أظهرت رسالة اطلعت عليها رويترز أن عضوين في الكونجرس الأميركي حثا مسؤولين كباراً في إدارة الرئيس جو بايدن على تعليق بعض العقوبات المفروضة على سوريا لتخفيف الضغوط على اقتصادها المنهار، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
والخطوة هي أحدث مساعي الغرب من أجل تخفيف العقوبات بعد أن سيطرت قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة، على دمشق.
وقال وزير بريطاني الاثنين إن بريطانيا قد تعيد النظر في تصنيفها لهيئة تحرير الشام منظمة محظورة.
ووقع نائب جمهوري وآخر ديمقراطي على الرسالة التي تحمل تاريخ الثلاثاء، والموجهة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
واشنطن تدرس تصنيف هيئة تحرير الشام
والثلاثاء، أفادت شبكة NBC News الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وآخر سابق، بأن بايدن تدرس رفع "هيئة تحرير الشام" من "قوائم الإرهاب".
وأفاد المسؤولان بأن الإدارة تبحث رفع التصنيف "قريباً"، ولفت أحدهم إلى أن "المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى"، فيما قال المسؤول السابق إن المناقشات تهدف إلى "إنشاء طريق للعالم من أجل التواصل مع الحكومة الجديدة" في دمشق.
ولفت المسؤولون إلى أن رفع التصنيف عن "هيئة تحرير الشام"، التي كانت مرتبطة في السابق بتنظيم "القاعدة"، سيشمل إلغاء مكافأة 10 ملايين دولار التي تم رصدها لمن يدلي بمعلومات عن زعيم الجماعة أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني".
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، إنه "لا توجد مناقشات حالياً بشأن تغيير السياسة المتعلقة بهيئة تحرير الشام، ولكننا نتابع ما تفعله".
شروط التعاون مع سوريا
وقالت إدارة بايدن إنها مستعدة للاعتراف ودعم حكومة جديدة في سوريا تتخلى عن "الإرهاب"، وتدمر مخزون الأسلحة الكيميائية، وتحمي حقوق الأقليات والنساء.
وذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستتعاون مع مجموعات داخل سوريا وشركاء إقليميين لضمان انتقال سلس للحكم بعد الإطاحة بحكومة الأسد.
ولم يحدد بلينكن المجموعات التي ستعمل الولايات المتحدة معها، لكن وزارة الخارجية الأميركية لم تستبعد إجراء محادثات مع الجماعة الرئيسية للمعارضة السورية "هيئة فتح الشام"، وذلك رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
ووضعت الإطاحة المفاجئة بالأسد إدارة بايدن، التي تقترب من نهاية ولايتها، في موقف دقيق يتطلب المناورة بعناية في لحظة مضطربة أخرى بالشرق الأوسط، في وقت يطالب فيه الرئيس المنتخب دونالد ترمب بأن تتوخى الولايات المتحدة الحذر في المنطقة وتتجنب التورط في الصراع.