قال المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد استهداف الحرس الثوري قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، إن بلاده "لم تعتد على أحد"، و"لن تقبل أي اعتداء من أحد عليها، تحت أي ظرف".
وأضاف خامنئي في منشور على منصة "إكس"، تضمن صورة علم الولايات المتحدة وهو يحترق: "لن نستسلم لاعتداء أحد على الإطلاق؛ هذا هو منطق الشعب الإيراني".
وأعلن الجيش الإيراني، في وقت سابق الاثنين، أن الحرس الثوري نفذ هجوماً صاروخياً على قاعدة "العديد" الجوية الأميركية في قطر.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري إن الهجوم "رسالة واضحة وصريحة للبيت الأبيض وحلفائه"، مضيفاً أن طهران "لن تترك أي اعتداء على سلامة أراضيها وسيادتها وأمنها القومي دون رد، تحت أي ظرف من الظروف".
وذكر مسؤول إيراني كبير لوكالة "رويترز"، أن إيران ستواصل عملياتها رداً على الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية. وأضاف أن "إيران تتحلى بالعقلانية اللازمة لبدء عملية دبلوماسية بعد معاقبة المعتدي"، مشيراً إلى أنه "إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى المفاوضات، فيتعين أولاً وقف الهجمات الإسرائيلية والأميركية.
وذكر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في بيان، أن عدد الصواريخ المستخدمة في هذه استهداف قاعدة العديد "مساوي لعدد القنابل التي استخدمتها أميركا في هجومها على المنشآت النووية الإيرانية".
واعتبر المجلس، أن "هذا الإجراء لا ينطوي على أي تهديد أو خطر تجاه دولة قطر الشقيقة والصديقة، أو شعبها النبيل"، مشدداً على "التزام إيران بالحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع دولة قطر ومواصلتها".
ترمب يدعو إيران إلى "السلام"
وفي وقت لاحق قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الأميركية في قطر كان "ضعيفاً للغاية"، ودعا إيران وإسرائيل إلى "السلام".
وشكر ترمب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، طهران على إبلاغ واشنطن "مبكراً" قبل الهجوم الصاروخي، معتبراً أن ذلك "سمح بعدم إزهاق أرواح أو إصابة أحد"، وشجع إيران وإسرائيل على "المضي قدماً نحو السلام والوئام في المنطقة".
وأشار ترمب إلى أن الهجوم الإيراني "كان متوقعاً" وأنه تم مواجهته بـ"فعالية كبيرة"، مشيراً إلى أن الإيرانيين "أطلقوا 14 صاروخاً"، فيما تم "إسقاط 13 صاروخاً، وترك الأخير يسقط في منطقة لا تشكل أي تهديد".
وذكر ترمب أن الهجوم لم يتسبب في إصابة أي أميركي أو قطري بأذى، مشيراً إلى أن "الإشعار الإيراني المبكر" قبل الضربة "جعل من الممكن إنقاذ الأرواح وعدم إصابة أي شخص".
وأضاف أنه "ربما يمكن لإيران الآن أن تتجه نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بشدة على فعل الشيء نفسه".
وشكر ترمب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني على "كل ما بذله من جهود حثيثة في سبيل تحقيق السلام للمنطقة.
إدانة قطرية
من جهتها، أدانت قطر الهجوم الإيراني، مساء الاثنين، وقالت إنها "تحتفظ بحق الرد المباشر"، فيما دعت إلى "وقف فوري للأعمال العسكرية" في المنطقة.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، عن "إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، ونعتبره انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وقال المتحدث، إن "دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر، وبما يتوافق والقانون الدولي".
وذكر المتحدث القطري أن "الدفاعات الجوية القطرية أحبطت الهجوم وتصدت للصواريخ الإيرانية بنجاح".