شولتز:

رغم مخاوف من تغير موقف واشنطن.. المستشار الألماني يتوقع التوافق مع ترمب بشأن أوكرانيا

المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي في مقر المستشارية الاتحادية بالعاصمة برلين. 6 نوفمبر 2024 - REUTERS
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي في مقر المستشارية الاتحادية بالعاصمة برلين. 6 نوفمبر 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن اعتقاده بأنه يستطيع الوصول إلى توافق مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن كيفية إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما قلل من المخاوف بشأن تغيير القيادة الأميركية، الذي يهدد بتقسيم أكبر داعمي كييف.

وقال شولتز في مقابلة نشرتها مجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية، السبت: "أنا واثق من أننا نستطيع تطوير استراتيجية مشتركة لأوكرانيا"، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

وأضاف: "لقد تحدثت بالفعل إلى الرئيس الأميركي المنتخب مطولاً عبر الهاتف، ونحن أيضاً على اتصال مباشر بمستشاريه بشأن السياسة الأمنية".

وانتقد ترمب وفريقه الدعم المفتوح المقدم لأوكرانيا من أجل التصدي للقوات الروسية دون تحديد هدف يتجاوز النصر الكامل. 

ولكن مع إحراز القوات الروسية تقدماً في شرق أوكرانيا، فضلاً عن انخفاض الروح المعنوية ونقص الموارد في الجانب الأوكراني، أشار حتى مسؤولون في واشنطن، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن وقف القتال عن طريق التفاوض أمر محتمل.

وتتداخل سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المنتخب ترمب تجاه الحرب، فيما يتعلق بتعزيز الجيش الأوكراني، مع إضعاف الاقتصاد الروسي من خلال فرض عقوبات، لدفع الجانبين إلى المفاوضات. 

وبينما تعهد بايدن بالدعم "بقدر ما يتطلب الأمر"، وعد ترمب، الذي سيؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير المقبل، بإنهاء الحرب بسرعة.

لكن شولتز أكد أنه لا يمكن فرض أي قرار على أوكرانيا، وأنه "يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن سيادتها".

وقال شولتز خلال المقابلة، إن حرب روسيا ضد أوكرانيا، التي دخلت عامها الرابع، كانت تدور رحاها "بلا رحمة"، ما تسبب في سقوط وإصابة مئات الآلاف.

استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا

وأضاف: "من الضروري أن تنتهي عمليات القتل قريباً، وأن تظل استقلال أوكرانيا وسيادتها مضمونة".

كما حذّر شولتز من أن أي نقاش بشأن إرسال قوات حفظ سلام ألمانية إلى أوكرانيا سابق لأوانه، في رد واضح على تصريحات وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك الأخيرة التي ألمحت إلى مثل هذا الاحتمال.

ومضى شولتز قائلاً: "مثل هذه التكهنات غير واردة في الوقت الحاضر. ما دامت الحرب مستعرة، فلن يكون هناك جنود من ألمانيا، ولا قوات برية ألمانية في أوكرانيا. 

وتابع:" وفي الوقت الذي يلي ذلك، ينبغي مناقشة ضمانات أمنية حتى تتمكن أوكرانيا من التأكد من أن روسيا لن تغزوها للمرة الثالثة بعد عام 2014 وعام 2022"، مشيراً إلى أنه سيرفض تزويد أوكرانيا بصواريخ "توروس" Taurus بعيدة المدى حتى لو فاز بولاية ثانية في الانتخابات الفيدرالية المتوقعة في فبراير المقبل. 

وهذا يضع ألمانيا في خلاف مع قرارات الولايات المتحدة وبريطانيا، بالسماح لأوكرانيا بإطلاق أنظمتها الصاروخية في العمق الروسي.

وقالت المستشار الألماني: "ألمانيا تزود أوكرانيا بالعديد من الأسلحة؛ للدفاع الجوي، وكذلك بالمدفعية الثقيلة والدبابات القتالية. وسنستمر في القيام بذلك". 

وأردف: "لكنني متمسك بقراري بعدم تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز التي يمكن أن تصل إلى عمق كبير في المناطق الداخلية الروسية"، لافتاً  إلى ضرورة "تجنب تصعيد هذه الحرب إلى صراع مباشر بين حلف الناتو وروسيا".

خطة ترمب للسلام

ودأب ترمب على التعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من 3 سنوات، في غضون 24 ساعة من تنصيبه في 20 يناير المقبل، إن لم يكن قبل ذلك، لكنه لم يفصح بعد عن كيف سيفعل ذلك.

وتحدث محللون ومسؤولون سابقون في الأمن القومي، عن شكوك كبيرة في قدرة ترمب على الوفاء بمثل هذا التعهد بسبب تعقيد الصراع.

ومع ذلك، تشير تصريحات مستشاريه مجتمعة إلى الخطوط العريضة المحتملة لخطة ترمب للسلام.

وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواجه نقصاً في القوات ويخسر أراضي بشكل متزايد، إلى أنه قد يكون منفتحاً على المفاوضات.

وذكرت وكالة "رويترز" في مايو الماضي، أن بوتين مستعد لوقف الحرب بالتوصل عبر التفاوض إلى وقف لإطلاق النار يعترف بخطوط المواجهة الحالية، لكنه على استعداد لمواصلة القتال إذا لم تستجب كييف والغرب.

وتسيطر روسيا بالفعل على شبه جزيرة القرم بأكملها، بعد أن استولت عليها من أوكرانيا في 2014، وتسيطر منذ ذلك الحين على نحو 80% من منطقة دونباس التي تضم دونيتسك ولوجانسك، بالإضافة إلى أكثر من 70% من زابوريجيا وخيرسون وأجزاء صغيرة من منطقتي ميكولايف وخاركيف.

تصنيفات

قصص قد تهمك