رجّح المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، الأربعاء، أن تكون إيران وراء محاولتيْ الاغتيال اللتين استهدفتاه، رغم إشارة المسؤولين إلى عدم وجود أدلة تربط هاتين العمليتين بالتهديدات الإيرانية، وانتقد الرئيس جو بايدن قائلاً: "لو كنت رئيساً لهددت إيران بتحويلها إلى أشلاء"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وبدأ الرئيس السابق حديثه عن التهديدات الإيرانية ومحاولات الاغتيال في خطاب استمر لمدة ساعة في مصنع بمنطقة "مينت هيل"، وهي ضاحية من مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا.
وفي خطاب واسع النطاق، قال ترمب إن "مكتب التحقيقات الفيدرالي يتحرك ببطء شديد للتحقيق في محاولتي الاغتيال، بما في ذلك الروابط المحتملة مع إيران. قد تكون متورطة، وقد لا تكون، لكن من الممكن أن تكون إيران. لا أعرف حقاً".
وتساءل ترمب أيضاً عن سبب تأمين قوات إنفاذ القانون الأميركية للرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان، الذي يشارك في اجتماعات الجمعية.
العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال: "رئيس إيران في بلادنا هذا الأسبوع ولدينا قوات أمنية كبيرة تحرسه، ومع ذلك فإنهم يهددون الرئيس السابق والمرشح الرئيسي
ليصبح الرئيس القادم، بالتأكيد مجموعة غريبة من الظروف".
وكانت إيران نفت اتهامات واشنطن لها بشأن التدخل في الشؤون الأميركية، ورغم أن ترمب ركز كثيراً في حملته الانتخابية على اتهام الرئيس جو بايدن بأنه من "دعاة الحرب"، إلا أن الرئيس السابق قال إنه لو كان رئيساً، لكان هدد باتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران إذا أصدرت تهديدات مماثلة.
وقال ترمب: "لو كنت رئيساً لأخبرت الدولة المهددة، في هذه الحالة إيران، أنه إذا فعلتم أي شيء يضر بهذا الشخص، فسندمّر أكبر مدنكم والبلاد بأكملها ونحولها إلى أشلاء".
يأتي ذلك بعد يوم من تلقي ترمب إحاطة مرتبطة بمعلومات من مسؤولي الاستخبارات حول التهديدات القادمة من إيران، فيما كانت وكالات الاستخبارات الأميركية تتعقب مؤامرة محتملة لاغتياله من قبل إيران في الأسابيع التي سبقت إطلاق النار عليه في يوليو خلال تجمعه في بنسلفانيا.
ومع ذلك، لم تجد السلطات أي أدلة تربط إيران بأي من المهاجمين، سواء في بنسلفانيا أو الرجل الذي حاول إطلاق النار عليه في ملعبه للجولف في فلوريدا هذا الشهر.
انتقادات تمويل أوكرانيا
ولفتت الصحيفة إلى أنه استناداً إلى جهود ترمب المستمرة على مدى سنوات لتشويه سمعة التحقيقات الفيدرالية ضده بالقول إنها مدفوعة بأغراض سياسية، جادل بأن مكتب التحقيقات يركز بشكل مفرط عليه وعلى "رهائن 6 يناير"، الاسم الذي أطلقه على أولئك الذين اعتُقلوا لدورهم في هجوم الكابيتول في 6 يناير 2021.
وبعد أن اتهم ترمب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ "إطلاق تعليقات سيئة عنه"، قضى الرئيس الأميركي السابق 8 دقائق في انتقاد الحرب في أوكرانيا، فيما أشار إلى الدمار الناتج عن الصراع، وبدا أنه يلوم زيلينسكي على استمرار القتال.
ثم ألقى ترمب اللوم مباشرة على بايدن ونائبته لاستمرارهما في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، قائلاً: "كان يمكن التوصل إلى اتفاق لو كان لدينا رئيس كفء، بدلاً من رئيس يؤجج الوضع"، وأضاف: "بايدن وكامالا سمحا لهذا بأن يحدث من خلال تزويد زيلينسكي بالأموال والذخائر كما لم يحدث من قبل".
وأكد ترمب مجدداً أنه سيكون قادراً على إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول كيفية القيام بذلك بخلاف الاستفادة من علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخلال مناظرة هذا الشهر، لم يحدد ما إذا كان يأمل في انتصار أوكرانيا، واستبعد زيلينسكي أي تسوية لا تعيد حدود بلاده الأصلية.
سياسة الضرائب والهجرة
وكرر ترمب في "منت هيل" الوعود التي قطعها، الثلاثاء، لاستعادة الصناعة ودعمها في الولايات المتحدة من خلال مجموعة من تخفيضات الضرائب للشركات والرسوم العقابية.
ووصف هاريس بأنها "ملكة الضرائب" بسبب مقترحاتها لعدم تمديد جميع تخفيضات الضرائب التي أقرها، وزيادة الضريبة على الشركات.
وانتقد ترمب معارضتها للرسوم، مشيراً إلى "رؤية كارثية" لعالم بدون الرسوم التي فرضها أثناء رئاسته، قائلاً: "لن يتبقى شيء في هذه الولاية، إذا لم أفعل ما فعلته. هذا المبنى سيكون مغلقاً وفارغاً وبلا وظائف. والآن هو يزدهر".
كما أطلق ترمب مخاوف حول الهجرة، مدعياً أن المهاجرين يسيطرون على "مئات البلدات والمدن في جميع أنحاء بلدنا"، مكرراً ادعاء لا أساس له بأن دولاً أخرى ترسل عمداً مجرمين وأشخاصاً يعانون مشكلات عقلية إلى الحدود، واستمر في الإصرار على أن المهاجرين قاموا بـ"عمليات استيلاء عدائية" في مدينة "سبرينجفيلد" وفي كولورادو.
وأصبحت كلتا المدينتين بؤرة مزاعم خاطئة ومبالغات من قبل الجمهوريين الذين يسعون لمهاجمة إدارة بايدن بشأن سياستها الحدودية.
يشار إلى أن زيارة ترمب إلى نورث كارولاينا تعد الثانية إلى الولاية في أقل من أسبوع، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن السباق هناك متقارب، فيما عقدت منافسته الديمقراطية تجمعات انتخابية في مدينتين هناك في وقت سابق من الشهر.