ميلانيا ترمب تتحدى زوجها والحزب الجمهوري: أدعم الحق في الإجهاض

دبي-الشرق

كشفت ميلانيا ترمب، زوجة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عن دعمها لحق المرأة في الإجهاض، وهو ما قالت وكالة "أسوشيتد برس" إنه يبرز تبايناً صارخاً مع زوجها بشأن هذه القضية الحاسمة في انتخابات الرئاسة الأميركية.

ودافعت سيدة الولايات المتحدة الأولى السابقة، في مقطع فيديو نشرته على حسابها على منصة "إكس"، عن "الحريات الشخصية للنساء في اتخاذ القرارات الخاصة بأجسادهن"، وهو موقف يتعارض مع الكثير من آراء الحزب الجمهوري وزوجها الذي عانى من أجل إيجاد رسالة متسقة بشأن الإجهاض في حملته، في ظل تعرضه لضغوط من قبل مؤيديه المناهضين للإجهاض، وأغلبية الأميركيين الذين يدعمون الحق في الإجهاض.

وقالت ميلانيا في الفيديو: "الحرية الشخصية مبدأ أساسي أحرص على حمايته، وبلا شك لا يوجد مجال للتنازل عندما يتعلق الأمر بهذا الحق الأساسي الذي تتمتع به جميع النساء منذ الولادة: الحرية الفردية".

وتساءلت: "لماذا يجب أن يكون لأي شخص آخر غير المرأة نفسها السُلطة لتحديد ما تفعله بجسدها؟ فالحق الأساسي للمرأة في الحرية الشخصية وحياتها الخاصة يمنحها سُلطة إنهاء حملها إذا رغبت في ذلك".

وتتناقض هذه الآراء بشكل حاد مع آراء الحزب الجمهوري المناهضة للإجهاض ومع ترمب، الذي ادعى مراراً الفضل في تعيين قضاة المحكمة العليا الثلاثة الذين ساعدوا في إلغاء حكم "رو ضد وايد".

الإجهاض في وقت متأخر من الحمل

وتدافع ميلانيا أيضاً عن عمليات الإجهاض في وقت متأخر من الحمل، مؤكدة أن "معظم عمليات الإجهاض التي تتم خلال هذه المراحل من الحمل تكون بسبب وجود تشوهات جنينية شديدة ربما كانت لتؤدي إلى وفاة الطفل أو ولادة جنين ميت، أو ربما حتى وفاة الأم". وقالت: "هذه الحالات كانت نادرة للغاية وعادةً ما تحدث بعد عدة مشاورات بين المرأة وطبيبها".

ووفقاً لـ "أسوشيتد برس"، تبدو هذه الآراء متعارضة للغاية مع آراء زوجها، الذي غالباً ما أعاد نشر معلومات مضللة حول عمليات الإجهاض في وقت متأخر من الحمل، مدعياً بشكل خاطئ أن الديمقراطيين يدعمون الإجهاض "بعد الولادة"، على الرغم من أن قتل الأطفال الرضع محظور في كل الولايات.

انتقادات ضد ميلانيا ترمب

من جانبها، أدانت المجموعة الوطنية المناهضة للإجهاض "SBA Pro-Life America" آراء ميلانيا ترمب بشأن هذه القضية، بما في ذلك تعليقاتها حول الإجهاض في وقت متأخر من الحمل، لكنها قالت إن "أولوية المنظمة الآن هي هزيمة (المرشحة الديمقراطية) كامالا هاريس".

ونقلت الوكالة عن رئيسة المنظمة مارجوري دانينفيلسر قولها: "النساء اللاتي يواجهن حالات حمل غير مُخطَط لها يطالبن بمزيد من الموارد، وليس المزيد من عمليات الإجهاض، فيجب أن نتعاطف معهن ومع الأطفال في الأرحام الذين يعانون من عمليات الإجهاض الوحشية".

ورداً على دفاع ميلانيا عن حقوق الإجهاض، نشرت حملة هاريس بياناً أشارت فيه إلى دور ترمب في إنهاء حكم "رو ضد وايد"، وقالت المتحدثة باسم الحملة سارافينا تشيتيكا، في بيان: "من المؤسف بالنسبة للنساء في جميع أنحاء أميركا أن زوج ميلانيا يختلف معها بشدة وهو السبب في أن أكثر من واحدة من كل 3 نساء أميركيات تعيش في ظل حظر الإجهاض الذي فرضه ترمب، وهو ما يهدد صحتهن وحريتهن وحياتهن".

وأضافت: "لقد أوضح ترمب موقفه بشأن هذه القضية تماماً، إذ أنه في حال فوزه بانتخابات الرئاسة في نوفمبر، سيحظر الإجهاض على مستوى البلاد، ويعاقب النساء، ويقيد وصولهن إلى الرعاية الخاصة بالصحة الإنجابية". 

مذكرات ميلانيا ترمب

وقالت "أسوشيتد برس" إن فيديو ميلانيا الأخير يؤكد ما جاء في المقتطفات التي تم نشرها من مذكراتها، والتي نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، الأربعاء.

وأشارت الوكالة إلى أن ميلانيا نادراً ما تعرب عن آرائها السياسية الشخصية، كما أنها لم تكن متواجدة في الحملة الانتخابية، لكن تزعم في مذكراتها، التي من المقرر إصدارها الثلاثاء، أن قرار إنهاء الحمل يجب أن يُترك للمرأة وطبيبها "بدون أي تدخل أو ضغط من الحكومة"، وفقاً للمقتطفات المنشورة.

ووصفت الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية بريتاني كرامبسي إصدار مذكرات ميلانيا ترمب بأنه "محاولة واضحة لجذب الناخبين المعتدلين، وتصحيح صورة (المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس) جي دي فانس بعد وجهات نظره المتطرفة للغاية بشأن قضية الإجهاض"، لكن كرامبسي شككت في أن هذه الخطوة ستعود بالنفع على ترمب، قائلة إن وجهات نظره المتغيرة "أربكت الناخبين وزرعت حالة من عدم الثقة".

وقالت ماري روث زيجلر، وهي أستاذة القانون في كلية "ديفيس" للحقوق بجامعة كاليفورنيا، والتي تركز على قانون وتاريخ حقوق الإنجاب، إن من غير الواضح ما إذا كان إصدار المذكرات قبل فترة قصيرة من الانتخابات يبدو كمحاولة لمساعدة ترمب، لكنها أشارت إلى أن انفصال ميلانيا عن زوجها بشأن هذه القضية يبدو مألوفاً تاريخياً".

وأشارت زيجلر إلى وجود "تاريخ عميق للغاية لدور السيدات الأوائل في الولايات المتحدة في دعم حقوق الإجهاض، بما في ذلك بيتي فورد، زوجة الرئيس الأميركي السابق جيرالد فورد، التي كانت داعمة صريحة لحقوق الإجهاض".

وروَج ترمب لمذكرات زوجته في تجمع حاشد بنيويورك، في سبتمبر، داعياً مؤيديه إلى "شراء الكتاب"، لكن ليس من الواضح ما إذا كان الرئيس السابق قد قرأ الكتاب أم لا، إذ قال أمام الحضور: "اذهبوا واشتروا الكتاب، إنه رائع، وإذا كانت قد ذكرت أشياء سيئة عني، سأتواصل معكم جميعاً لأقول: لا تشتروا الكتاب".

تصنيفات

قصص قد تهمك