قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه أرسل وحدة عسكرية أخرى لدعم قواته في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، حيث قال سكان إن الدبابات تنسف الطرق والمنازل مع توغلها في القطاع، فيما أعلن استدعاء لواء احتياط إضافي لتنفيذ عمليات في الجبهة الشمالية.
وذكر سكان من جباليا بشمال القطاع، أن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى قلب المخيم، بدعم من قصف بري وجوي كثيف، بعد توغلها في الأحياء والمناطق السكنية. وأضافوا أن الجيش الإسرائيلي يدمر عشرات المنازل بشكل يومي، أحياناً من الجو والأرض، وعبر زرع قنابل في المباني ثم تفجيرها عن بعد.
وجاء تصعيد إسرائيل لعملياتها في جباليا بعد يوم من إعلانها أنها اغتالت يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس". ويقول الجيش الإسرائيلي إن عمليته في جباليا تهدف إلى منع "حماس" من إعادة تنظيم صفوفها لشن المزيد من الهجمات.
وذكر سكان أن القوات الإسرائيلية عزلت بشكل فعلي بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت حركة السكان باستثناء الأسر التي تستجيب لأوامر الإخلاء، وتغادر البلدات الثلاث.
أوضاع كارثية
وخلال الأيام الأخيرة، تدهورت الأوضاع الكارثية بالفعل في شمال غزة بسرعة، بعدما صعدت إسرائيل هجماتها في المنطقة بالتوغل البري في جنوب لبنان، ومنعت الأمم المتحدة من تقديم أي مساعدات إلى الشمال لمدة أسبوعين، وفقاً لرئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وحتى قبل هذه التحرّكات، حذرت منظمات إغاثة دولية من أن ما يقرب من 400 ألف شخص لا يزالون يعيشون في شمال غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وحذّر مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، أنطوان رينارد، من نفاد إمدادات الغذاء لمئات الآلاف من الأشخاص في شمال قطاع غزة في غضون أسبوع ونصف، إذا لم تسمح إسرائيل على الفور بزيادة كبيرة في عمليات تسليم المساعدات.
وقال رينارد في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الخميس، إن الإمدادات يتوقع أن تنفد قبل ذلك بكثير، مضيفاً أن البرنامج لن يكون قادراً على توفير وجبات ساخنة للناس في شمال غزة خلال أسبوع ونصف، ولن يتمكن من توفير الخبز في غضون أسبوع، إذا لم ترتفع عمليات تسليم المساعدات بشكل كبير.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، حذّرت 4 مجموعات حقوق إنسان إسرائيلية من وجود "مؤشرات مقلقة" على أن إسرائيل بدأت بهدوء في تنفيذ خطة مثيرة للجدل لكسر حركة "حماس"، وإجبارها على إطلاق سراح 101 إسرائيلياً، لا تزال تحتجزهم في قطاع غزة.
وتتضمن الخطة، التي أُطلق عليها "خطة الجنرالات" إصدار أوامر للمدنيين بمغادرة شمال القطاع، ثم فرض حصار كامل على أي شخص يبقى، فيما نفى الجيش الإسرائيلي تنفيذه للخطة التي اقترحها الشهر الماضي مجموعة من الجنرالات السابقين.