تبادلت إيران وإسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة التهديدات بالثأر الأربعاء، إذا تعرضتا لهجوم، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن، وسط مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام المجلس المكون من 15 عضواً: "يجب أن تتوقف هذه الدوامة القاتلة من العنف المتبادل. الوقت ينفد".
وعقد المجلس اجتماعاً بعد أن اغتالت إسرائيل الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية حسن نصر الله، وبدأت هجوماً برياً في لبنان، أعقبه هجوم إيران على إسرائيل بالصواريخ البالستية.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون للمجلس: "إسرائيل ستدافع عن نفسها. سنتخذ إجراء. وأؤكد لكم أن العواقب التي ستواجهها إيران بسبب أفعالها ستكون أعظم بكثير مما يمكن أن تتخيله".
من ناحيته، اعتبر السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراني أن الهجوم الصاروخي كان "لاستعادة التوازن والردع"، وقال إن المزيد من التصعيد يمكن تجنبه إذا أوقفت إسرائيل الحرب في غزة والهجمات على لبنان.
وأضاف أن إيران "مستعدة تماماً لاتخاذ أي إجراءات دفاعية أخرى، إذا لزم الأمر، لحماية مصالحها المشروعة، والدفاع عن سلامة أراضيها وسيادتها ضد أي عدوان عسكري والاستخدام غير القانوني للقوة".
من جانبها، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد لمجلس الأمن أن "دعم بلادها لإسرائيل دفاعي".
وتابعت جرينفيلد: "دعوني أوضح: سيتحمل النظام الإيراني مسؤولية أفعاله. ونُحذر بشدة من قيام إيران أو حلفائها بأي أعمال ضد الولايات المتحدة، أو أي أعمال أخرى ضد إسرائيل"، معتبرةً أن على مجلس الأمن التنديد بالهجوم الإيراني، وفرض "عواقب وخيمة" على الحرس الثوري الإيراني بسبب أفعاله.
ودعت جرينفيلد كل من واشنطن وإسرائيل إلى فرض عقوبات على إيران.
بدوره، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير، إن بلاده تريد من مجلس الأمن "إظهار الوحدة والتحدث بصوت واحد" لتهدئة الموقف.
ضبط نفس "استثنائي"
الأمين العام للأمم المتحدة قال لمجلس الأمن إنه يندد بشدة بالهجوم الإيراني على إسرائيل.
وذكر وزير الخارجية الإسرائيلي في وقت سابق الأربعاء، أنه حظر دخول أنطونيو جوتيريش إلى إسرائيل، لأنه لم يندد بالهجوم الإيراني.
وأشاد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بضبط النفس "الاستثنائي" الذي أبدته إيران في الأشهر الماضية. وقال إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل لا يمكن "تقديمه وكأن كل هذا قد حدث من فراغ.. وكأن شيئاً لم يحدث.. كأن شيئاً لم يحدث في لبنان وغزة، وفي سوريا، وفي اليمن".
وأضاف: "لكن (شيئاً) حدث، وأدى إلى دوامة جديدة وخطيرة للغاية من الصراع الآخذ في الاتساع في الشرق الأوسط".
وقالت إيران في رسالة إلى مجلس الأمن الثلاثاء، إن هجومها على إسرائيل دفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التأسيسي، مشيرة إلى "الأعمال العدوانية" التي قامت بها إسرائيل، ومن بينها انتهاكات لسيادة إيران.
وعلى مدار العام الماضي، تبنى مجلس الأمن 4 قرارات بشأن حرب إسرائيل في غزة، كان آخرها في يونيو الماضي، عندما أيّد اقتراح وقف إطلاق النار الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن.
واتهم نيبينزيا الولايات المتحدة "بمحاولة خداعنا" من خلال دفع الدبلوماسية الهادئة التي لم تثمر بعد عن اتفاق لإنهاء الحرب في غزة.
