قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الأربعاء، إن روسيا تحافظ على الاتصالات مع الذين يسيطرون على الوضع في سوريا، وإن ضمان أمن القواعد العسكرية الروسية وبعثات موسكو الدبلوماسية "له أهمية قصوى"، فيما قالت الخارجية الروسية إن منشآت روسيا في سوريا "محمية بموجب القانون الدولي".
وعن التوغل والضربات الإسرائيلية على سوريا، قال بيسكوف إنه من المستبعد أن تساهم التحركات في هضبة الجولان والمنطقة العازلة في استقرار الوضع بسوريا والمنطقة. وأضاف أن روسيا تريد استقرار الوضع "في أسرع وقت ممكن".
واستغلت إسرائيل الأوضاع في سوريا منذ الإطاحة بالأسد، وشنت هجمات واسعة بالطيران، كما توغلت دباباتها داخل المنطقة المنزوعة السلاح، فيما أشارت 3 مصادر أمنية لوكالة "رويترز"، إلى أن "الإسرائيليين تقدموا إلى ما هو أبعد من المنطقة منزوعة السلاح".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان نفوذ روسيا قد ضعف بالشرق الأوسط بسبب سقوط نظام بشار الأسد، قال بيسكوف إن العملية العسكرية في أوكرانيا "لها الأولوية".
وأضاف: "العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) تشكل أولوية مطلقة لبلدنا.. يتعين علينا ضمان مصالح أمننا ومصالح شعبنا الروسي، وسوف نفعل ذلك".
واعتبر أن روسيا "أنجزت مهمتها في عام 2015، بمساعدة سوريا على مواجهة الإرهابيين وبعد ذلك أصبح الأمر بيد سلطات البلاد"، في إشارة إلى التدخل العسكري الروسي في 2015، لصالح نظام الأسد في الحرب الأهلية.
وتابع أن موسكو تجري حواراً مع جميع دول المنطقة وأنها تعتزم مواصلة هذا الحوار.
واعتبر بيسكوف أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى جاهدة لترك "إرث سيء"، لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالعلاقات الروسية الأميركية.
بدورها، قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية الأربعاء إن المنشآت والأصول الروسية في سوريا محمية بموجب معايير القانون الدولي.
وحثت زاخاروفا كل الأطراف في سوريا على تبني نهج مسؤول لاستعادة الأمن والاستقرار في أسرع وقت ممكن.
تهديد الوجود العسكري الروسي في سوريا
وترك إطاحة فصائل المعارضة المسلحة السورية بنظام بشار الأسد الأحد، تساؤلات عديدة بشأن مصير الوجود العسكري الروسي، إذ أصبحت القواعد الروسية الآن تشكل "عبئاً كبيراً" في بلد مزقته الحرب الأهلية.
وأظهرت صورة بالأقمار الاصطناعية الثلاثاء، مواصلة القوات الروسية تمسكها بقوعدها البحرية والجوية الرئيسية في سوريا، والتي تستخدمها كنقاط انطلاق إلى البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، رغم انسحابها من مواقع أصغر بعد الإطاحة بالأسد.
وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، جرت مراجعتها الثلاثاء، عدم وجود أي مؤشرات على انسحاب روسي من القاعدة البحرية في طرطوس أو قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، وكلتاهما على الساحل الغربي لسوريا.
تغيير "درامي" في سوريا
ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الوضع في سوريا الأربعاء، بأنه "درامي"، مشددة على ضرورة ألا يتحول هذا الوضع إلى "مأساوي".
وقالت في تصريح لإذاعة "سبوتنيك": "الوضع في سوريا درامي، والأمر المهم جدا ألا يتحول من درامي إلى مأساوي".
وأكدت زاخاروفا أن سلامة المواطنين الروس في سوريا هي أولوية مطلقة بالنسبة لروسيا، موضحة: "أولويتنا الآن هي بالطبع سلامة مواطنينا.. هذه أولوية مطلقة، ويتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامتهم"، مشيرة إلى أن موسكو على اتصال بممثلي مختلف القوى في سوريا لضمان أمن الروس.
"نقلنا الأسد بطريقة آمنة"
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الثلاثاء، إن بلاده نقلت الأسد إلى روسيا "بطريقة آمنة للغاية" عقب الانهيار السريع لنظامه، لافتاً إلى أن موسكو ستستمر بدعمه ضد الاتهامات التي يواجهها.
وأضاف ريابكوف في مقابلة مع شبكة NBC News الأميركية: "لقد تم تأمينه، وهذا يُظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذه الحالات الاستثنائية".
وقال ريابكوف: "ليس لدي أي فكرة عما يحدث له الآن"، رافضاً الخوض في تفاصيل نقله إلى الأراضي الروسية بعد سقوط نظامه.