أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن موسكو "لم ترفض قط" المفاوضات بشأن أوكرانيا، معتبراً أن حكومة كييف "غير جدية" بشأن تلك المسألة.
وقال لافروف رداً على سؤال عما إذا كان هناك تفاهماً بعدم إمكانية التوصل لاتفاق سلام مع كييف، خلال مقابلة مع الصحافية الروسية مارينا كيم نشرت نصها وزارة الخارجية الروسية: "أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً، أننا لم نرفض المفاوضات قط".
وأضاف: "من الواضح أن هذا الأمر ليس قرار الرئيبس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنهم يدعوننا إلى المفاوضات ويحاولون قلب الأمور رأساً على عقب، قائلين إن أوكرانيا هي من تريد المفاوضات، لكن روسيا ترفض".
وتابع وزير الخارجية الروسي: "لقد قال بوتين مراراً إنه يجب على زيلينسكي على الأقل إلغاء المرسوم الصادر قبل عامين، والذي يحظر المفاوضات مع حكومة بوتين".
ووضعت روسيا شروطاً لحل الأزمة الأوكرانية، تتضمن انسحاب قوات كييف من عدة مناطق، والتخلي عن خطط الانضمام إلى الناتو. كما تعتقد موسكو أنه ينبغي رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة عليها، وضمان الوضع غير المنحاز وغير النووي لأوكرانيا.
"احتواء الصين" أولوية لترمب
في سياق آخر، قال وزير الخارجية الروسي إن مهمة "احتواء" الصين، ستكون أولوية بالنسبة للولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي تعتبر روسيا بمثابة "تهديد اليوم".
وأضاف لافروف: "أعتقد أن مهمة احتواء الصين التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستبقى أولوية بالنسبة لإدارة دونالد ترمب، نحن نشكل تهديد اليوم"، مشيراً إلى أن واشنطن لا يمكن أن تسمح لروسيا بإثبات أنها "لاعب قوي"، وتتهمها بأنها "تحاول تقويض سمعة الغرب".
وأشار الوزير الروسي، إلى أن الأمر "الأهم بالنسبة للولايات المتحدة، هو سمعتها فهي لا تهتم بالمصير الحقيقي للشعوب، ولا سيما المصير الأوكراني".
والأسبوع الماضي، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على فوزه بالسباق الرئاسي، معرباً عن استعداده للتحدث مع الأخير، كما اعتبر أن أي أفكار بشأن تسهيل إنهاء "أزمة أوكرانيا"، واستعادة واشنطن العلاقات مع موسكو "تستحق الاهتمام".
وأكد بوتين في منتدى فالداي للحوار بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، استعداده لإجراء حوار مع ترمب، مشدداً على "استعداد موسكو للعمل مع أي رئيس أميركي يثق به الشعب الأميركي".
وقال ترمب خلال حملته الانتخابية، إنه يستطيع إحلال السلام في أوكرانيا خلال 24 ساعة، إذا عاد إلى البيت الأبيض، لكنه لم يذكر سوى تفاصيل قليلة عن طريقة إنهاء أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
انتخابات أوكرانية محتملة
وفي تعليق على تقارير مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، التي أشارت إلى إمكانية إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا في وقت مبكر من مايو 2025، قال وزير الخارجية الروسي إنه "من الممكن إجراء الانتخابات بطرق مختلفة، ومن المهم أن تجري العملية بشكل صحيح".
وعندما سئل خلال المقابلة عما إذا كانت الانتخابات المحتملة في أوكرانيا ستحل مشكلة شرعية السلطة، وما إذا كان من الممكن التفاوض مع قيادة البلاد بعد ذلك، أشار الوزير إلى ضرورة "إجراء العملية المقابلة وتنظيمها بشكل صحيح".
ومضى قائلاً: "لا أعرف، يمكن تنظيم الانتخابات بطرق مختلفة، كما ترى كيف تم تنظيم الانتخابات في مولدوفا، لا يمكننا الحكم على شرعية هذه العملية الانتخابية، أو تلك إلا عندما نفهم أنها جرت ونرى كيف تم تنظيمها".
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير عام 2022، لم يعط بوتين أي إشارة إلى أن استعداد روسيا لتقديم تنازلات من أجل إنهاء الحرب، لكنه يكرر دائماً استعداده لإجراء محادثات، ويشدد على ضرورة أن تأخذ أي مفاوضات مقبلة في الاعتبار الحقائق على الأرض.
وفي 14 يونيو الماضي، حدد بوتين شروطه لإنهاء الحرب وهي تخلي أوكرانيا عن طموحات الانضمام للناتو، وسحب قواتها من المناطق الأربعة التي تطالب بها روسيا في شرق أوكرانيا.
وتسيطر موسكو على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014، ونحو 80% من إقليم دونباس، وهي منطقة منتجة للفحم والصلب وتضم دونيتسك ولوغانسك، وأكثر من 70% من منطقتي زابوروجيا وخيرسون.