قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاثنين، إن مياه البحر جرفت وأتلفت خلال اليومين الماضيين نحو 10 آلاف خيمة للنازحين في القطاع؛ بسبب تأثير دخول فصل الشتاء، والمنخفض الجوي.
وأضاف المكتب الإعلامي في بيان عبر "تليجرام"، أن فرق التقييم الميداني الحكومية، كشفت عن أن 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك بعد تلف واهتراء 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري، حيث أن هذه الخيام مصنوعة من القماش والنايلون.
وذكر البيان أن هذه الخيام اهترأت مع حرارة الشمس ومع ظروف المناخ في قطاع غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، خاصة بعد مرور أكثر من 416 يوماً على حرب الإبادة الجماعية، وعلى جريمة التهجير القسري، والنزوح الإجباري، وهذه الظروف غير الإنسانية".
وأكد المكتب الإعلامي، أن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يوماً بعد يوم في ظل فرض الاحتلال لجريمة التهجير القسري، حيث بلغ عدد النازحين 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة، وهؤلاء نزحوا أكثر من 5 مرات متتالية، ومازالوا تحت قهر الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال.
وأشار المكتب الإعلامي بأن لدى قطاع غزة 543 مركزاً للإيواء والنُّزوح "نتيجة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جريمة التهجير القسري وهي جريمة ضد الإنسانية من خلال إجبار المواطنين على النزوح الإجباري من منازلهم وأحيائهم السكنية الآمنة، وهي جريمة مخالفة للقانون الدولي".
وذكر المكتب الإعلامي بأن قطاع غزة "مُقبل على أزمة عميقة وكارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء، وظروف المناخ الصعبة، وبالتالي سوف يصبح 2 مليون إنسان بلا أي مأوى في فصل الشتاء، وسيفترش هؤلاء الأرض وسيلتحفون السماء، وذلك بسبب اهتراء خيام النازحين وخروجها عن الخدمة تماماً".
وبين أن إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال 250 ألف خيمة وكرفان إلى القطاع، مجموعة من العوامل التي ساهمت في تردي الظروف الإنسانية في القطاع.
وأدان المكتب الإعلامي "الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي والمتمثلة في التهجير القسري والنزوح الإجباري والإبادة الجماعية والقتل الممنهج، وإرغام 2 مليون نازح على الخروج من منازلهم، واللجوء إلى مناطق غير مهيئة لاستقبال مئات آلاف النازحين في خيام غير مناسبة، وفي مناطق غير إنسانية وغير آمنة".
وقال المكتب الإعلامي: "نُحمل الاحتلال الإسرائيلي، والإدارة الأميركية وكل الدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية؛ كامل المسؤولية عن هذه الظروف الكارثية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وندعو كل العالم إلى إدانة هذه الجرائم، والاصطفاف مع الإنسانية والأخلاق".
انتهاكات كارثية
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، منتصف نوفمبر الجاري، إسرائيل، بإجبار الفلسطينييين في غزة على النزوح القسري، إلى حد يشكل "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" و"تطهير عرقي"، وهو ما يعد التقرير الأحدث في سلسلة تقارير صادرة عن منظمات إغاثة وهيئات دولية تحذر من الوضع الإنساني المتردي في القطاع المحاصر.
ولفت برنامج الأغذية العالمي، نوفمبر الجاري، إلى أن الوضع في غزة "مروع"، حيث يعاني 91% من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 16% في ظروف كارثية.
وتقول منظمات الإغاثة والأمم المتحدة إن العديد من العقبات، بما في ذلك القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على حركة الشاحنات، والحرب المستمرة، وتدمير الطرق، تحول دون وصول الغذاء إلى نحو 2.3 مليون فلسطيني في القطاع.
وتنتظر حشود بالمئات ولساعات طويلة من أجل الحصول على الطعام من جمعيات خيرية، والتي تكافح بدورها لإيصالها للفلسطينيين.
وقتلت إسرائيل في الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، أكثر من 44 ألف فلسطيني، كما شردت جميع سكان القطاع تقريباً، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة، فيما ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن ما يقرب من 70 % من الضحايا الذين تحققت منهم، هم من النساء والأطفال، منددة بما وصفته بـ "انتهاك ممنهج" للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي.
وقالت مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوتن، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن "قطاع غزة أصبح موطناً لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث".
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتين باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الذي أقاله مؤخراً يوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من 8 أكتوبر 2023 على الأقل حتى 20 مايو 2024 على الأقل، وهو اليوم الذي قدم فيه الادعاء طلبات مذكرتي توقيف.