قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ نحو 120 غارة جوية على لبنان، الأحد، فيما أفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن هذه الغارات قتلت ما لا يقل عن 105 أشخاص.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه شن "غارات واسعة النطاق على أهداف لحزب الله"، متعهداً بـ"مواصلة الهجمات".
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الضربات الإسرائيلية، الأحد، قتلت ما لا يقل عن 105 أشخاص، من بينهم 32 في عين الدلب في الجنوب، و33 في بعلبك الهرمل في الشمال الشرقي.
وأضافت أن الضربات الجوية قتلت 14 مسعفاً على مدى اليومين الماضيين.
وهزت انفجارات ضخمة بيروت بسبب الغارات الجوية، فيما سُمع أزيز الطائرات المسيرة الإسرائيلية وهي تحلق فوق العاصمة اللبنانية خلال الليل، وأوقات كثيرة من نهار الأحد.
وقال شهود من وكالة "رويترز"، فجر الاثنين، إنهم سمعوا دوي انفجار، فيما شوهد الدخان يتصاعد في جنوب غرب العاصمة اللبنانية بيروت. وأوضح الشهود أن الضربة الإسرائيلية استهدفت شقة في منطقة الكولا ببيروت، في أول قصف داخل حدود المدينة.
"نزوح مليون شخص"
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الأحد، إنّ عدد النازحين وصل إلى نحو "مليون شخص" في لبنان، معتبراً أنّ هذه قد تكون "أكبر" عملية نزوح في البلاد.
ووسط تصاعد أزمة النازحين، أعلن برنامج الأغذية العالمي عملية طارئة لتأمين مساعدات غذائية لمليون شخص متضرّر في لبنان.
كما أعلنت السعودية عن تقديم مساعدات طبية وإغاثية للشعب اللبناني، لمساندته في مواجهة هذه الظروف الحرجة، مؤكدة "ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية".
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية، إن إسرائيل قتلت أكثر من ألف لبناني فيما أُصيب 6 آلاف على مدى الأسبوعين المنصرمين.
"الحرب الشاملة"
ووسط تصاعد التوتر في المنطقة بعد اغتيال الأمين العام لـ"حزب" الله اللبناني حسن نصر الله، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إنه "يجب تجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط".
وأضاف بايدن للصحافيين خلال مغادرة مطار ديلاور، أنه سيتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكنه لم يحدد موعداً لهذا الاتصال.
وفي وقت سابق، الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أن الولايات المتحدة ستعزز "قدرات الدفاع الجوي" في الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى وضع قوات أخرى في حالة تأهب عالية.
وذكر المتحدث باسم "البنتاجون"، باتريك رايدر، في بيان، أن وزير الدفاع لويد أوستن، وجه الجيش بتعزيز وجوده في الشرق الأوسط بقدرات دعم جوي "دفاعية"، ووضع قوات أخرى في حالة تأهب عالية، مضيفاً أنه "طالب أيضاً برفع جاهزية واستعداد المزيد من القوات الأميركية للانتشار، مما يعزز من الاستجابة لمختلف حالات الطوارئ".
وتأتي دعوة بايدن لتجنب التصعيد، بينما اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، أن "جرائم" إسرائيل "لن تبقى دون رد"، مضيفاً أن اغتيال نصر الله "أثبت مرّة أخرى أنها غير ملتزمة بأي من المعايير الدولية"، وفق ما أفادت وكالة "مهر" الإيرانية.
وقال بزشكيان أيضاً: "يجب ألا يُترك المقاومون وحدهم ليواصل الكيان الإسرائيلي جرائمه، ويعتدي على دول محور المقاومة واحدة تلو الأخرى".
كما اعتبر أن "مزاعم أميركا والدول الأوروبية حول الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حال اجتناب إيران الرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، كانت كاذبة".
"مواصلة استهداف حزب الله"
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد، إن "حزب الله فقد أسلحة وعدداً من أعضائه وقائده (حسن نصر الله) في الهجمات الإسرائيلية"، معتبراً أنه "يتعين على إسرائيل مواصلة استهداف الحزب بقوة".
ويناقش وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت حالياً توسيع الحملة العسكرية في لبنان، وفق "رويترز".
وفي وقت سابق، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن الولايات المتحدة ترى أن هناك احتمالات لقيام إسرائيل بتوغل بري محدود في لبنان، في وقت تنقل تل أبيب قواتها إلى الحدود الشمالية.
وأفاد مسؤول أميركي لشبكة CNN بأن "التقييم الأميركي استند إلى تعبئة القوات الإسرائيلية وتنظيف المناطق فيما يمكن أن يكون استعداداً لشن توغل بري".
وفي وقت سابق، السبت، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجيش يستعد لاحتمال حدوث توغل بري، لكنه كان خياراً واحداً فقط يجري تقييمه، مشيراً إلى أن الهدف المعلن لإسرائيل هو "إعادة أكثر من 60 ألفاً من السكان إلى منازلهم في الشمال" بالقرب من الحدود مع لبنان.
والأربعاء الماضي، قال هاليفي، إن البلاد تستعد لدخول محتمل لقوات برية إلى لبنان.
