"اليونيفيل" تتهم إسرائيل بقصف مواقعها.. وتل أبيب: أخطرناهم قبلها ونستهدف حزب الله

أفراد من قوات "اليونيفيل" يراقبون الحدود اللبنانية الإسرائيلية من برج مراقبة في بلدة مروحين جنوب لبنان في 12 أكتوبر 2023 - Reuters
أفراد من قوات "اليونيفيل" يراقبون الحدود اللبنانية الإسرائيلية من برج مراقبة في بلدة مروحين جنوب لبنان في 12 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي/بيروت-الشرقرويترز

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، الخميس، إن مقراتها ومواقع تابعة لها في الجنوب على طول "الخط الأزرق"، تعرضت إلى إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن اثنين من أفرادها أصيبا بنيران قصف مدفعي إسرائيلي، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه كان يستهدف "حزب الله"، وإنه أخطر القوة الأممية قبل إطلاق النار.

وحذّرت "اليونيفيل"، في بيان، من أن التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق، سيخلف "دماراً واسع النطاق على المدن والقرى في جنوب لبنان"، لافتةً إلى أن الصواريخ الإسرائيلية لم تتوقف على مدار الأيام الماضية، بما في ذلك نحو المناطق المدنية.

وأضافت أن "خلال الأيام الماضية شهدنا توغلات من الجيش الإسرائيلي إلى لبنان في الناقورة ومناطق أخرى.. والاشتباكات مع عناصر جماعة حزب الله على الأرض في جنوب لبنان". وذكرت أن "المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة تعرض إلى جانب مواقع مجاورة للقصف بشكل متكرر".

وتتواجد قوة "اليونيفيل" في لبنان منذ العام 1978، وتضم نحو 10 آلاف جندي وتنتشر في الجنوب للفصل بين إسرائيل ولبنان بعد نزاعات عدة. ويحظر قرار مجلس الأمن رقم 1701 في لعام 2006، على جميع الأطراف عبور "الخط الأزرق"، وهو خط حددته الأمم المتحدة ويفصل لبنان عن إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

انتهاكات متكررة

وقالت "اليونيفيل" إن جنديين من قوات حفظ السلام أصيبا بعدما أطلقت دبابة "ميركافا" تابعة للجيش الإسرائيلي النار باتجاه برج مراقبة في مقر القوة بالناقورة، موضحة أن "الجنديين لا يزالان في المستشفى، لكن إصابتهما ليست خطيرة".

وأوضحت القوة الأممية أن "الجيش الإسرائيلي أطلق النار على موقع الأمم المتحدة 31-1 في رأس الناقورة، متسببين في إصابة مدخل الدشمة، حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات"، كما أفادت بـ"رصد مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي تحلق داخل موقع الأمم المتحدة".

وذكرت كذلك أن "جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار عمداً، الأربعاء، على كاميرات مراقبة في محيط الموقع وعطلوها، بالإضافة إلى نقطة مراقبة تابعة للأمم المتحدة 32A-1 في رأس الناقورة، حيث كانت تعقد الاجتماعات الثلاثية المنتظمة قبل بدء النزاع، ما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال".

وشددت "اليونيفيل" على أن أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام، يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701، مذكرة الجيش الإسرائيلي والأطراف الفاعلة بـ"التزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".

ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن "حزب الله ينشط داخل وبالقرب من مناطق مدنية في جنوب لبنان"، وأيضاً "بالقرب من مواقع لليونيفيل".

وأضاف أن قواته "تعمل في جنوب لبنان، وهي تحافظ على اتصالات روتينية مع اليونيفيل".

وبشأن الهجوم الذي استهدف مواقع للقوة الأممية في جنوب لبنان، قال الجيش الإسرائيلي إنه "في صباح الخميس، كانت قوات من الجيش الإسرائيلي تعمل في منطقة الناقورة، قرب موقع لليونيفيل، وبناء على ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي تعليماته لقوات الأمم المتحدة في المنطقة، بالبقاء في أماكن محمية، وقامت القوات على إثر ذلك بإطلاق النار في المنطقة".

مطالب إسرائيلية بـ"التحرك"

وطلب الجيش الإسرائيلي من قوات "اليونيفيل"، الأسبوع الماضي، الاستعداد للتحرك مسافة تزيد 5 كيلومترات من الحدود بين إسرائيل ولبنان، فيما يعرف بالخط الأزرق "في أقرب وقت ممكن، حفاظاً على سلامتكم"، وفقاً لـ"رويترز".

وقال وكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا، إن القوة الأممية ما زالت في موقعها رغم الطلب الإسرائيلي، موضحاً أنها توفر حلقة الاتصال الوحيدة بين جيشي الدولتين.

وأضاف لاكروا للصحافيين: "تواصل قوات حفظ السلام بذل قصارى جهدها للاضطلاع بتفويضها من مجلس الأمن في ظل ظروف من الواضح أنها صعبة جداً". وأضاف أن هناك خطط طوارئ جاهزة للتعامل مع أي عواقب جيدة أو سيئة.

وتابع "قوات حفظ السلام باقية حالياً في مواقعها، جميعها... يتعين على الأطراف احترام سلامة وأمن قوات حفظ السلام، وأود التأكيد على هذا".

وطلب الجيش الإسرائيلي كذلك من سكان عشرات البلدات في جنوب لبنان إخلاء منازلهم على الفور، في وقت يواصل توغله عبر الحدود وضرب ما يقول إنها أهداف لـ"حزب الله" في ضواحي بيروت.

تصنيفات

قصص قد تهمك