بينما تترقب إيران هجوماً إسرائيلياً على خلفية الهجوم الصاروخي الذي نفذته، الثلاثاء، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الغرب إلى مغادرة الشرق الأوسط، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يخلص المنطقة من الحروب والاشتباكات بشكل نهائي.
وقال خامنئي الذي كان يتحدث أمام مجموعة من النخب والمواهب العلمية المتفوقة في العاصمة طهران، إن أساس المشاكل في المنطقة يكمن في وجود أطراف "تتحدث زيفاً عن السلام والأمن كأميركا وبعض الدول الأوروبية"، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
واعتبر المرشد الإيراني أنه "إذا أخرجوا شرهم من المنطقة، وتم التخلص من مكائد هذه الدول، فستنتهي الحروب والاشتباكات في المنطقة بشكل نهائي، وسوف تكون دول المنطقة قادرة على إدارتها بسلام والعيش باستقرار وازدهار".
وأضاف خامنئي أن هذه الأطراف "تقوم بإشعال الفتن بين شعوب وحكومات المنطقة كما حصل حين أوقعوا صدام حسين في شركهم، ودفعوه لشن حرب على إيران"، وتابع موضحاً أن ذلك "أدى إلى خلق أوقات عصيبة ومريرة للبلدين، وبعد أن رحل عم السلام والهدوء والمودة بين إيران والعراق حكومة وشعباً".
وهذا هو أول ظهور علني للمرشد الإيراني منذ أن شنت طهران، الثلاثاء، هجوماً صاروخياً واسعاً على إسرائيل قال الحرس الثوري إنه جاء رداً على عمليات القتل الإسرائيلية التي نفذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة، واستهدفت قادة فصائل مسلحة في المنطقة وكذلك رداً على الهجمات الإسرائيلية على لبنان وغزة.
وأطلقت إيران أكثر من 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل. وانطلقت صافرات الإنذار في أنحاء إسرائيل، وسُمع دوي انفجارات في القدس وغور الأردن بعد أن احتشد إسرائيليون في الملاجئ.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن سفناً حربية تابعة للبحرية الأميركية، أطلقت نحو 10 صواريخ اعتراضية على صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل.
وتعهدت إسرائيل بتحميل إيران عواقب الهجوم. وقال سفيرها لدى الأمم المتحدة داني دانون لصحافيين: "سنتحرك. ستشعر إيران قريباً بعواقب أفعالها. سيكون الرد مؤلماً".
وأوردت صحيفة "الجارديان" أن شعوراً بالتشاؤم يسود في إيران، إذ تعلم طهران أن دفاعاتها الجوية التي زودتها بها روسيا في أغلبها بدائية، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جعل من تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط هدفاً صريحاً للحرب، وهو ما يعتبر كثيرون أنه يعني إضعاف البرنامج النووي الإيراني.
وفي حديثه عن رد إسرائيل المحتمل، قال محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس النواب: "لقد أعددنا أنفسنا للجنون المحتمل من جانب إسرائيل، وصممنا خطة غير متوقعة، وسوف يكون ردنا التالي على الاعتداءات المحتملة على مستوى مختلف تماماً".
ومن ضمن أهم المواقع النووية في إيران، موقع فوردو بالقرب من مدينة قم، وهو منشأة لتخصيب اليورانيوم في عمق الأرض.
ومن شأن الهجوم الإسرائيلي على هذا الموقع أن يعجل بعودة الجدل في الداخل الإيراني بشأن ما إذا كانت البلاد في حاجة إلى امتلاك سلاح نووي.
