قال المتحدث باسم مركز إدارة الأزمات في منطقة قم الإيرانية، الاثنين، إن منشأة "فوردو" النووية، تعرضت لهجوم إسرائيلي جديد، بعد يوم واحد من الضربات الأميركية التي استهدفت المنشأة، بينما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصدر أمني تأكيده أن الهجوم الإسرائيلي، استهدف طريق الوصول إلى المنشأة وليس المنشأة نفسها.
وشدد المسؤول الإيراني، حسبما نقلت وكالة أنباء "تسنيم"، على أنه "لا خطر على سكان المنطقة" بسبب الضربات التي تتعرض لها المنشأة، فيما أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إلى أن الوكالة الاممية "لا تستطيع أن تحدد حالياً مدى الضرر الذي لحق بالمفاعلات النووية تحت الأرض في منشأة فوردو".
وأضاف جروسي، أن القصف الأميركي ربما ألحق أضراراً "جسيمة" بأجزاء من منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، المقامة في عمق جبل، "غير أنه ليس
بوسع أحد حتى الآن تحديد مدى هذه الأضرار".
وأوضح في بيان، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، "من المتوقع حدوث أضرار جسيمة بالنظر إلى الحمولة المتفجرة المستخدمة، وطبيعة أجهزة الطرد المركزي شديدة الحساسية للاهتزاز".
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال، في وقت سابق، إن القصف الأميركي، ألحق أضراراً جسيمة بجميع المواقع النووية في إيران، وأضاف في منشور عبر منصة "تروث سوشيال": "الضرر الأكبر الذي لحق بمواقع إيران النووية وقع تحت سطح الأرض بكثير".
وبحسب المسؤولين الإيرانيين، فإن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، جراء الضربات الأميركية، محدودة.
وقالت إيران، إنها لم ترصد "أي علامات تلوث" في مواقعها النووية في "أصفهان" و"فوردو" و"نطنز" بعد أن استهدفت الضربات الجوية الأميركية تلك المنشآت.
تقييمات أميركية وإسرائيلية
ويعتقد الجيش الإسرائيلي، في تحليل أولي، أن موقع "فوردو "النووي المحصن، قد تعرض لأضرار جسيمة بعد الضربة الأميركية، لكنه "لم يُدمر بالكامل"، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على الأمر.
وقال المسؤولون الإسرائيليون: "يبدو أن إيران نقلت معدات، بما في ذلك اليورانيوم، من موقع فوردو".
واعترف مسؤول أميركي رفيع، في حديثه للصحيفة، بأن الضربة الأميركية على موقع "فوردو"، "لم تدمر المنشأة المحصنة بشدة"، لكنه قال إنها ألحقت بها "أضراراً بالغة"، مما أخرجها عن الخدمة.
وأضاف المسؤول الأميركي أنه "حتى 12 قنبلة خارقة للتحصينات لم تتمكن من تدمير الموقع".
وشيدت منشأة "فوردو" لتخصيب اليوارنيوم، في عمق جبل قرب مدينة قم شمال طهران، وهي واحدة من أكثر منشآت إيران النووية تحصيناً وسرية، صُممت خصيصاً لتحمّل الهجمات العسكرية، ولتكون بمثابة معقل استراتيجي في قلب مشروع إيران النووي.
ومنذ الكشف عنه في عام 2009، أصبح "فوردو" رمزاً وأصلاً تقنياً مهماً في طموحات طهران النووية.
بدأ بناء منشأة "فوردو" بشكل سري في أوائل القرن الـ21، وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وظلت المنشأة طيّ الكتمان حتى سبتمبر 2009، حين أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اكتشاف المنشآة بشكل مشترك، متهمين إيران بإخفاء موقع ثانٍ لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.