إيران زادت حدة التوتر بالشرق الأوسط".
وأضاف: "ندعو للحوار ولا يمكن تحقيق السلام بالشرق الأوسط باستخدام القوة.. كما ندعو لتدخل سريع من مجلس الأمن لمواجهة أزمة الشرق الأوسط".
من جهته طالب مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة، بالعودة إلى مسار المفاوضات للوصول إلى حل للأزمة النووية الإيرانية، مؤكداً "ضرورة ضمان عدم حيازة إيران السلاح النووي.. ويجب أن تعود إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بناء على طلب من طهران، وذلك بعد أن قصفت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، في هجمات بقنابل ضخمة قادرة على اختراق التحصينات.