قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن 3 دبلوماسيين أميركيين رفيعي المستوي يتواجدون في دمشق حالياً، للقاء ممثلين عن "هيئة تحرير الشام" الجمعة، كأول دبلوماسيين أميركيين يزورون البلاد منذ فرار بشار الأسد من دمشق.
وذكر المتحدث أن الوفد سيناقش مبادئ العملية الانتقالية، التي دعمتها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين في اجتماع العقبة، بالأردن، في 15 ديسمبر.
وستقود باربرا ليف، كبيرة الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط، الوفد الذي يضم المبعوث السابق إلى سوريا دانيال روبنشتاين للمساعدة في قيادة الجهود الدبلوماسية للإدارة الأميركية، بالإضافة إلى المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روجر كارستنز.
وذكر المتحدث أن الوفد الأميركي "سوف يتواصل مباشرة مع الشعب السوري، بما في ذلك أعضاء المجتمع المدني، والناشطين، وأعضاء المجتمعات المختلفة والأصوات السورية الأخرى، حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم".
وأضاف أن الوفد يأمل في الحصول على معلومات عن الصحافي الأميركي المختفي في سوريا منذ 2012 أوستن تايس، ومجد كمالمز وآخرين.
وقال المتحدث إن دانيال روبنشتاين سيعمل كمستشار أول في مكتب شؤون الشرق الأدنى وسيقود الجهود الدبلوماسية للوزارة بشأن سوريا.
وأشار إلى أنه سيتواصل مع الأطراف الرئيسية في سوريا وينسق مع الحلفاء والشركاء لـ"تعزيز مبادئ العقبة".
وهذه أول زيارة يقوم بها مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إلى سوريا منذ سنوات عديدة، كما تعد جزءاً من استئناف العلاقات الدبلوماسية الأميركية مع الحكومة الانتقالية في سوريا بعد الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
أول اعتراف أميركي علني
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة على اتصال مباشر مع "هيئة تحرير الشام" المعارضة التي قادت الهجوم الذي أطاح بالأسد.
وأضاف بلينكن، في مؤتمر صحافي بالأردن، أن المحادثات مع "هيئة تحرير الشام" ركزت على مناقشة مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس، وتضمنت أيضاً مناقشة للمبادئ الأميركية للاعتراف المحتمل بالحكومة السورية الجديدة.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها الولايات المتحدة علناً أي اتصال مباشر مع "هيئة تحرير الشام" التي تصنفها كمنظمة إرهابية.
الجنود الأميركيون في سوريا
من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الخميس، إن هناك 2000 جندي أميركي في سوريا بالفعل، وهو رقم أعلى بكثير من الرقم المعلن سابقاً وهو 900 جندي.
وأضافت أن الجنود الإضافيين بمثابة "قوات مؤقتة"، أُرسلت لدعم مهمة محاربة تنظيم "داعش".
وقال المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر لصحافيين إنه لا يعرف منذ متى وصل العدد إلى 2000 جندي، "لكن ربما كان ذلك منذ أشهر على الأقل، وقبل الإطاحة بنظام بشار الأسد".
وأضاف رايدر: "علمت بالرقم اليوم.. ولأني كنت أقف هنا وأقول لكم إن عدد الجنود 900، أردت أن أخبركم ما نعرفه بشأن ذلك".
وكانت الولايات المتحدة تقول على مدى سنوات إن لديها 900 جندي في سوريا يعملون مع قوات محلية لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش" الذي استولى في عام 2014 على مساحات شاسعة من العراق وسوريا لكنه دُحر لاحقاً.
وقالت إدارة الرئيس جو بايدن إن القوات الأميركية ستبقى في سوريا، لكن الرئيس المنتخب دونالد ترمب قد يسحبها عندما يتولى منصبه في 20 يناير.
وخلال فترته الرئاسية الأولى، حاول ترمب إخراج القوات الأميركية من سوريا لكنه قوبل بمقاومة من المسؤولين، وفي النهاية بقيت بعض القوات.
وفي وقت سابق من ديسمبر، أطاحت المعارضة السورية بحكومة الأسد، وواصل الجيش الأميركي تنفيذ ضربات ضد مسلحي تنظيم "داعش".
وهذه ليست المرة الأولى في السنوات الأخيرة التي يضطر فيها البنتاجون إلى مراجعة عدد قواته في بلد ما، ففي عام 2017، كشف الجيش الأميركي عن وجود 11 ألف جندي أميركي في أفغانستان، أي أكثر بآلاف مما أعلن عنه سابقاً.