يُعرف رايان ويسلي روث، المُشتبه به في محاولة اغتيال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، نفسه على الإنترنت كرجل يبني مساكن للمُشردين في هاواي. وحاول تجنيد مقاتلين للدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا. كما عبّر عن دعمه ثم ازدرائه لترمب، بل وصل إلى حد أن حث إيران على قتله، وفق "أسوشيتد برس".
وفي كتاب يبدو أنه نشره بنفسه عام 2023 بعنوان "حرب أوكرانيا التي لا يُمكن الانتصار فيها"، كتب روث: "لكم الحرية في اغتيال ترمب"، موجهاً رسالته إلى إيران.
ووصف الرئيس السابق بـ"الأحمق" و"المهرج" بسبب أعمال الشغب التي وقعت بالكابيتول في 6 يناير 2021 و"الخطأ الفادح" المتمثل في الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف روث أنه صوّت لترمب في وقت سابق، ويجب أن يتحمل جزءاً من المسؤولية عن "الطفل الذي انتخبناه رئيساً، والذي تبين لاحقاً أنه بلا عقل".
واعتُقل روث، البالغ من العمر 58 عاماً الأحد الماضي، بعدما أفادت السلطات بأنه كان يتعقب مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة أثناء لعبه الجولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، وكان بحوزته بندقية من طراز "إس كيه إس" (SKS)، في محاولة اغتيال واضحة أحبطها عناصر الخدمة السرية، وفقاً للوكالة.
ومن خلال تتبع نشاطه الواسع عبر الإنترنت، والسجلات العامة، والمقابلات الصحافية، ومقاطع الفيديو، تتضح صورة روث كرجل ذو ماضٍ إجرامي، ومليء بالغضب، وتتنوع آراؤه السياسية بين اليسار واليمين، إذ أعرب عن دعمه لشخصيات منها بيرني ساندرز، تولسي جابارد، نيكي هيلي، وترمب، حسبما ذكرت "أسوشيتد برس".
وتظهر سجلات الناخبين أن روث سجل نفسه كناخب لا ينتمي لأي حزب سياسي في نورث كارولاينا عام 2012. وقالت "أسوشيتد برس"، إن المرة الأخيرة التي أدلى فيها المشتبه به بصوته كانت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الولاية خلال مارس الماضي.
وأضافت الوكالة أن روث تبرع بمبالغ صغيرة بلغ مجموعها 140 دولاراً منذ عام 2019 عبر منصة "أكت بلو" (ActBlue)، وهي لجنة عمل سياسي توزع التبرعات على المرشحين الديمقراطيين، وفقاً لسجلات تمويل الحملات الفيدرالية.
وفي يونيو 2020، بعد سقوط الأميركي ذي الأصول الإفريقية جورج فلويد على يد الشرطة، قال روث في تدوينة إن الرئيس السابق ترمب يمكنه الفوز بإعادة انتخابه من خلال إصدار أمر تنفيذي لملاحقة تجاوزات الشرطة.
معجب سابق بترمب
في السنوات الأخيرة، بدا من منشورات روث أنه فقد إعجابه بترمب، إذ أعرب عن دعمه للرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، بحسب الوكالة.
وفي يوليو الماضي، عقب محاولة الاغتيال التي استهدفت ترمب خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا، دعا روث بايدن وهاريس في منشور على حسابه لزيارة المصابين في الحادث وحضور جنازة رجل الإطفاء الذي سقط. وقال: "ترمب لن يفعل شيئاً من أجلهم أبداً".
وأوردت "أسوشيتد برس"، أنها اطلعت على كتاب روث المتاح على موقع أمازون. وكتب روث: "لقد سئمت من الأشخاص الذين يسألونني عما إذا كنت ديمقراطياً أم جمهورياً؛ لأنني أرفض أن يتم تصنيفي ضمن فئة معينة".
ويرى روث أن العالم سيكون أفضل إذا قادته النساء؛ لأن "مشكلات العالم بشكل عام تتمحور حول رجال يعانون من انعدام الأمن الشديد وذكاء وسلوك طفوليان"، حسبما قال في كتابه الذي يحتوي على روابط إلى موقعه الإلكتروني وحسابه على منصة "إكس".
وكتب روث بشكل متكرر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عن أوكرانيا وصراعات أخرى، وكان لديه موقع إلكتروني يهدف إلى جمع التبرعات وتجنيد المتطوعين للقتال لصالح كييف.
وأظهر مقطع فيديو صورته "أسوشيتد برس" روث في مظاهرة صغيرة بساحة الاستقلال في كييف خلال أبريل 2022، بعد شهرين من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمراً بغزو أوكرانيا. وكان روث يحمل لافتة مكتوب عليها: "لا يمكننا تحمل الفساد والشر لأكثر من 50 عاماً أخرى. أنهوا روسيا من أجل أطفالنا".
لكن روث لم يخدم أبداً في الجيش الأوكراني، أو يعمل مع قواته العسكرية، حسبما قال أوليكساندر شاهوري، من إدارة تنسيق الأجانب التابعة لقيادة القوات البرية الأوكرانية، للوكالة.
وقال شاهوري إن روث كان يتواصل بشكل دوري مع الفيلق الدولي الأوكراني لتقديم أفكار وصفها بأنها "غير منطقية" و"يمكن وصفها بأفضل شكل بأنها وهمية".
وظهر روث في فيديو، وهو يقف أمام الكونجرس الأميركي، معبراً عن استيائه من عدم قبول أوكرانيا لمزيد من القوات الخاصة المكونة من الأفغان الذين سعى لتجنيدهم.