غزة وأوكرانيا.. حربان تتصدران آخر خطاب لبايدن أمام الأمم المتحدة

الرئيس الأميركي جو بايدن يغادر بعد إلقائه كلمة أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة. 21 سبتمبر 2022 - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن يغادر بعد إلقائه كلمة أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة. 21 سبتمبر 2022 - Reuters
نيويورك/دبي-رويترزالشرق

يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تسليط الضوء على إنجازاته في السياسة الخارجية خلال خطاب سيلقيه في الأمم المتحدة، الثلاثاء، في الوقت الذي لا يزال يواجه فيه تحديات بسبب حرب أوكرانيا والأوضاع في الشرق الأوسط.

وقبل أربعة أشهر من انتهاء ولايته، يلقي بايدن كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بينما لا تزال الحربان تنطويان على معضلات من المرجح أن تستمر حتى بعد تركه المنصب.

وهيمنت عدة تحديات على سياسة بايدن الخارجية خلال فترة رئاسته، بدءًا من غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022 إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة غداة هجوم حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن كلمة بايدن، التي سيلقيها عند الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:00 بتوقيت جرينتش) ستتيح له فرصة للحديث عما يعتبره إنجازات كبرى خلال فترة ولايته، وسيقول إنه يتعين على المجتمع الدولي دعم أوكرانيا وإن هناك حاجة إلى حل دبلوماسي في الشرق الأوسط.

وصرحت السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين على متن طائرة الرئاسة المتجهة إلى نيويورك بأن بايدن سيعرض "رؤيته لكيفية تعاون العالم من أجل حل هذه المشكلات الكبرى والدفاع عن المبادئ الأساسية مثل ميثاق الأمم المتحدة".

ومع تعثر جهود التوصل إلى هدنة في غزة واندلاع معركة عبر الحدود بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الاثنين، إنها سترسل عدداً إضافياً محدوداً من القوات إلى الشرق الأوسط من باب الحيطة والحذر.

غزة والشرق الأوسط 

وفي نيويورك، يلتقي بايدن بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ويستضيف قمة التحالف العالمي لمواجهة تهديدات المخدرات الاصطناعية، وهي الجهود التي أطلقتها الولايات المتحدة العام الماضي، حسبما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين الأسبوع الماضي، لكن ربما يكون الأمر الأكثر أهمية، حسب صحيفة "واشنطن بوست"، هو المناقشات غير الرسمية.

ونقلت الصحيفة عن جيفري فيلتمان، المسؤول السابق في الأمم المتحدة وسفير الولايات المتحدة في لبنان خلال الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006 قوله إن "هناك في الأساس جمعيتان للأمم المتحدة، هناك الأجندة الرسمية ثم هناك ما يتحدث عنه الجميع، ونادراً ما يتطابق هذان الأمران"، وأضاف موضحاً: "في الحقيقة، سيتحدث الجميع عن غزة والشرق الأوسط والخوف من التصعيد وأوكرانيا".

وتعتمد استراتيجية بايدن في الشرق الأوسط على تأمين اتفاق هدنة بين إسرائيل و"حماس" في غزة، وهو الاتفاق الذي يعترف كبار المسؤولين الأميركيين بأنه أصبح بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى. وكان الأمل أن يمهد وقف إطلاق النار الطريق أمام اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل.

لكن العمليات الإسرائيلية الأخيرة في غزة ولبنان، إلى جانب اقتراح كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن التركيز قد يتحول إلى لبنان، بدا أنها تقوض الجهود الأميركية التي استمرت شهوراً لإنهاء إراقة الدماء في المنطقة. 

كلمة بايدن لا تلقى صدى في تل أبيب

وعندما سُئل بايدن، الجمعة، عما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار واقعياً، قال: "الكثير من الأشياء لا تبدو واقعية حتى ننجزها.. علينا أن نستمر في ذلك".

ولم يبد بايدن وكبار مساعديه أي إشارة إلى أنهم يتطلعون إلى تغيير في السياسة أو حجب الأسلحة عن إسرائيل، مما أحبط الحلفاء العرب، وأثار انتقادات من دول أخرى، بما في ذلك تلك الموجودة في الجنوب العالمي، بحسب "واشنطن بوست".

وفي إشارة محتملة إلى أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أنه ليس لديهم الكثير ليفعلوه لإقناع إسرائيل بتغيير مسارها، اختار بعض كبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكين ووزير الدفاع لويد أوستن، عدم السفر إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لمحاولة تهدئة التوترات.

وقال إيفو دالدر، الذي كان سفيراً لحلف شمال الأطلسي في عهد الرئيس باراك أوباما للصحيفة: "كان هدفهم الأول منع التصعيد، وها هم (الإسرائيليون) يفعلون ذلك مرة أخرى ويجعلون من المرجح أن يحدث ذلك". وأضاف: "إنها صفعة كبيرة في وجه دبلوماسيتهم.. إن إصدار إسرائيل بياناً بأنها تغير استراتيجيتها العسكرية يعني أن وجهة النظر الأميركية لا تؤخذ على محمل الجد في تل أبيب".

تصنيفات

قصص قد تهمك