قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إنه يعتقد أن الفلسطينيين في غزة يجب أن يُعاد توطينهم في مكان آخر، مقترحاً "قطعة أرض جديدة وجميلة" يتم تمويلها من قبل مانحين أثرياء، وسط رفض عربي متكرر لخطط تهجير سكان القطاع المدمر بعد حرب إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهراً.
وصف ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، أثناء توقيعه على عدة أوامر تنفيذية منها وقف التمويل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، غزة بأنها "موقع دمار خالص"، وتساءل عن سبب رغبة أي شخص في البقاء هناك، معرباً عن إمكانية نقل السكان إلى الأردن أو مصر أو "أماكن أخرى" لم يسمها.
واقترح الرئيس الأميركي، منح الفلسطينيين أرضاً جديدة بدلاً من العودة إلى غزة، وطرح فكرة إعادة توطين الفلسطينيين من غزة في مواقع متعددة، معتبراً أن ذلك سيكون "أفضل بكثير" من العودة إلى منطقة، وصفها بأنها شهدت "عقوداً من الموت".
وأثناء اقتراحه إعادة توطين سكان غزة، قال ترمب إن "الولايات المتحدة قد تساهم"، لكنه أشار إلى وجود "الكثير من الأشخاص في المنطقة الذين لديهم الكثير من المال لتمويل هذه الخطوة".
وكان ترمب قد أثار الجدل في الأيام الأخيرة، بشأن دعوته لنقل سكان من غزة إلى مصر والأردن، رغم الرفض الرسمي من القاهرة وعمّان لهذا المقترح في وقت لاحق، ولكن ترمب جدد التمسك بمقترحه خلال حديثه للصحافيين في البيت الأبيض، قائلاً، إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك".
"منطقة قابلة للحياة"
ودافع مسؤولون أميركيون عن اقتراح ترمب نقل المزيد من الفلسطينيين من قطاع غزة الذي دمرته الحرب إلى دول مجاورة، مؤكدين أنه يحاول النظر إلى المشكلة بشكل واقعي دون فرض حل بعينه.
وشدد مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في وقت سابق الثلاثاء، على "ضرورة حل المشكلة الكبرى المتعلقة بالمكان الذي سيذهب إليه سكان غزة"، لافتاً إلى أن مقترح الرئيس الأميركي يهدف لـ"جعل المنطقة قابلة للحياة".
وأردف ويتكوف خلال مؤتمر صحافي مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز: "هناك 30 ألف وحدة ذخيرة غير منفجرة في غزة، كما أن مبانيها قد تنهار في أي لحظة، ولا توجد هناك أي مرافق على الإطلاق، فلا مياه صالحة للشرب، ولا كهرباء، ولا غاز.. وعندما يتحدث الرئيس عن تنظيفها، فإنه يتحدث عن جعلها صالحة للسكن".
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، إن ترمب "ينظر إلى مسألة نقل سكان غزة من منظار إنساني فقط، لأن أي عملية بناء ستستغرق من 10 إلى 15 عاماً"، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي سيستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، ويتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
رفض عربي
وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تأكيد الرئيس المصري، وملك الأردن في اتصال هاتفي، الثلاثاء، "حتمية" سرعة إعادة إعمار قطاع غزة الذي تحول معظمه إلى أنقاض بعد الحرب الإسرائيلية.
ونقل سفراء مصر والأردن والسعودية ونائبي سفيري دولة الإمارات وقطر لدى الولايات المتحدة، الاثنين، رسالة خطية من وزراء خارجية دولهم وممثل عن السلطة الفلسطينية (السداسية العربية)، إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تضمنت التأكيد على "أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط الدول العربية بالولايات المتحدة"، وتطلعهم لـ"حل عادل للقضية الفلسطينية".
ووفقاً لموقع "أكسيوس"، أعربت الدول الستة عن رفضهم خطط تهجير سكان غزة، وطالبوا، بدلاً من ذلك، بإشراك الفلسطينيين في عملية إعادة إعمار القطاع.
وشدد الوزراء العرب في الرسالة، على أن الشرق الأوسط "مُثقل بالفعل بأكبر عدد من النازحين واللاجئين في العالم"، وأضافوا أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة "هش".
وجاء في الرسالة: "يجب أن نكون يقظين لعدم زيادة المخاطر التي يواجهها استقرار المنطقة من خلال المزيد من النزوح، حتى وإن كان مؤقتاً، لأن ذلك سيؤدي إلى زيادة خطر التطرف والاضطرابات في المنطقة ككل".
وأكدوا أن أي إعادة إعمار في غزة يجب أن تتم بمشاركة السكان الفلسطينيين، مضيفين أن "الفلسطينيين سيعيشون في أرضهم وسيساعدون في إعادة بنائها، ولا ينبغي حرمانهم من قدرتهم على اتخاذ القرار أثناء عملية إعادة الإعمار، كما يجب أن يتولوا مسؤولية هذه العملية بدعم من المجتمع الدولي".
"تصريحات عنصرية"
من جهتها، أعربت حركة "حماس"، الثلاثاء، عن رفضها تصريحات ترمب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى خارج القطاع.
واعتبر المتحدث باسم "حماس"، حازم قاسم، في بيان، أن "التصريحات الأميركية عنصرية، وتعكس غياب المعايير الأخلاقية والإنسانية"، لافتاً إلى أن "عملية إعادة الإعمار من الممكن أن تم مع بقاء أهالي غزة في أراضيهم".