قال السفير الروسي في لندن أندريه كيلين الخميس، إن بريطانيا أصبحت الآن "متورطة بشكل مباشر" في حرب أوكرانيا بعد استخدام كييف صواريخ "ستورم شادو" لضرب أهداف داخل روسيا، فيما ردت الحكومة البريطانية بالقول إنها لن تتراجع أو تشتت انتباهها بتعليقات من فلاديمير بوتين أو السفير الروسي.
وفي حديثه لشبكة SkyNews البريطانية، دعا كيلين الغرب إلى النظر بعناية إلى مستوى العتبة المنخفضة التي وضعتها روسيا لاستخدام الأسلحة النووية.
يأتي ذلك بعد أن وافق الحلفاء الغربيون على استخدام أوكرانيا صواريخ غربية طويلة المدى لضرب أهداف داخل روسيا هذا الأسبوع، عقب أشهر من الإلحاح الأوكراني.
وأطلقت كييف صواريخ ستورم شادو البريطانية على روسيا بعد أيام قليلة من موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على نفس التغيير في السياسة.
وقالت روسيا، الخميس، إن دفاعاتها الجوية أسقطت صاروخين من طراز "ستورم شادو" البريطاني.
واعتبر السفير الروسي أن سماح بريطانيا لأوكرانيا باستخدام صواريخها عبر الحدود "جر المملكة المتحدة إلى الصراع".
وأضاف كيلين: "بالتأكيد، بريطانيا والمملكة المتحدة (بالكامل) متورطة الآن بشكل مباشر في هذه الحرب، لأن هذه العمليات لا يمكن أن تتم دون وجود أفراد من الناتو، ومن بينهم أفراد بريطانيون أيضاً".
وتابع قائلاً: "اتخذت الإدارة الأميركية، بدعم من فرنسا والمملكة المتحدة، قراراً متعمداً بتنفيذ هذه الهجمات، مما يزيد من تصعيد الوضع بشكل خطير، وقد يؤدي إلى تصادم بين القوى النووية".
ووصف كيلين ذلك بـ"الغش المتعمد ضدنا" مؤكداً أنه تلقى العديد من التأكيدات في السابق، بأن صواريخ ستورم شادو ستستخدم فقط داخل الأراضي الأوكرانية.
تحذير بوتين
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، قائلاً إن روسيا اختبرت صاروخاً جديداً أسرع من الصوت، ومتوسط المدى في هجوم على مدينة دنيبرو الأوكرانية.
وحذر من أنه يمكن استخدامه أيضاً ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح لكييف باستخدام صواريخها.
وقال بوتين: "نعتقد أن لدينا الحق في استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا".
وتابع: "وفي حال تصعيد الأعمال العدائية، سنرد بحزم وبطريقة مماثلة".
"مقاتلين أجانب"
وعند سؤاله عن الفرق بين استخدام أوكرانيا للصواريخ البريطانية واستخدام روسيا للمعدات والموارد البشرية الصينية والإيرانية والكورية الشمالية، أشار السفير البريطاني كيلين إلى المقاتلين الأجانب في الجانب الأوكراني.
وقال: "في هذا الموضوع، يمكنني أن أقول ببساطة إن لدينا العديد من المرتزقة من دول مختلفة يقاتلون الآن إلى جانب أوكرانيا".
وأضاف: "لقد رأينا مؤخراً في منطقة كورسك وحدة بولندية، وهي ترتدي زياً خاصاً يرتديه الجنود البولنديون. فما المشكلة إذن؟"
لندن: لن نتراجع
ورداً على تعليقات كيلين، قال متحدث باسم داونينج ستريت إن الحكومة لن "تتراجع أو نشتت انتباهنا بتعليقات من فلاديمير بوتين أو السفير الروسي".
وحتى هذا الأسبوع، قالت بريطانيا إنه يمكن استخدام دباباتها وصواريخها المضادة للدبابات ومعداتها الأخرى داخل روسيا، لكنها كانت قد وضعت قيوداً على استخدام الصواريخ بعيدة المدى، وهو ما يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة.
وأثار الرئيس بوتين مرة أخرى هذا الأسبوع، إمكانية استخدام الأسلحة النووية عندما وافق على تغييرات تخفض العتبة لاستخدام مثل هذه الأسلحة.
واعتبر مراقبون هذه الخطوة مجرد تهديدات فارغة، لكن السفير الروسي قال لـSkyNews إنه يأمل أن يتم النظر في التغيير "بعناية من قبل الخبراء الغربيين"، حيث أن التقليل من خطر التصعيد "خطير".
صاروخ باليستي عابر للقارات
وأفادت تقارير، الخميس، بأن روسيا قد تكون قد أطلقت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات على مدينة دنيبرو الأوكرانية.
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن السلاح المستخدم كان له سرعة وارتفاع يشبه صاروخ باليستي عابر للقارات.
وأضاف: "اليوم، أظهر جيراننا المجانين مرة أخرى ما هم عليه حقاً، وكيف يستهينون بالكرامة والحرية وحياة الإنسان بشكل عام. إنه (بوتين) خائف جداً لدرجة أنه بدأ في استخدام صواريخ جديدة".
وأضاف أن تحقيقاً يجري لتحديد نوع الصاروخ.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن التقارير عن استخدام الصاروخ "مقلقة للغاية".
ومع ذلك، في خطابه التلفزيوني مساء الخميس، تحدث بوتين عن استخدام قواته لصاروخ جديد متوسط المدى لضرب مصنع صواريخ في دنيبرو.
كما قال المسؤولون الأميركيون إن تقييمهم الأولي كان أن الصاروخ "سلاح متوسط المدى".
في المقابل، يمكن للصاروخ الباليستي العابر للقارات أن يحلق لمسافة أبعد، بمدى يزيد عن 3500 ميل (5600 كم). وعادة ما يستخدم لحمل رؤوس حربية نووية ولكن يمكنه أيضاً حمل رؤوس أخرى.
