أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، أنه اتفق مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيجاد آلية لزيادة المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، وكذلك إطلاق سراح المحتجزين.
وقال السيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة، إن "مصر تعمل على تشجيع كافة الأطراف من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة"، مشيراً إلى أن أكثر من 40 ألف فلسطيني سقطوا جرّاء الصراع ثلثاهما من النساء والأطفال فضلاً عن وجود أكثر من 100 ألف مصاب.
ولفت إلى أن استخدام "الجوع كسلاح" داخل القطاع ضد الفلسطينيين، "أثر بشكل كبير جداً على مصداقية وفكرة القيم الخاصة بحقوق الإنسان"، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة أن يبذل جهداً كبيراً خلال هذه المرحلة لتشجيع الأطراف المعنية أو الضغط عليها للوصول إلى اتفاق يحقق الاستقرار، ويخفف من معاناة الفلسطينيين.
ووصف السيسي ما يحدث في قطاع غزة بأنه "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان"، وأنه يجري على مرأى ومسمع من الجميع، ولم يستطيعوا فعل شيء.
إنهاء الاضطراب الإقليمي
وحذّر الرئيس المصري من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، قائلاً إنه "تم الحديث عن الموضوعات الخاصة بإعادة الاستقرار في المنطقة، مثل السودان، وليبيا، وبقية الدول التي يوجد بها صراعات"، مشدداً على "ضرورة ألا تنزلق المنطقة إلى اضطراب أكثر من ذلك حتى لا يتسع الصراع أكثر من ذلك في الضفة الغربية، وجنوب لبنان، واليمن، وغيرها".
ولفت السيسي إلى أنه ناقش مع شتاينماير ملف مياه النيل وسد النهضة، والتفاوض مع إثيوبيا في ما يخص الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
وأضاف: "لأكثر من 10 سنوات نحاول الوصول إلى اتفاق طبقاً للمعايير والقوانين الدولية للمياه أو الأنهار العابرة للحدود"، مشيراً إلى أن مصر ليس لديها أي وسيلة أخرى للمياه غير نهر النيل الذي يجري منذ آلاف السنين من دون عوائق.
وتابع: "الوضع على حدودنا الثلاثة سواء في الاتجاه الجنوبي مع السودان أو الغربي مع ليبيا أو حتى في الوقت الراهن مع إسرائيل وقطاع غزة، غير مستقر وله تداعيات كبيرة جداً".
وأشار الرئيس المصري إلى أنه "من المهم أن يعلم الناس أن القاهرة تعرضت على مدى 4 سنوات إلى أزمات ضخمة ليست لها دخل بها؛ ابتداء من أزمة كورونا إلى الأزمة الروسية الأوكرانية وأزمة قطاع غزة".
من جانبه، قال الرئيس الألماني إن بلاده هي ثاني أكبر دولة مانحة على المستوى الدولي للمساعدات الإنسانية في غزة والأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن حجم هذه المساعدات زاد ثلاثة أمثال منذ عام 2023، مشيراً إلى أن المساعدات ما كانت لتصل لولا "دعم مصر التي تقوم بدور محوري في إدخال المساعدات الإنسانية".
وقال شتاينماير إن الحرب في غزة "قد طالت ولا بد أن تكون هناك نهاية لهذه المعاناة"، مؤكداً ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بينما لا يزال الرهائن في غزة على قيد الحياة لإعادتهم إلى أسرهم.